واع / شكرا …يا زمني الجميل

واع / زينب رمال

أنت والطّريق والضّباب المسافر
تناور الوحشة خطاك
تائه في شوارع العمر
تمضي بلا عنوان
تنشدك روائح الأمكنة
تقلّب ذكرياتك
لا شيء سوى أصداء
ترهق حواسك
تعاكسك زوابع الرّيح
تكشف ومضة عشقك الغائرة
يباغتك مكان ممتلىء بالصور
تتراءى لك محطّات القهر عند مفارق الغربة
يندسّ عطر المكان في أنفك عنوة
يثقل في محاجرك الحزن
لا تخف من دمعة مرتعشة
إذا قلّمت أحداقك
لن يرى انكساراتك سواك
غالب البكاء بفيض ابتسامة ولا تتوقف
حين يعبث الحنين
في مجمر أشواقك
لا تزعج مزاجه
وارحل حيث يحملك هسيسه
لا أحد يشاطرك الجلوس
بين غمامتين ووردة
توسّد حبرك واكتب…لا تتوقف
إن صادفت غريبا
يفتّش عن منديل
معلّق على أسوار الدّمع
التقطه
واصنع منه ربطة عنق تليق بغدك
إذا خانك ساعي البريد
ولم يحمل لك رسالة حب
لا تعاتب الوقت المغادر
تحلّ بتنهدات صبرك
وابتسم ولا تتوقف
إن عبرت وطنا
هزت جفنيه الآلام
كن الحلم
كن الغيث
ازرع سهوبه قمحاوسلام
وابتسم ولا تتوقف
إن تعرّت ذاكرتك من وهم الخديعة
وانشطر الليل ليجمعك والرّؤية
عبّىء الماضي في سلال الرّحيل
وانسل من بارقته خيط ضياء
لتغزل فيه شعاع آمالك…
كن سعيدا حدّ احتساء ماء البحر
لتذلّل همومه
حدّ اقتطاف النّجم من مهد غيومه
وابتسم لذاتك ولا تتوقف