واع / فصلُ الأشتياق

واع / بقلم: غدير سعيد

عندما يتعدى الأشتياق مداهُ ، يدفعني إلى لملمة أوراقي المتناثرة على أرصفةِ الأسى، منتظرة عودتك، مهيئة أفكاري للرد عليك، لأشبع غليلي الذي تجمَّر من ألمِ هجرك المستبد، وأكتب لك فصول الأيام الفائتة، لأُضيف إليها فصلًا جديد. 
فصل الاشتياق… 
محير بتفاصيله، مختلف بألوانه، كانت رياحه متعالية من نبضاتِ قلبي المتهالكة لذكرك، ولونه الفاحم حرقةً لبعدك، منتظر ثقبًا صغيرًا ليمر منه نور اطلالتك، راغبةً بوجودك، ملبية مقتضيات واجباتك قبل فناء الروح، لتنحت لها القبر المناسب بيدك السادية، لتشيّع تلك الثرثرة الداخلية المتجددة في أعماقِ صرخاتها الطفولية، نتاجها التعب، تحتاج لمن يسكب الماء على قبرها، لتستفيق من هيم رحيلك، ليتسنى لها النوم بهدوء، متقبلة تجاهلك.
لأحدّثك ضمن حدود وجودي، لأصل في النهاية لسؤالك عن العدالة، كيف تكون في ميزانك؟
لتسيطر على احساسك لهذا الحد. 
ليتك تخبرني لأحتمل ذلك الصراع القاتل
لأجتياز شوقي، ما كان لي أن أنسى، لقد
مضى على غيابك أشهر، أكانت بأرادتك؟
لا تتركني غارقة بين الكلام والصمت، وبين الوعي واللاوعي، أتصور صعوبة الموقف بين الليل والنهار، صراع نملة بين الحجر، كأن البعد جميل في عينيك!
كيف تستطيع ذلك؟
تخطي وجودي، أو بالأحرى نسياني، تتصنع التقبل أمام عيني رغم اختلاف ألوانك،
فطرية المحبة تخرج الروح من رحم الأسى،
لتلد ثمرة من أريج زهرة ذابلة، من على هامش مَن؟
الرحيل عني!
نسيان وجودي!
اعترافات ليلية تترجمها الورقة.