واع / شناشيل البصرة.. إرث معماري فريد يقاوم الاندثار

واع / بغداد

الشناشيل أو ما تسمى بالمشربية عناصر معمارية فريدة تستخدم في المباني القديمة والقصور في البصرة، وبغداد، وبعض المدن العراقية.

واقترن اسم محافظة البصرة الجنوبية بالشناشيل، نظرا لوجود حي كامل في منطقة البصرة القديمة وسط المحافظة مصمم على هذه الطريقة الفريدة.

والشناشيل، عنصر معماري يتمثّل في بروز الغرف في الطابق الأول أو ما فوقه، يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى (في البيوت ذات الأفنية الوسطيّة).

وتُبنى الشناشيل “المشربية” من الخشب المنقوش والمزخرف والمبطّن بالزجاج الملون. إذ تعدّ المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية الصحراوية في البلاد العربية الحارّة، وبدأ ظهورها الاول في القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي) إبّان العصر العباسي، واستمر استخدامها حتى أوائل القرن العشرين الميلادي.

والسر خلف حمايتها من النمل الابيض رغم بنائها من الخشب، يعود الى معالجة خشبها بمواد خاصة تقيه من التآكل.

الباحث التاريخي صادق حسون يؤكد  في تصريح له تابعته (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع) أنه يمكن رؤية الشناشيل في المنازل القديمة التي تعود إلى الأجيال السابقة والشخصيات العامة.

واعتبر ان هذا العنصر المعماري “لا يخص العراق بالكامل بل يعود للعصر العثماني والبريطاني”، مشيرا الى أن بعض هذه المنازل قديم جدا لدرجة أنها تتراوح بين 150 و 160 عاما”.

وحسب حسون أن الشناشيل خضعت “للترميمات والتجديدات”، مضيفا ان “الخشب المعالج هو ما يستخدم في بنائها، إذ يلجأ البناؤون إلى معالجة الخشب بزيت الزيتون لحماية الخشب من الحشرات”.

يكثر استخدام المشربيات في القصور والبيوت التقليدية (المباني السكنيّة)، إلا أنها استُخدمت أيضا في بعض المباني العامة مثل دور الإمارة والخانات والمستشفيات وغيرها.

ويعود هذا التراث المعماري الغني الموجود الان في البصرة وبعض مناطق العراق، إلى العصرين العثماني والبريطاني.

وتعود ملكية بعض من هذه المباني والمنازل في الغالب إلى أصحاب النفوذ والأثرياء إلى جانب التجار والشخصيات الدبلوماسية.

وبهذا الصدد قال الفنان التشكيلي حيدر السعد إن الشناشيل “كانت ملكا لأصحاب النفوذ والأثرياء والتجار والدبلوماسيين وبعض اليهود”، لافتا الى ان الشناشيل كانت “جزءا من التصاميم في بعض الإدارات الرسمية”.

السعد أوضح ان الشناشيل في مدينة البصرة “تميزت بعنصر معماري خاص ونقوش مميزة”، متابعا: “قرأت أن بعض بناة المشربية جاءوا من الهند. وقد تعلم أهل البصرة آلية بناء هذه “الشناشيل منهم”.

ويرى السعد ان الشناشيل “فريدة من نوعها في تصميمها، فهي منذ سنين طويلة تزين البصرة، وهي صديقة للبيئة”.

وتم بناء الشناشيل على طول خط نهر العشار الذي يعاني من الاندثار والاضرار البيئية، إذ انه نهر مهم في المنطقة يمر عبر وسط مدينة البصرة، وفقا للسعد.