واع / الموصل.. يصل دوري نجوم العراق دون ملعب كروي!! ؟/ اراء حرة / مقدام خزعل

صعد نادي الموصل لكرة القدم إلى الدوري الممتاز. بعد تحقيقه الحلم وتحقيق انتصار كبير… لا شك. لكنه انتصار بطعم الألم، بطعم الغُربة، بطعم سؤال لم يُجَب عليه منذ سنوات: لماذا يُقاتل الرياضي في نينوى بأسلحة من خشب؟
نادي الموصل لا يملك ملعبًا. لم يخض مبارياته في بيته، لم يسمع هتافات جمهوره تتردد بين جدران ملعبه، بل لم يملك “جدرانًا” أصلاً. كل المباريات التي كان يُفترض أن تُقام في قلب الموصل، أُجبرت على أن تُقام في ملعب عقرة. مدينة أخرى، جمهور آخر، أجواء مختلفة، لكنها احتضنته. شكراً لعقرة، لأهلها، لإدارتها، ولقلوبهم الواسعة. لكنّ الشكر لا يُغني عن السؤال: لماذا نينوى لا تمتلك ملعبًا؟
مدينة بحجم نينوى، بتاريخها، بثقلها السكاني، لا تمتلك ملعبًا رياضيًا يُمثلها في مباريات الدوري العراقي؟ بل أكثر من ذلك: لا تملك مطارًا، لا تملك مكاتب تحويل نقدية مباشرة بين المحافظات، ولا حتى قدرة على استخدام ملعب الجامعة الذي أُعيد تأهيله بمبالغ كبيرة من المال العام. لماذا يُمنع نادي الموصل من استخدام ملعب داخل محافظته؟ من يمنع؟ ولماذا؟
سؤال يطرح نفسه هل هي أزمة في التخطيط؟ في الإدارة؟ في النية؟ أم أن هناك من لا يريد لهذه المدينة أن تنهض من ركام الحرب وذكريات الخراب؟
الرياضة ليست مجرد مباراة. إنها انتماء، وهوية، ومجتمع. إنها انعكاس لحيوية المدينة وقدرتها على النهوض. واليوم، نينوى تنهض رغم الجراح، ولكن هناك من يُقيد خطواتها.
لماذا لا يوجد ملعب؟
لماذا لا يُسمح باستخدام ملعب الجامعة؟
لماذا لا تُعامل نينوى كما تُعامل بقية المحافظات؟
لماذا تُحرم المدينة من مطار، وهي بوابة الشمال وثاني أكبر مدينة في العراق؟
لماذا لا تُفتح مكاتب التحويل النقدي فيها كباقي المحافظات، مع أن ذلك حاجة اقتصادية يومية؟
نادي الموصل فاز… نعم، لكنه في الحقيقة فاز مرتين:
مرة بالجهد والعطاء والانتصار رغم كل الظروف،
ومرة حين أعاد فتح ملف الإهمال الرياضي والإداري والخدمي في محافظة لا تزال تُدفع نحو الهامش.
آن الأوان أن نسأل بوضوح، وبصوت عالٍ:
من الذي يُعرقل نينوى؟
ومن الذي يُعادي فرحتها؟
ومن المستفيد من إبقاء المدينة خارج الملعب… وخارج اللعبة.