واع/ نفوق آلاف الاسماك … كارثة اقتصادية لا تحرك ساكن المعنيين / تحقيق

واع / حسين زيارة / بغـداد

 ثورة الأسماك تعتبر عاملاً رئيسياً هاماً في سد الفجوة الغذائية التي تعاني منها العديد من دول العالم نتيجة التزايد الملحوظ لأعداد السكان ، وبالتالي فأنها تساعد على تحقيق الأمن الغذائي فيها, ونلاحظ أن هذه الدول تسعى جاهدة للحفاظ على هذه الثروة الهامة التي وهبها الله للبشرية , لكن الأمر مختلف جدا في بلدنا العراق ، فهذه الثروة تشهد كارثة كل عام تتسبب في نفوق آلاف الأسماك بسبب فيروس “قاتل” ، وسط صمت وعجز الحكومة عن حل هذه الأزمة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي وإغلاق باب الاستيراد , وللوقوف على تداعيات هذا الموضوع ارتئت ( وكالة انباء الاعلام العراقي / واع ) القيام بتحقيق ميداني شمل مختلف شرائح المجتمع التي يخصها الأمر حيث كان الحديث اولا مع : _

سيناريو سنوي

أياد الطالبي رئيس جمعية مربي الاسماك في بابل قائلا “ما حدث في بابل بالأسماك هو نفس سيناريوهات السنوات السابقة ، مما أدى إلى خسائر تقدر بملايين الدنانير لمربي الأسماك ، مما دفعهم إلى الامتناع عن تربيتها” واضاف ان “ذلك سيسبب مشاكل كثيرة منها فصل العديد من العمال والمهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين من المزارع السمكية ، فضلا عن ارتفاع الأسعار في السوق ، الأمر الذي سيؤدي إلى فتح باب الاستيراد بعد أن حقق المزارع العراقي الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية”.

سبب الكارثة

وبشأن أسباب هذه الكارثة أكد مدير عام دائرة البيطرة ثامر حبيب حمزة أن ” النتائج التي أجرتها الفرق الطبية كشفت عن ظهور نفوق أنواع مختلفة من الأسماك و بأوزان متفاوتة على سطح الماء، كما لاحظ الفريق كثرة الطحالب المغطية للمسطحات المائية وتم إجراء تشخيص على عينات الاسماك النافقة وتبين وجود افتات منتشرة على السطح الخارجي للأسماك والزعانف والخياشيم مما يدل على الاصابة بفيروس (كوي الهربس) الذي سبب النقوق”.

لقاح الفايروس

أما بخصوص توفير اللقاحات للقضاء على هذا الفيروس الذي تسبب في إبادة آلاف الأسماك في بعض محافظات العراق ، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف ان “اللقاح غير متوفر في العراق وموجود في بعض الدول ولكنه يحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة حتى يتم استيراده وهذا غير ممكن كون الموازنة لا تحتوي أي دعم للقطاع الزراعي في الوقت الحالي.

أضرار صحية

وفيما يتعلق بالضرر الصحي الذي يسببه هذا الفيروس للإنسان ، تحدث خبير التغذية الدكتور رائد حجاجي أن” العلوم الطبية غير متأكدة حتى لان من التأثيرات بعيدة المدى على الأشخاص الذين يتناولون لحوم الأسماك المصابة بهذا النوع من الفيروس، بالذات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من المناعة”.

معوقات المعالجة

وأشار مدير زراعة محافظة ذي قار صالح هادي ، إلى أبرز المعوقات التي تعرقل جهود القضاء على هذا الفيروس ، قائلا إن “الفرق الزراعية التي تقوم بزيارات ميدانية لتشخيص الأسماك المصابة بفيروس (كوي الهربس) لم تتمكن من الوصول إلى مناطق جنوب محافظة ذي قار ، بسبب استمرار النزاعات العشائرية في قضاء سوق الشيوخ والمناطق التابعة لها بعد تشخيص اصابة الاسماك بالعدوى ، فضلا عن انتشار الفيروس مؤخرا في عدد من المحافظات المجاورة.

مخاوف المواطنين

وبشأن تلوث المياه ومخاوف المواطنين من الآثار السلبية لهذا الفيروس على مياه الشرب ، أعرب المواطن محمد كريم  من محافظة بابل عن “مخاوفه من تلوث مياه النهر بسبب انتشار الأسماك الميتة فيه، مؤكدا أن “نهر الفرات هو المصدر الوحيد لمياه الشرب في المحافظة”.

معالجة الازمة

وحول جهود الحكومة لاحتواء الأزمة, ذكر الناطق باسم وزارة البيئة امير علي الحسون “قمنا بتنفيذ حملات توعية بدائية من خلال  للتعرف على الأسماك المصابة بفايروس “كوي هربس” لكي لا يتم تداولها في الأسواق المحلية” واضاف ان “نسقنا مع مداخل المحافظات وتم ارسال عينات من الأسماك المصابة لغرض التعرف عليها”، مشيرا الى ان “خطتنا استهدفت المناطق الهشة والتي انتشر فيها الفايروس بصورة اكبر”.