واع / اول سائقة ( KIA حمـل ) تحمل شهادة بكالوريوس اعلام ؟!


واع / اعداد: ايمان الجنابي
الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها العراقيين منذ سنوات ومنها الفقر والحرمان والمجاعة وغلاء المعيشة حتمت على المرأة العراقية الخروج إلى العمل واللجوء إلى مهن لطالما كانت حكرا على الرجال دون سواهم؟! خاصة عندما تكون السند الوحيد للعائلة إلا أن ذلك يجعلها عرضة لعدة صعوبات..ومنها الاهتمام برعاية الاسرة وتربية الاطفال والاعتناء بالمنزل وادامته وغيرها من التفاصيل التي يعرفها المجتمع بكل تفاصيلها ،ويؤكد المختصون في علم النفس والمجتمع بان ارتفاع نسبة النساء العاملات بمهن رجالية والمعيلات لأسرهن هو دليل على معطى ذي طبيعة سوسيولوجية مرتبط بتطور الأوضاع الاقتصادية التي تنحوا باستمرار نحو الهشاشة وكذلك بتوزيع الأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة وتغير الصورة النمطية للمرأة التي تربط وجودها بالوظيفة المنزلية والإنجابية أو ببعض المهن التي يعتبرها مجتمعنا العراقي بمهن نسوية كمهن التدريس والتمريض والإدارة والخياطة
( واع) ..هذا الموضوع اعجبني كامراءة عراقية وصحفية تتابع مثل هذه المواضيع التي تخص المراة وسعيها الدؤوب لتكون عنصرا فاعلا في مجتمعها ، وقد تابعت مانشر على شبكة ( انفوبلس) حيث جاء فيها ، انه كثُر الحديث عن العراق وخصوصاً في محافظة بابل، عن سيدة عراقية لديها شهادة في مجال الإعلام تعمل كسائقة( كيا حمل) تنقل وتبيع البضائع والأغذية في أسواق مدينة الحلة لتُعيل عائلتها المكونة من 5 أخوات وأم، فما قصة أسيل طه الموسوي؟
مَن هي سائقة الكيا حمل؟
( واع ) .. سائقة السيارة الكيا هي أسيل طه الموسوي (27 عاماً)، سيدة من محافظة بابل (85 كلم جنوبي العاصمة بغداد)، تمكنت من تقديم نفسها كنموذج مختلف في المجتمع العراقي، وأصبحت أول إعلامية تعمل سائقة “كيا حمل” في العراق، متحديةً الأعراف والتقاليد بشغف وإصرار في قطّاع يُهيمن عليه الذكور.. كما أصبحت أول امرأة في تاريخ محافظة بابل والعراق، لديها شهادة في الإعلام وتعمل سائقة “كيا حمل”، تنقل وتبيع البضائع والأغذية في أسواق مدينة الحلة منذ ساعات الفجر الأولى وحتى الليل، عبر 5 شفتات (وجبات) في اليوم، لتُعيل عائلتها المكونة من 5 أخوات وأمها.
( واع ) .. وتواجه النساء في وسط وجنوب العراق صعوبات في إيجاد فرص العمل رغم كفاءتهن ونيلهن شهادات أكاديمية عليا، وتتمثل تلك التحديات بالظروف البيئية والعائلية، فما يزال المجتمع لا يتقبل عمل المرأة، ويرى فيه نوعاً من “الخزي والعار”…وتسعى النساء العراقيات، إلى الاعتماد على أنفسهن في جوانب الحياة المختلفة، وخاصة في قطاع العمل، ليساعدن عائلاتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها البلد، وسط دعوات لتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وقانونياً وسياسياً وقيادياً أيضاً.
( واع).. من جانبها تقول السائقة أسيل الموسوي،عن رحلتها التي بدأت وهي ما تزال في سنواتها الأولى من حياتها بعد انتقالها مع أُسرتها إلى الأردن وتخلّي الأب عنهم. حيث ان عائلة أسيل، كانت تشكو الفقر، فلم تكن تجد ما تأكله، حتى شقّت أسيل طريق العمل وهي في سِن الخامسة من عمرها، تقول: ( كنتُ فورخروجي من المدرسة – إبّان دراستي الابتدائية – أحمل على ظهري كونية (أكياس كبيرة) وأبدأ بجمع القواطي (عُلب معدنية خاصة بالمشروبات) والخبز اليابس القديم، وتم اعتقالي 3 مرات بسبب هذا العمل، حيث تمنع عمان عمالة الأطفال!!.
وتضيف: كنتُ في المرحلة الابتدائية منبوذة من قبل الأطفال الآخرين، رغم أنني كنتُ شاطرة (متفوقة في الدراسة)، لكن نظراً لعملي في جمع (القواطي) كانت هناك طبقية في المجتمع الأردني، وظاهرة حتى على الأطفال، لذلك عانيتُ من هذه النظرة المجتمعية وإلى الآن ما زلت أعاني من آثارها”.
(واع ) ..وبعد وصول أسيل، إلى سِن البلوغ، بدأت تتعرض لـ”كلام غير لائق” عند تجوالها في الشوارع بحثاً عن (القواطي)، لذلك قررت استئجار سيارة حمل صغيرة لبيع الخضروات في داخل المناطق السكنية، وفي الوقت نفسه كانت تجتاز المراحل الدراسية بتفوق، وحصلت على (الإعفاء العام) في الدراسة الثانوية.
وتتابع: في مرحلة الثالث متوسط عدتُ إلى العراق وتمكنت من تحقيق معدل 93٪، لكني واجهتُ صعوبة في العمل بالعراق، لذلك قررتُ العودة إلى العاصمة الأردنية للعمل وإكمال الدراسة فيها، وفعلاً تم ذلك حيث التحقت بجامعة (الزرقاء) ودرستُ الصحافة لأني رغبت في نقل مظلومية المواطنين وما يعانونه، لأني شعرتُ بذلك منذ طفولتي”.
( واع).. أما عمل أسيل، خلال دراستها الجامعية، فقد استأجرت سيارة (كوستر) تذهب بها إلى الكلية وفي الوقت نفسه تنقل بها الطلاب (خط طلابي)، وكانت هذه الكوستر تعود لرجل مسيحي يدعى صبحي، بحسب قولها. .وعن عودتها النهائية إلى العراق، توضح: عدتُ إلى بغداد لرؤية أبي بعد تعرضه لوعكة صحية، وأثناء تجولي رأيت الكثير من النساء خرجن للشارع للعمل في ظل تردي الوضع الاقتصادي، ما أشعل شرارة فكرة العمل بسيارة حمل”، لما تمتلكه من خبرة سابقة بهذا العمل في الأردن”
( واع) .. وتلفت الموسوي، إلى أن هذه الفكرة واجهت الكثير من الاعتراضات في بابل تحت عنوان العادات وتقاليد المجتمع، وأول من وقف ضدها كان أبيها الذي تركهم منذ صغرها بلا معيل، وكذلك عمامها الذين قالوا (لا توجد لدينا امرأة تخرج للشارع فكيف تعمل وفوق كل ذلك تعمل بسيارة حمل) لكن والدتها كانت هي السند الوحيد لها، لذلك قررتُ استئجار (كيا حمل) للعمل فيها حالياً 5 شفتات في اليوم، وتجني منها حوالي 150 ألف دينار يومياً، تعطي جزءاً منها لصاحب السيارة نهاية كل شهر حيث تؤكد الموسوي: أنها بهذا العمل تمكنت من أن تُعيل أخواتها الخمس ليكملن دراستهن، فالأولى صيدلانية، والثانية طبيبة أسنان، والثالثة طبيبة تخدير، والرابعة تدرس في مرحلة السادس الإعدادي، والخامسة في مرحلة الخامس الإعدادي.
*راتب الإعلام قليل؟!!
( واع).. وعن سبب عدم العمل بشهادة الإعلام، تبين، أن “راتب الإعلام قليل ولا يتناسب مع الجهود التي يبذلها الصحفي والخطر الذي يتعرض له، كما أن معظم القنوات الإعلامية ليست حرة بل هي موجّهة لجهة على حساب أخرى، لذلك قررت الابتعاد عن هذا النوع العمل”ويتداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر خبر قيادة أسيل الموسوي لسيارة “الكيا الحمل” في محافظة بابل بتباين كبير، إذ رحب عدد منهم وشجعها على العمل، لكن آخرين أبدوا رفضاً فاعتبروا أن هذا العمل للرجال وخاصة أنه يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً.
( واع) .. وتشكّل نسبة النساء العراقيات العاملات في القطاع الخاص، حوالي 29% من المجموع الكلي للعاملين في القطاع، بحسب ورقة بحثية لمركز النهرين للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.. وعلى الرغم من أن نسبة النساء في المجتمع العراقي تقارب 49٪ من إجمالي السكان، إلا أن فرصهن في سوق العمل ما تزال ضئيلة، إذ لا تتجاوز نسبة النساء العراقيات العاملات حدود 15% من إجمالي 20 مليون امرأة عراقية، بينما تقع 85٪ منهن ضحايا عوامل موضوعية تحجّم دورهن في المجتمع عموماً وسوق العمل تحديداً.
( واع) .. وكان تقرير للبنك الدولي قد صدر عام 2020، أشار إلى أن مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل تعتبر منخفضة، وتشكل أقل من 15٪ فقط، وهذه النسبة تُعد من بين أدنى معدلات مشاركة المرأة في العمل على مستوى العالم.