واع / الممثل العراقي الموهبة عبد الله محمد الغريب..دعمني الفنانين العراقيين والعرب .. بتشجيعي والاستمرار بالتمثيل ؟!

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالــد النجــار / بغــداد

المواهب والابداعات العراقية كانت ولاتزال وستبقى عنوانا دائما لهذا البلد الذي انجب العلماء والادباء والفنانين والعسكريين والسياسيين الحقيقيين وكل ما هو متميز في هذا البلد العظيم ومنها اسماء كبيرة لامعه تركت بصمتها الخاصة واستفادت منها الاجيال ولايزال العراق حاضنة وولادة خصبة فيهم ، ومن منا لا يتذكر الموهبة عادل شعلان القادم من مدينة النعمانية في محافظة واسط، والذي لم يكن طفلا عاديا عندما قدمه لأول مرة المرحوم كامل الدباغ في برنامجه (العلم للجميع) بتلفزيون بغداد ،وقدمه كأعجوبة مثيرة في الرياضيات, كان يحل أصعب الأرقام وجداول الضرب وبسرعة بديهية يعطي الجواب، ومواهب عراقية كبيرة وكثيرة ظهرت ولايتسع ذكرها جميعا الان ،واليوم اتحفتنا موهبة عراقية جديده في التمثيل الابداعي السينمائي،وبعمر الزهور يلمع اسمه في عالم السينما ، انه الموهبة الابداعية ( الفتى عبد الله محمد الغريب ) ذلك الطفل القادم من كربلاء المقدسة ليحل ضيفا على وكالة انباء الاعلام العراقي (واع) ونجري معه حوارا جميلا انساب بكل بساطة من عفويته وصدقه.!

 ( وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع) تسال عبد الله عن بداية عشقه للتمثيل وتأدية الادوار؟ فيقول : بدايتي كانت في المرحلة الابتدائية وهي من الصف الاول ، كانت المدرسة تقيم مناسبات فنية وعروض للطلبة انذاك، ومنها مسرحيات شاركت فيها وشاهدني احد الصحفيين الذي اعتبره مكتشف موهبتي امير العبيدي، وتحدث مع المشرف في قناة كربلاء الفضائية من اجل تسليط الضوء وتشجيعي للاستمرار في هذا المجال ،وهكذا قدمت اول فلم لي بعنوان (( بائعة البخور )) !والذي تم تصويره في تقاطع كربلاء ، وفكرة الفلم تناولت موضوع المتسولين في الشوارع واللذين يبيعون السكائر والبخور والمناديل الورقية ..الخ كما تناول ابسط اوضاعهم وتفاصيلها والتي كتبها سعد العصامي ،ثم شاركت في فلمين اخرين من اخراج العصامي ايضا، وهي (( فلم الشيخ نؤيل )) و((بائعة البخور)) وفكرة فلم ( الشيخ نؤيل) تتناول موضوع المهجرين في كربلاء وقد شاركني في التمثيل الممثل صاحب شاكر وتدور احداث الفلم عن اوضاع المهجرين وقساوة الحياة معهم ، حيث يقوم الاطفال بجمع العلب والعبوات البلاستيكية من الانقاض والازبال والحاويات وجمعها وبيعها بثمن بسيط لتوفير لقمة العيش لهم !! وهؤلاء الاطفال المساكين هم من ابناء شعبنا واخوتنا الميسيحين وظروفهم الصعبة جدا ..

ـ ويضيف عبد الله لـ ( واع ) : من احداث الفلم كانت تعاون الاهالي وتحضير عربة تحمل الهدايا بمناسبة اعياد الميلاد والكريسميس الذي يحتفل به اخواننا المسيحيين في بلدهم وعراقهم وبين ناسهم ومحبيهم، وقد اعددنا عربة خاصة لهم بهذه المناسبة وجمعنا مبالغها من مصروفنا الخاص واشترينا هدايا لهم ايضا بالمناسبة !وبعد انتهاء عملنا ذهبنا واحتلفلنا معهم ، وعند عودتنا الى بيوتنا مدت لي يد وهي تحمل صور اخواننا المسيحيين اللذين احتفلنا معهم ، وكنت احمل بيدي الاخرى ( السبحة) وهي ترمز الى عمق الروابط الاخوية بين البناء شعبنا العراقي بكل مكوناته واطيافه ، ومن ضمن تلك اللقطات ، وعند عودة جدي هجم عليه الدواعش وقتلوه واحرقوا العربة ،وهي وشاية من المنافقين حين ابلغ الدواعش بان هؤلاء يعملون مع المسيحيين ،، وفكرة الفلم واضحة جدا وهي اننا عراقيين اينما نكون وشعبنا العراقي واحد لايفرق بيينا المنافقين واعداء وحدة العراق !؟

ـ وعن الافلام الاخرى يقول عبد الله لـ ( واع ) : نعم هناك ايضا فلم ثالث شاركت فيه بعنوان (( اوزال )) ويتناول موضوع ( السرطان) والذي كتب قصته ولاء المانع واخراج وثاب الصكر ، وتدور احداثه في مستشفى الكفيل بمحافظة كربلاء المقدسة ، وهي تتنوال قصة الاطفال المصابين بالسرطان ، وكان دوري يتطلب ان اكون ضمن هؤلاء الاطفال واعيش نفس حالاتهم وظروفهم الصعبة وكذلك حلاقة شعر الراس بالكامل ، وكان شعري طويل جدا انذاك ، وطلبوا ان اتخفى بمكياج يظهر صلعي ، ولكني رفضت ذلك وطلبت من المخرج ان يحلقوا شعري بالكامل وبدون مكياج كي يكون طبيعيا كما هي حال الاطفال ،وقد سالني المخرج والكروب عن سبب ذلك !فقلت لهم اولا ليكون الدور طبيعيا وحقيقيا مع بقية الاطفال ، اضافة الى كون ( عمي وابي توفوا بنفس المرض )؟؟! وانا لست افضل من هؤلاء الاطفال !وعند عرض الفلم تعاطف الجمهور جدا مع الحالة لانها اصبحت طبيعية كما يجب !

ـ وعن موهبتك ومن الذي شجعك لدخول عالم التمثيل؟! يضيف عبد الله لـ ( واع ) : والدتي هي التي شجعتني لادخل مجال الفن والسينما، اضافة الى خالي ، ومن خلال الفن والسينما يمكن ان اقدم اعمالا لم اكن اتوقعها او ادخل عالمها كما هي الان وبعد ان مثلت بعض الادوار والافلام ووجدت ذاتي الفنية فيها ، وشعرت بتغيير كبير في طريقة تفكيري واتجاهي نحو هذا العالم والفن السابع كما يطلقون عليه، وانا اميل جدا لتادية ادوار الخير ولااميل لادوار الشر نهائيا!واذا طلب مني اي مخرج تقديم عمل شر ارفض العمل !؟ ومبدائي في الحياة مبني على اسس الطيبة ، والحمد لله فان الافلام التي شاركت بها قد شاركت في مهرجانات عديدة في العالم ،وقد اطلقوا علي تسمية ( الممثل القصير) كما نشرت احد الصحف الالمانية موضوعا صحفيا اشادوا فيه بدوري بالفلم وخاصة فلم (شيخ نؤيل) وكذلك التقيت عددا من الفنانين العرب والعراقيين ، واذكر جائتنا رسالة على الماسنجرمن مدير اعمال الفنان المصري ( محمد رمضان البرنس) الذي عرض علي تادية دور (شخصية محمد رمضان في طفولتهفي الفلم الذي سينتج لاحقا )! ولكن والدتي تخاف من السفر فرفضت فكرة الموضوع !واعتذرت عن مشاركتي!

ـ  وعن التمثيل والدراسة وكيف يتعامل معها يقول عبد الله لـ ( واع ) : بصراحة انا الان في المرحلة الاول المتوسط وقد رسبت في العام الماضي بسبب مشاركتى احد الافلام ، ولكن الحمد لله فانا اعمل على التنسيق مابين دراستي والتمثيل ، لان الدراسة الاكاديمية مهمة للممثل اينما يكون ، ولانها تلهمه الكثير من الافكار وتعطيه الثقافة المطلوبة ، وعندي افكار كبيرة وكثيرة او تحقيقيها في التمثيل والدراسة وطموحي ان اكون ( لاعب كرة قدم)!؟ واكون ممثلا ايضا واوفق بين الاثنين معا!؟ ومن الممثلين العراقيين اللذين احبهم هو ( الفنان سعد خليفة )ومن الممثلين العرب ( محمد رمضان)!

ـ الصحفية ومقدمة البرامج ايمان الغريب والدة الممثل الموهبةعبد الله تحدثت لـ ( واع ) : تتعدد المواهب المختلفة بين الأطفال بشكل عام ،كما ان بعضهم يملكون مواهب، لكنها تخفى على الأهل ولا يكتشفونها مما يؤدي إلى ضمورها نتيجةً لعدم تنميتها لديهم، وما إن يكبر الطفل وكان يملك موهبة ما، فإنه لن يكون مستعداً لإبرازها، بسبب عدم تحفيزه وتنمية مهاراته ، لذلك وجدت من واجبي كام ترعى موهبة وعلى الوالدين ايضال القيام باكتشاف هذه المواهب، التي يتمتع بها أطفالهم منذ الصغر وذلك ليتمكنوا من رعايتها وتنميتها ،وان على الأهل أن يكون لديهم مرونة عند تعاملهم مع مواهب أطفالهم وهواياتهم واهتماماتهم، وذلك لتشجيعهم على الاهتمام بما لديهم من قدرات، حتى وإن كان أحد الوالدين غير مهتم بهذه الهوايات، فمثلاً إذا ظهر الكره لمجال معين مثل الموسيقى أو الرياضة أو الرسم أو الكتابة، فإن ذلك سيؤثر سلبياً في الطفل، ويحط من لهفته على تلك الهواية، ووجدت في ابني عبد الله موهبة التمثيل فشجعته عليها.

وتضيف ام عبد الله لـ ( واع ) : بصراحة ان من طرق تنمية المواهب لدى الأولاد خاصة النشء، هي إقامة المسابقات وبذل المكافآت المجزية لأصحاب المواهب المشتركة، وإنشاء مؤسسات ترعاهم؛ فالاختراعات العلمية الحالية نشأت من مواهب علمية لدى مخترعيها، لذا لابد من الاحتفاء بأصحاب المواهب، وجعلهم قدوة لغيرهم، وحثهم على المواصلة في إبداعهم، بدعمهم وتلبية احتياجاتهم، ولكننا هنا ومع الاسف الشديد لانجد من يهتم بتلك المواهب او يحتضنها او يشجعها على اقل تقدير !!وان موهبة ابني محمد بدات منذ فترة ووجدنا فيه اندفاعا للتمثيل مع ان والده رحمه الله شاعر معروفا، وقد تعايش معي محمد في الوسط الفني والصحفي معا ، وبدا يستمع للكثير من المفردات المختلفة الثقافية والفنية والادبية وغيرها من المصطلحات.. ومع ان هذا ليس كافيا؟ وبدا شيئا فشيئا بتقليد حركات المخرجين والفنانين اللبذين استضيفهم في البرامج !والمخرج سعد العصامي انتبه لحركات محمد ووجد فيه بانه فنان بالفطرة وهو في مرحلة الثالث الابتدائي اسند له المخرج دورفي (فلم بائعة البخور) وابدع وهو في تلك المرحلة العمرية بالفلم ! لانها رسالة انسانية توصلها الى العالم عن طريق الفن كما هي الحال للصحافة والاعلام .. وقد شجعته ولاازال لكي يسبراغوار السينما وبحورها ..

ـ وتضيف الغريب لـ ( واع ) :ولكن نشعر وباسشف شديد بان السينما هنا في العراق غير مسنودة او تتلقى الدعم المطلوب ولايوجد من يحتض المواهب الجديدة المكتشفة وغير المكتشفة!؟ وخاصة في عمر ابني عبد الله وغيره من المواهب الاخرى ! لذلك انا انتشلته من المجتمع واقحمته في التعارف والتعلم والتاثر بقامات فنية عراقية مثل صاحب شاكر والفنان المصري الراحل محمود الجندي والممثل المصري احمد ابو الفتوح والممثلة مديحه حمدي ، وكذلك التقى بكادر ممثلي وفناني ( باب الحارة) وممثلين عرب وعراقيين بارزين، واود ان اشير الى ان الفنان المصري الراحل محمود الجندي قد رشحة لتادية دور ( حياة الممثل محمد رمضان في احد الافلام وعنوانه فلم الاسطورة) ولكن الظروف لم تكن مواتية انذاك بسبب الدراسة وان شاء الله الفرص امامه كثيرة وكبيرة وبلا شك سيفوز بواحدة منها ويؤدي ادوارفي افلام جديده .

ـ وتؤكد الغريب لـ ( واع ) : لقد تم تكريم ابني عبد الله بالعديد من الجوائز التقديرية واذكر منها ( جائزة اصغر ممثل سينمائي) وكتبت عنه الصحف الالمانية والنقاد واشادت بموهبته كطفل يمثل ادوار ويؤديها بجدارة وتفوق لابد ان يستحق التكريم والتقدير الذي يستحقة واذكر بان احد النقاد العرب قد وصفه بانه ( الممثل القصير والخطير)؟! كونه موهبة بالنسبة لعمره انذاك ،كما يمتاز عبد الله بروحيته الانسانية المحبة للخيروفعله واتوقع انا شخصيا بان عبد الله سيكون ممثلا ناجحا وكبيرا، واجده كام انه امتداد طبيعي لوالده رحمه الله كان شاعرا وفنانا وخاله الشاعر جبار صدام كما تعرفون، وتقريبا العائلة بمجملها فنانين وشعراء وصحفيين وادباء.. واتمنى على الجهات المعنية ان تحتضن المواهب والكفاءات العراقية بكل المجالات سواء الفن والادب والتمثيل والموسيقى والتشكيل وغيرها من متطلبات الحياة ودهاليزها ! واشعر بان ابني عبد الله ( يتيما في الفن )؟! ولابد ان تكون هناك جهة راعية وداعمة لمثل موهبة عبد الله وغيرها من المواهب العراقية في شتى المجالات التي اشرنا اليها ، واود ان اقدم شكري وتقديري لكم شخصيا ولـ ( وكالة انباء الاعلام العراقي ) ممثلة بشخص مديرها الاستاذ حيدر حسون الفزع الذي يحتضن المواهب العراقية بكل مامتاح امامه شخصيا وداعما للصحفيين والفنانين والكتاب والمثقفين والمبدعين بشكل عام .