واع / الكاردينال ساكو يدعو إلى تجاوز الخلافات والتوترات من أجل إصلاح أوضاع العراق

واع / متابعة

في رسالة له بمناسبة بدء العام الجديد، دعا الكاردينال، مار لويس الأول ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم أبناء الطائفة المسيحية في المهجر الى البقاء متمسكين ببلدهم العراق، في حين أكد على ضرورة تجاوز حالات الانقسامات والتوترات في البلد وتغيير الواقع بثقة من خلال العمل الجدي بإصلاح النظام التربوي والصحي وتطوير البنى التحتية.

وقال ساكو في رسالته التي تلقتها (وكالة انباء الاعلام العراقي/واع) ” التغيير يبدأ بالتربية والتعليم في الداخل وفي المدارس والجوامع والكنائس وعبر وسائل الاعلام، ويجب ان يسود التسامح رغم الخلافات وان يحترم كل طرف الآخر”.

وقال ساكو انه طالما يشترك المسيحيون والمسلمون بنفس الأرض ونفس التاريخ، فانه من واجب كل شخص ان يحافظ على هذا المكسب والعمل على ازدهار البلد والحفاظ على التنوع فيه من خلال قيم التسامح والتعايش السلمي ونبذ الخلافات.

وأشار الكاردينال ساكو الى انه “غالبا ما يكرس اليوم الأول من العام الجديد للسلم والأمل، بالأخص من اجل نهوض بعد فترة مضطربة تمثلت بصراع وتوترات ومرض كورونا، وجوع وعطش، التي تقود الناس نحو موت بطيء”.

واكد ساكو في حديثة بان السلام يتحقق عندما يكون جزءا من التصرف الشخصي. ويتطلب ذلك القدرة على مراعاة التسامح والعفو والتضامن والتعاون، كما أشار البابا فرانسيس في رسالته. وقال ساكو بان السلام والتسامح هو مطلب وطني لكل شخص.

ويقول بطريرك الكنيسة الكلدانية بان العراق مر بظروف صعبة جدا ليس فقط ما بعد مرحلة سقوط النظام عام 2003 بل أيضا عبر التاريخ، من خلال تحديات وصراعات، ولكن الوقت قد حان الان للخروج “من هذا الوضع المميت”.

وتأتي رسالة الكاردينال في مرحلة مهمة وصعبة يمر بها العراق، وكان قد ذكر في 21 كانون الأول الماضي بانه يدعو للتضرع من اجل بلاد تنعم باستقرار جديد ومستقبل يعمه التطور والامن والازدهار.

وقال ان رسالته لم توجه فقط لأبناء الطائفة المسيحية بل لكل الذين يحملون الوطن العربي في قلوبهم من مسلمين ومسيحيين وآخرين في وقت يمر به البلد بمرحلة عدم وضوح سياسي ومؤسساتي عقب انتخابات تشرين الأول الماضي.

وفي خطاب له سابق، في كانون الاول، قال ان العنف والتطرف لا يرتبطان بدين معين ولكن يرتبطان بفهم الشخص واستيعابه، مشيرا الى ان المشكلة الرئيسة تتعلق باستغلال الدين من قبل متطرفين لأهداف اقتصادية وسياسية.

وقال انه من المحزن الإشارة الى ان احداث القتل والعنف مستمرة لحد اليوم تحت غطاء الدين، في حين ان الإحباط والصمت يعززان الفساد والتطرف والعنف.

وقال انه من منطلق السلام والتسامح تلعب وسائل الاعلام دورا حيويا بمقتضى حملها لرسائل تدعو لخلق الثقافة والوعي وان لا تحشر نفسها بوسائل التحريض.

واكد الكاردينال ساكو في حديثه على أهمية التربية الروحية في المساجد والكنائس والتي تمثل نقطة انطلاق وسط حالات التفرقة واليأس في مجتمعنا.

وقال ان على رجال الدين ان يسلطوا الضوء على ثراء البلد من ناحية التنوع الديني بأسلوب إيجابي وذلك من اجل روحية العلاقة بين أبناء البلد التي تسهل عملية التعايش السلمي في بلد متعدد الأديان والطوائف.

وأشار لويس ساكو في حديثه بمناسبة أعياد الميلاد الى ان الأمل يبقى عندما يرتقي العمل السياسي والخدمي الى مستوى طموح المواطنين عبر رؤية وطنية مخلصة، وفضاء سليم للحوار في مواجهة الازمات المتراكمة والمشاكل الشائكة لصالح الامن والأمان وترسيخ الديمقراطية وتوفير الخدمات وصيانة كرامة العراقيين.

واكد بان هذا الامل ينبغي ان يترجمه العراقيون على ارض الواقع من خلال الاعتماد على الذات وليس على الخارج ونبذ الخلافات وكسر الانتماء الطائفي وترسيخ الانتماء الوطني والسعي معا لبناء دولة مدنية، دولة مواطنة، دولة عدل وقانون، دولة يعيش مواطنوها بحرية وكرامة وأمن ومساواة.