واع / الأقمار الصناعية تكشف عن 400 موقع محصن في الشرق الأوسط
أفادت دراسة جديدة، يوم الخميس الماضي، بأن الصور التي رفعت عنها السرية من أقمار التجسس الصناعية في أثناء الحرب الباردة، كشفت عن مئات من الحصون الرومانية غير المكتشفة سابقًا في العراق وسوريا.
وأوضح العلماء أن وجودها يدل على أن الحدود الشرقية للإمبراطورية القديمة لم تكن “عنيفة” كما كان يعتقد في البداية.
وتمتد هذه السلسلة على مساحة 300 ألف كيلومتر مربع تقريبًا من نهر دجلة في العراق إلى سهول نهر الفرات في سوريا، وتمثل الجدار الذي يفصل الرومان عن الإمبراطورية الفارسية المنافسة.
وتشير الدراسة الجديدة، التي نشرت يوم الخميس الماضي في مجلة “أنتيكويتي” وموقع “لايف ساينس” العلميين، إلى أن توزيع الحصون المكتشفة حديثًا، من الشرق إلى الغرب، إلى جانب الحصون المعروفة سابقًا، يدلل أنها بنيت لتسهيل التجارة والسفر السلمي.
تدحض هذه الدراسة، فرضية عام 1934 التي طرحها عالم الآثار الفرنسي أنطوان بويدبارد، بأن التحصينات الشرقية بنيت لصد الغزاة.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي جيسي كاسانا، أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية دارتموث، في بيان: “منذ الثلاثينيات، ناقش المؤرخون وعلماء الآثار الغرض الاستراتيجي أو السياسي لنظام التحصينات هذا”. “لكن قلة من العلماء شككوا في ملاحظة بويدبارد الأساسية بوجود خط من الحصون يحدد الحدود الرومانية الشرقية.”
وبعد تحليل الصور عالية الدقة للمنطقة التي التقطتها أقمار التجسس الصناعية في الستينيات والسبعينيات، اكتشف الباحثون 396 حصنًا أو مبان شبيهة بالحصون لم تكن معروفة سابقًا منتشرة على نطاق واسع من الشرق إلى الغرب.
يشير هذا إلى أن الحدود كانت أكثر مرونة مما كان يُعتقد في البداية، حيث لم تكن المواقع السكنية موجودة على طول الحدود بل عبرها، لحماية القوافل التجارية خلال نقل الأشخاص والبضائع بين روما والإمبراطورية الفارسية، ويقول علماء الآثار إن هذا يثير سؤالا مهما حول الحدود: “هل كان جدارا أم طريقا؟”.
وقال كاسانا: “إن التحليل الدقيق لهذه البيانات القوية يحمل إمكانات هائلة للاكتشافات المستقبلية في الشرق الأدنى وخارجه”.
ت/ ز.ن