واع / بين العقب الحديدية الجمهورية والقبضة المخملية الديمقراطية…ترامب قادم وإسرائيل قوة الفرنجة الاستيطانية الضاربة/آراء حرة / حسين فوزي


يواصل جمع من المعنيين العرب في مناقشة من هو الأفضل للعرب ترامب أم هاريس؟!
وفي هذا الطرح تجاهل للسؤال الأساس وهو كيف “نقنع” الرئيس الأميركي بتبني سياسة انسب للشعوب العربية؟
وبحسب فهمي البسيط هو ان الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين، أن الجمهوريين بعقبهم الحديدية طالما لجأوا إلى القوة المباشرة في معالجة السياسة الخارجية، بالأخص العراق نموذجاً، أما الديمقراطيون فهم بدعوتهم لـ “حقوق الإنسان” و”محاربة” الإرهاب مارسوا “الربيع العربي” وأرغموا الرئيس مبارك على الاستقالة.
الديمقراطيون يتحدثون عن حقوق الإنسان لكنهم تجاهلوا ممارسات سلطة الاخوان المسلمين في مصر، كذلك الممارسات في العديد من الدول العربية. وليس حال الجمهوريين مختلفاً، بالأخص فيما يخص القمع الدموي لإسرائيل في مواجهة مطالبة الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.
كان أوباما بكل طروحاته الثقافية وخطبه الانيقة يعد بالكثير، خصوصاً ما تضمنه خطابه في جامعة القاهرة، لكن الواقع العملي لم يقدم شيئاً للعرب، صحيح انه قدم منجزات للأميركيين في مجالات الرعاية الطبية والتعليم وتعميق تجاوز التمييز العنصري، وهو شأن داخلي أميركي محض، لكن لم نجد لهذا أثر في الضغط على السياسة العنصرية التوسعية الصهيونية، وتزايد القمع الدموي للفلسطينيين.
قد يكون الشيء المميز لـ “ديمقراطيين” أوباما هو الاتفاق النووي مع إيران، وهو اتفاق تحقق بفعل عامل رئيس هو قوة الموقف الوطني الموحد وكفاءة المفاوض الإيراني قبل كل شيء ، في مواجهة الضغوط الغربية وخبراتها في التلاعب بالمفاوض المقابل.
حالياً ترامب أدان العقب الحديدية في العراق للجمهوريين، كذلك رفض “الربيع العربي” للقبضة المخملية للديمقراطيين، وهنا يبرز السؤال من هو الأفضل للعرب كاميلا ام دونالد؟
كاميلا هي استمرار لبايدن وبقية الديمقراطيين السابقين من الرؤوساء الأميركيين في دعمهم لإسرائيل، مع كثير من الحديث عن حقوق الإنسان وإقامة نظم ديمقراطية منتخبة، لكنهم حريصون في الأصل على ضمان تدفق النفط العربي، وهو نفس ما يحرص عليه الرؤوساء الجمهوريين…وترامب يرى أن ضمان تدفق النفط العربي يتحقق بالحفاظ على استقرار المنطقة، ويتفق الجمهوريون والديمقراطيون على ان إسرائيل هي من ضمانات تدفق النفط وزيادة حجم المشتريات الأميركية، بالأخص الأسلحة، لاسترجاع دولارات العوائد النفطية.
إن مجيء ترامب أو هاريسون لن يعني سوى التباين في طريقة التعامل مع العرب: العصا الغليظة الإسرائيلية والغزو العسكري أو تحريك الشارع لإسقاط السلطات القائمة وبقية اشكال الضغوط “الديمقراطية”، دون أي تغيير في جوهر تعزيز القوة الإسرائيلية، القاعدة المتقدمة، التي يمكن إعادة النظر في دعمها المطلق فقط عندما يكون للعرب إرادة ضغط موحدة بكل الوسائل على الإدارة الأميركية، بما يجعل كلفة القاعدة المتقدمة بمشاريعها الصهيونية التوسعية لـ نتن ياهو وامثاله متصاعدة الكلفة، بما يرهق المواطنين الأميركيين، مما يجعلهم يصوتون ضد العقب الحديدية والقبضة المخملية على حد سواء. بجانب استنفار الضمير الذي حرك شارع الشباب الأميركيين والأوربيين ضد الجرائم الإسرائيلية وازدواجية المعايير.
وفي ظني أن ترامب قادم، بفعل اقتصاد سياسة استرجاع فرص العمل باستعادة الصناعات المهاجرة، وتجنب المواجهات غير الضرورية مثل تحريض زيلينسكي ضد الامن الروسي وكلفته عىلى كاهل المواطن الاميركي، وهي قضايا داخلية … إما الموقف من الحقوق العربية فلن ينتصر له أي رئيس أميركي، ما لم يكن في الأصل هناك موقف عربي موحد، بل موقف عربي إسلامي موحد، قد تكون نواته علاقات سعودية إيرانية أكثر تعايشاً وتفهم لحدود النفوذ في المنطقة، بما يعني ضمانات تبادل الطاقة والسلع لحوض الثروة النفطية بدون عصا إسرائيل الغليظة.

حرب على شرق العرب والمسلمين والارثدوكس

وسواء راق للبعض أم لا، فتاريخياً الصهيونية ليست يهودية، إنها مرتبطة بالمسيحية الغربية ورأسها الفاتيكان بمدرسته القديمة، فكانت ما سمي بـ “الحروب الصليبية”، وهو رأي مدروس وفق طروحات علمية، فهي “حرب الفرنجة” الغربيين ضد البلاد العربية والإسلامية، منذ مطلع القرن الحادي عشر عندما انطلق الفرنجة مستهدفين احتلال القدس وسوريا الكبرى في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1095، على إثر خطبةِ ألقاها البابا أوربان الثاني في حشود المجتمعين بمؤتمر ديني في حقول مدينة كليرمونت الفرنسية، داعياً للسيطرة على القدس وبقية الأراضي العربية حيث انهار العسل والحقول الخضراء. وهذا يفسر قول بايدن “الديمقراطي” “انا مسيحي صهيوني”، كونه من اتباع الكنيسة الغربية القديمة، وهو من ضمن قوى العولمة الغربية للسيطرة أعداء الكيانات العربية والإسلامية والشرقية المتماسكة، لذلك فهو عدو الكنيسة الشرقية الارثدوكسية، وإن لم يعلن هذا، وهو ما يفسر تحريم الكنيسة الشرقية من قبل حلفاء الناتو في أوكرانيا.

.