واع/وزارة النفط في ذمة الله تعالى / تحليل سياسي

واع/ بغداد / سعد الزبيدي
الكل في العراق يدعي كذبا وزورا أنه ضد الفساد وما أن تسمح الفرصة وتتوفر الظروف المناسبة حتى تجد المتبجحين بالنزاهة والشرف هم قراصنة النهب والسلب والمدافعين عنه بكل ما أوتوا من قوة .
كل رؤساء الوزراء السابقين صدعوا رؤسنا بخطب رنانة وإجراءات من أجل محاربة الفساد غير أن كل هذه الشعارات الزائفة ماهي الا لذر الرماد في العيون فالقوم في السر ليس هم كما في العلن.
الفساد ثقافة اتكأت عليها الطبقة السياسية الفاشلة بعد ٢٠٠٣ ومولت احزابها من أجل ضمان استمرارها في السلطة وكانت ومازالت وزارة النفط المنبع الأكبر لجني الأموال بمنتهى السهولة فمن منا لم يسمع بجولة التراخيص سيئة الصيت ومن لم يسمع بتهريب النفط العراقي وسيطرة بعض أصحاب النفوذ على تهريب النفط الاسود في جنوب العراق و شماله .
وهنا نعرض عليكم وعلى المدعي العام وعلى هيئة النزاهة وكل أجهزة مكافحة الفساد حجم الفساد في شركة العامة للاستكشافات النفطية  التابعة لوزارة النفط والتي كان مديرها لفترة طويلة المدعو كريم حطاب الذي كان يصر على التعاقد الحصري مع شركة ( أميرا بكس )وهي شركة غير مصنعة بل هي شركة للدعم اللوجستي  بصورة حصرية  في استيراد بعض الأجهزة المستخدمة في الاستكشافات النفطية وخلال الفترة مابين ( ٢٠١١/٢٠١٧) تم التعاقد لشراء جهاز يستلم اشارات من الهزازات إلى أجهزة التسجيل ( نوعه ٤٢٨ سيرسل فرنسي الصنع) كان سعر التعاقد للمفرد مابين ٧٠ الف إلى مائة ألف دولار للجهاز الواحد وبعد أن غادر المدعو كريم حطاب إدارة الشركة وتم طرح عقود شراء الجهاز لجميع الشركات  بصورة استثمارية بصورة علنية وصل سعر الجهاز الواحد إلى عشرين ألف دولار فقط أي ان هناك سرقات تصل مابين خمسين إلى ثمانين ألف دولار للجهاز الواحد كانت تذهب لجيب المدير كريم حطاب حيث بلغ حجم الفساد ألى أرقام خيالية عندما طرح موضوع
شراء الجهاز للمناقصة وفر للدولة ما قيمته أربعة مليون دولارا بينما بلغ حجم الفساد طيلة السنوات المنصرمة خمس وخمسون مليون دولارا .
وهناك عقد آخر كان أيضا حصري مابين دائرة الاستكشافات النفطية ومديرها كريم حطاب وبين شركة أميرا بكس حيث وردت شركة أميرا بكس إلى دائرة الاستكشافات عدد من الزوارق المستخدمة في مناطق الاهوار مع العلم أن شركة الصناعات الهندسية العراقية  تصنع زوارق افضل  تتناسب مع طبيعة جو العراق الحار جدا صيفا من الزوارق التي وردتها شركة أميرا بكس وهذه الزوارق زوارق قديمة ومتهالكة ولايوجد عليها تأريخ الصنع وبعد أن تم التعاقد لشراء الزورق الواحد بسعر ٨٠ الف دولار لم يتم استخدام هذه الزوارق وأصبحت مجرد مواد غير صالحة للاستعمال وركنت كخردة لا يستفاد منها لذا عمد كريم حطاب إلى استئجار عدد من الزوارق من قبل أهالي المنطقة بسعر خمسة آلاف دولار للزورق الواحد شهريا  هذا العقد وحده كلف الدولة خمسة وخمسون مليون دولارا ذهبت لجيب الفاسد كريم حطاب ولشركة.اميرا بكس . وهناك عقد آخر لشراء كيبلات كهربائية وايضا كانت الشركة الموردة أميرا بكس وفي هذا العقد فقط هناك فروقات في السعر الحقيقي والسعر الذي تم دفعه من شركة الاستكشافات النفطية وفيه فساد قارب من ( ثلاثة وخمسين ) مليون دولارا للفترة من ٢٠٠٩/٢٠١٧
السؤال المطروح هنا كلنا يعلم أن في كل وزارة هناك لجنة عقود مهمتها الاطلاع على العقود وعرضها ووضع مواصفات المواد المراد التعاقد عليها ووضع شروط جزائية في حالة التلكؤ أو عدم مطابقة المواد لشروط ومواصفات العقد والاعلان عنها في الصحف من أجل مشاركة اكبر عدد من المتنافسين للحصول على هذا العقد هذه  اللجنة تتكون من فريق  من مختلف الاختصاصات لتقييم المادة المتعاقد عليها فأين كانت اللجنة من عقود  كلفت  الدولة مئات الملايين من الدولارات أين الجهات الرقابية ومكتب المفتش العام ومكتب النزاهة من هذه السرقات التي كلفت الدولة ملايين الدولارات في شركة واحدة من شركات الحكومة ؟!!!
كل ملفات الفساد بأدق تفاصيلها  وصلت عن طريق مدير التصاريح الأمنية ماجد الساعدي إلى هيئة النزاهة والى ديوان الرقابة المالية والى وزير النفط ثامر الغضبان ومن ثم إلى يد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي شخصيا .
كلكم ستتوقعون أن الجهات ستتحرك للقبض على كريم حطاب وسيتم توجيه جملة من التهم إليه وإلى شركة أميرا بكس وأن الموظف ماجد الساعدي سيتم مكافأته أو ترقيته لحرصه ووطنيته ونزاهته وشرفه لكننا ياسادة في العراق .حيث يصبح المجني عليه جانيا والشريف لصا وهكذا أمر رئيس الوزراء بإيقاف الرجل الذي حركه ضميره وهو يرى ثروات العراق تبدد وتسرق وقرر إيقافه عن العمل خمس سنين بحجةأنه أفشى اسرار خاصة بالشركة فالسرقات ياسادة أسرارا يجب الحفاظ عليها ويجب السكوت عنها لأنها تهدد أمن العراق !!!
هذا هو الفساد الذي سكت عنه الرقيب وفلت من اللصوص واثرى منه شخوص وجهات حزبية وسياسية امست امبراطوريات مالية ابتلعت مقدرات الدولة وساهمت في ضياع هيبة الدولة حتى اصبح الفساد ثقافة نخرت هيكل الدولة وجعلت العراق في مهب الريح .
نصيحتي لكم مستقبلا أن رأيتم لصا فاتركوه بل باركوا له جهوده في نهب مقدرات الدولة لأننا في العراق حيث انقلبت الموازين حيث دولة الفساد الكبرى من زاخو للبصرة .