واع / عيد نوروز والربيع .. رمز دائم لوحدة العراقيين وتاخيهم ..


واع /السليمانية / ايمــان الجنابـي
يحتفل العراقيين جميعا في شهر الخصب والجمال والطبيعة وتجدد الحياة. حيث تبدا بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة الى جنة خضراء، وفي اذار الخير والعطاء لابد ان يكون عيد نوروز هو عنوان وحدة العراقيين جميعا لانهم يجتمعون دوما على الخير والفرح الدائم ، وحيث تتوجه العوائل العراقية من كل المحافظات صوب السليمانية واربيل لقضاء ايام نوروز،حيث ترتدي العوائل الكردية هناك الزي الشعبي المزركش بالألوان الفاتحة والزاهية،وتصدح فيه ألاهازيج، وتتشابك الأيدي في حلقات رقص ودبكات غنائية شعبية تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل ،وفي نوروز تكون اشاعة المحبة والتآخي بين الناس على اختلاف دياناتهم واجناسهم..وطوائفهم لان ( 21 آذار ) يوم العيد والربيع ،حيث يجذب الزوار والسياح من مختلف مدن العراق ويعد موسماً مهماً للسياحة. . جولتنا كانت بين المحتفلين بهذه المناسبة الجميلة في شوارع السليمانية وساحاتها وحدائقها في مدينة الابداع والسياحة ..
التقينا المواطن العراقي سعيد ياقو حنا مقيم في اميركا وهو في زيارة للسليمانية اليوم حيث يقول : نحن نعرف جيدا اخواننا الكرد وهم ناس طيبين ومن طقوسهم الاحتفال بالمناسبة هو ارتداء الأزياء التقليدية الكردية للنساء والرجال والاطفال والشباب، وأن اللون الأخضر التقليدي هو اللون السائد لمعظم النساء حتى ان زوجتي قامت بشراء زي كردي نسائي من تلك الملابس لترتديها هنا ! وكذلك ابنائي ايضا جهزوا انفسهم بالملابس،ليعيشوا مع فرح الناس الاخرين بهذه المناسبة وغيرها من مناسبات الفرح العراقي..
ويؤكد ياقو بالقول :بهذه المناسبة او ان اقول بان لتسمية نوروزعلاقة بتاريخ عراقي قديم ، وان أول تسمية لهذه المناسبة كانت (عيدـ اكيتو وتعني تقريب الماء من الأرض ويعتبر من اهم الأعياد في العراق القديم ) ويعتبر أول الأعياد في التاريخ وأصل لكل اعياد رأس السنة حول العالم ،وتنسب بداية التقاليد الاحتفالية ، نوروزعيدـ كيتو بالوقت الذي ظهر وانتشر في العراق وبابل 3000 ق.م ،وقد سبقت حضارة وادي الرافدين الحضارات التي اقتبست هذا العيد أكثر من ١٠٠٠ عام ولكن بتغيير التسمية مثل ( عيد الام وعيد الربيع) الخ.. ولكن بنفس الفكرة والكيفية ،والغاية الأصلية من الإحتفال ( تقريب الماء الى الارض ) اي استنزال المطر..
واضاف ياقو: لقد مارس السومريون طقوس هذا العيد في مدينة أور،اما في العصر البابلي فقد مارس الناس طقوس هذا العيد في مدن كثيرة ، وفي 21 اذار في التقويم البابلي يصادف 1 نيسان وكانت رأس السنة البابلية كل ١ نيسان وكانت تمثل هذه الفترة الاعتدال الربيعي وزيادة مياه نهر دجلة وبعد اسبوعين من ذلك زيادة مياه نهر الفرات ، فتبدأ كل الاعمال الزراعية في هذا الموعد ، و كان هذا العيد يستقبل من قبل العراقيين القدماء بالفعاليات والحفلات التنكرية و الغناء و الرقص وكذلك النواح و البكاء في بعض طقوسه ، ويستمر الاحتفال بهذا العيد لمدة 12 يوم ( بالتقويم البابلي من 1 نيسان الى 12 نيسان ) وبهذه المناسبة نتمنى لكل العراقيين الفرح والسعادة ولابناء شعبنا الكردي الطيب كل الخير وان نحتفل كل سنة بهذا الاحتفال الجميل.
المواطنة شيرين كردية مقيمة في بغداد تقول : نحن ننتظر كل المناسبات الجميلة للسفر الى السليمانية لانها مدينتي التي ولدت فيها ، ولكن ظروف عمل زوجي ونقله الى بغداد حيث نقيم، وفرصتنا ان ننتهز عيد نوروز، للسفر ونرتدي نحن النساء والأطفال على وجه الخصوص الملابس الكردية إذ نضفي طابعاً جميلاً على المناسبة بارتدائنا الثياب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة، بالإضافة إلى الأكسسورات المستوحاة من التراث والاصالة ..وفي هذه لمناسبة نعرف جيدا كلما سافرنا هناك ، نشاهد وعلى الطرق الرئيسية والفرعية الاف العوائل ،وعشرات الأشخاص، يرقصون الدبكة على أنغام موسيقى من خلال اجهزة ومكبرات الصوت الحديثة والمنتشرة في الاسواق العراقية..
مراسلة واع ..عاشت يوم نوروزمع الناس وشاركتهم احتفالهم العفوي الجميل حيث تحدث المواطن خليل ابراهيم من بغداد قائلا: ان أبرز تقاليد عيد الربيع او نوروز في العراق هي السفرنحن المناطق السياحية حيث الجبال والسهول والوديان والطبيعة الجميلة ، وخروج الاف العوائل من بغداد ومن محافظات العراق الاخرى الجنوبية والوسطى لغرض السياحة والنزهة والفرح والتمتع بالربيع وتتوجه في رحلات إلى الجبال والمناطق المفتوحة، حيث يرتدي اخوننا الكرد الملابس الشعبية المعروفة بالوانها الزاهية، وإقامة حلقات الدبكة، والعروض الفنية المختلفة، إضافة إلى إشعال النار،وتحديداً على قمم الجبال. كما ان العوائل جهزت نفسها قبل ايام بشراء المواد الغذائية واللحوم والفواكه والحلويات ، حيث تتوجه بعدها الى المناطق السياحية في عموم شمال عراقنا الحبيب وهي فرحة وسعيدة بان يعم الفرح عموم بلادنا ..
والتقينا كاكا دلشاد ليحدثنا بالقول :ان فرحتنا اليوم لاتوصف كوننا نحتفل ويحيط بنا ابناء شعبنا العراقي القادمين من بغداد ومن المحافظات العراقية الاخرى معظم العوائل الكردية هنا في السليمانية بدأت استعداداتها منذ ايام مبكراً للخروج والاحتفال، وكما تعرفون حيث تتجمع العوائل في شارع سالم وسط السليمانية من أجل الاستماع للأغاني والدبكات الكردية المعروفة، وخاصة للمطربين القدماء والجدد، ثم تخرج العوائل لإشعال النيران في الجبال ومنها وأبرزها جبل كويزه،وبيرة مكرون وساره وغيرها من تلك الجبال، كما يقضي كثيرون اليوم الاول في المصايف والحدائق العامة.. وان هذه المناسبة تُمثل فرحة كبيرة للاحتفال بقدوم الربيع، ولا يقتصر الأمرعلى الربيع والتنزه وعيش لحظات الفرح والابتهاج فقط، بل إن تجمع العائلات والأقارب في هذه المناسبة على مدار ساعات النهار له دور كبير في تعزيز الأواصر بين الأسر وفض الخلافات والزعل فيما بينها في معظم الاحيان، ناهيك عن تأثيراته في الترويح عن النفس..
وتتحدث السيدة رجاء من بغداد وتقول : لقد انهينا استعدادنا للسفر الى محافظة السليمانية وقضاء عطلة عيد الربيع ونوروز فيها ،انا وزوجي وعائلتي المكونة من 6 افراد ، وقررنا ان نبقى هناك حتى بعد المناسبة وحجزنا في فندق وسط المحافظة لكي نتحرك بسهول للانتقال من منطقة الى اخرى ونستشير بذلك اقاربنا هناك كونهم امضوا اكثر من سنتين في المحافظة ويعرفون المناطق السياحية جيدا ، كما ان وجود اقارب وعوائل اخرى يعزز اواصر المحبة والتعارف والصداقة فيما بينها ،ولايفوتني ان اذكر بان هناك ايضا مناسبات اخرى مثل عيد المراة وعيد الام حيث تتزامن مع حلول شهررمضان المبارك ونسال الله عزوجل ان يعيده علينا وعليكم وعلى امة محمد صلى الله عليه وسلم بالخير والبركة والسعادة وان يديم علينا جميعا الامن والامان ..
ولاتذهب بعيدا السيدة ام عمار في قولها : كل مناسبة نستعد للسفر الى مدينة السليمانية كونها قريبة على العاصمة بغداد ،وتم التهيؤء للسفر منذ ايام ، ولاسيما أنه تزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، إذ اشترينا الملابس والأكسسوارات، وقمنا بتبضع المواد الأساسية للمائدة واحتياجات الرحلة مع الأقارب، وعادة ما نقوم بهذه الاستعدادات قبل مدة، لأن الأسواق خلال العيد تكون مغلقة.. مضيفة: ربما نطيل الرحلة إلى اسبوع من الان، وإن أبرز ما نحتاجه هو الخيمة والوقود والمنقلة والفحم، بالإضافة إلى ذلك نقوم بتحضير الأكلات العراقية مثل الدولمة والبرياني والشيخ محشي والسمك والمشاوي والكليجة، وغيرها من الأكلات الكردية، فضلاً عن الحلويات و المكسرات والفواكه لتزيين المائدة .. ونبقى ايضا هناك في الجبال قريبا من المياه والانهار العذبة وهيئنا ايضا الخيم الخاصة بالسفرواتفقنا مع اقاربنا الذين يتوجدون قبلنا هناك من اجل اختيار الامكان التي سنخيم فيها وحسب طبيعة الجو من حيث الامطار والرياح..