واع / التعايش ليس كفرًا… بل خُلقٌ نبوي/ آراء حرة / بقلم : عتاب بغدادي
في كل موسم ديني، يعود الجدل نفسه على ألسنة بعض المحسوبين على الإسلام، ممن اتخذوا من التكفير هوية ومن التحريم مطيّة، ليحرموا على المسلمين حتى أبسط صور التقدير الإنساني: “معايدة المسيحي”.
يرون فيها خيانة للعقيدة، وغضًّا عن “الولاء والبراء”، وكأن تبادل التهنئة في الأعياد هو إعلان ديني، لا تعبير عن الاحترام والتعايش.
هؤلاء نسوا، أو تناسوا، أن الإسلام في جوهره رسالة رحمة، لا سلاح إقصاء.
ألم يكن المسيحيون موجودين في المدينة في عهد النبي ﷺ؟ ألم يكن الصحابة من المهاجرين يستظلون بأمان “النجاشي” في الحبشة، ويصلّي النصارى صلاتهم في كنفهم، دون تكفير أو تهديد؟ بل الأبعد من ذلك، روى التاريخ أن وفدًا مسيحيًا زار المدينة، فنزل ضيفًا على النبي، فترك لهم مكانًا ليؤدوا فيه صلاتهم، دون أن يعتبر ذلك “شبهة” أو “تطبيعًا دينيًا”.
وها نحن اليوم، بعد قرون من الإرث الحضاري الإسلامي، نسمع من يحرم مشاركة المسيحي فرحه، أو يجرّم تهنئته بعيدٍ هو له، في بلدان نعيش فيها على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة، وفي وطن واحد.
إن أخلاقيات التعايش ليست ضعفًا في العقيدة، بل هي وعيٌ بها. أن أقول لجاري المسيحي “كل عام وأنت بخير”، لا يعني أنني أصبحت مسيحية، بل إنني أصبحت إنسانة.
كما أن تهنئته لي لا تُلزمه بالإسلام، بل ترفعه خُلقًا وتسامحًا.
متى نخرج من عباءة هؤلاء التكفيريين؟
متى نكفّ عن الخضوع للفكر الوهابي والداعشي الذي شوّه صورة الإسلام وخرّب نسيج الأوطان؟!
لولا هذا الفكر الظلامي الذي يحرّض على الكراهية ويحرّم المحبة، لما استطاع العدو أن يغرس الطائفية بيننا، ولا أن يمزّق مجتمعاتنا إلى فرق تتناحر على فتوى وتختلف على كلمة “مبروك”!
آن الأوان أن نقولها بصوتٍ عالٍ: هذا الفكر دخيل علينا، لا يشبهنا ولا يمثلنا، ولا يمثل دين الرحمة الذي نعرفه. آن أوان قطيعة فكرية وأخلاقية تامة مع هذا التيار الذي لا يُنتج سوى الفتنة والموت.
من نَبع نبيٍّ كان يقوم لجنازة يهودي، ومن سلوك نبيٍّ شقّ عليه غياب جارٍ كان يؤذيه، ومن سيرة نبيٍّ جمعَ الناس لا فرّقهم… نقول لهؤلاء: هذا هو الإسلام، وهذه هي الأخلاق.
إننا لا نحتاج مزيدًا من الفتاوى التي تفرّق، بل إلى قلوب تَسَع الجميع. إلى عقول لا ترى في الآخر خطرًا، بل شريكًا.
وطن لا يعيش فيه الجميع على دينٍ واحد، لكن يعيشون جميعًا على خُلقٍ واحد: الاحترام. ملاحظه ….انا مسلمه ودرست بمدرسه البطركيه في زقاق البلاط وعندما كبرت ودرست بجامعتي في بغداد كنت اشارك زميلاتي الكلدانيات والاثوريات زيارتهم( البيعه) يعني الكنيسه الله يوجه لهم الخير اينما كانو في بقاع الارض من دماثه خلق واحترام وادب وعديمي النميمه وحافظات السر وملتزمين محتشمين .
بما ان غدا هو يوم عرفه وانا صائمه غدا ان شاء الله، حبيت انشر وابث روح الخير لجميع متابعيني من مختلف الاديان كل عام وانتم طيبين متوحدين قلوبكم نقيه لاترى للكره سبيلا .