واع / منظمة دولية: 2‌% فقط من مجموع النازحين لديهم رغبة بالعودة إلى مناطقهم الأصلية

واع / متابعة

كشفت منظمة، ريتش REACH ، الدولية للمساعدات الإنسانية انه خلال دراسة استقصائية أجرتها بمخيمات النازحين في العراق على مدى ثلاثة شهر من جمع معلومات تبين لها ان 2‌% فقط من العوائل المقيمة في مخيمات النازحين لها رغبة بالعودة لمناطقها الاصلية، مشيرة الى ان المعدلات المتدنية للرغبة بالعودة قد تعرض النازحين لصدمات في حال اغلاق المخيمات.

وقالت المنظمة في تقرير جديد لها حمل عنوان، نظرة تشخيصية عامة لمعسكرات النازحين IDP Camp Profiling situation overview، ان معدل عودة النازحين الداخليين لمناطقهم الاصلية ما تزال متدنية نسبيا وذلك منذ الحاق الهزيمة بداعش عام 2017 واسترجاع المناطق التي كانت تحت سيطرته. وأشارت الى ان الحكومة العراقية، ولأجل تسهيل عودتهم، بادرت بخطة في العام 2019 لإغلاق مخيمات النازحين.

وفي العام 2020 ومع تفشي وباء كورونا حول العالم تم ارجاء عملية اغلاق المخيمات، وفي تشرين الأول عام 2020 تم اغلاق 11 معسكرا وتم تصنيف أربعة مخيمات أخرى على انها مواقع غير رسمية. وذكرت المنظمة انه ما يزال هناك 27 مخيما مفتوحا في انحاء العراق لحد اعداد هذا التقرير. واعتبارا من تشرين الثاني عام 2021 بقي هناك 1.2 مليون شخص تقريبا في حالة نزوح مزمنة موزعين في مختلف انحاء العراق. بضمنهم 180,000 الف شخص مقيم في 26 مخيما رسميا بعد تصنيف مخيم عامرية الفلوجة على انه موقع غير رسمي.

وجاء في التقرير انه بينما انتقلت عملية اغلاق المخيمات من استجابة طوارئ الى استقرار وتنمية فان ستراتيجية قسم تنسيق وإدارة المخيمات في العراق CCCM تهدف الى عملية تسوية واغلاق للمخيمات على نحو آمن. وبين استطلاع أجرته منظمة ريتش بين النازحين في 27 مخيما للفترة ما بين 16 حزيران الى 9 آب 2021 ان 2‌% فقط من المقيمين في مخيمات لهم رغبة بالعودة لمناطقهم الاصلية وذلك بعد فترة 12 شهرا عقب جمع المعلومات في الجولة السابقة التي أجريت ما بين 16 آب و 10 أيلول عام 2020، وهذا ما يجعلهم معرضين لمصاعب وصدمات في حال إغلاق المخيمات.

بشكل عام ان 48‌% من سكان المخيمات هم دون سن 18 عاما وان 4‌% فقط هم بعمر 60 عاما او أكبر مع معدل وجود 7 اشخاص في كل عائلة. 85‌% من غالبية النازحين على مستوى العراق ذكروا انهم نزحوا منذ العام 2014. هذا يعني ان غالبية العوائل تعيش في حالة نزوح مزمن.

وبين التقرير ان مخيم حسن شام 2 ومخيم الخازر يضمان اكبر نسبة من عوائل تعيلها امرأة وبلغت نسبة العوائل فيها التي تقودها نساء 45‌% يليهما معسكر القيارة والجدعة 5 بنسبة 38‌% وحسن شام 3 بنسبة 38‌%. اغلب تلك العوائل ذكرت ان من اهم احتياجاتهم هو توفير الغذاء وتوفير فرص عمل وكذلك توفير رعاية صحية. غالبية العوائل النازحة ذكرت انها اعتادت ان توفر مستلزماتها الغذائية عبر وسيلة الشراء بالدين وكانت نسبتهم 68‌% من مجموع النازحين مقللين بذلك معدل الانفاق على المواد غير الغذائية بنسبة 35‌% وكذلك تعطيل أولادهم عن المدرسة بنسبة 22‌% من اجل التخلص من نفقات المدرسة.

وكشفت المنظمة في تقريرها ان المصادر الأساسية لدخل العوائل النازحة تأتي من خلال اعمال غير نظامية وتشكل هذه نسبة 48‌% وتأتي القروض او الديون كمصدر ثاني بنسبة 45‌% وكذلك مساعدات من منظمات غير حكومية وتبلغ نسبتها 31‌% ومساعدات مالية من وزارة الهجرة والمهجرين وتبلغ نسبتها 25‌% وان 21‌% منهم فقط ذكر بان مصدر دخلهم هو من خلال وظائف نظامية. ويذكر ان معدل دخل العوائل الشهري هو 348 الف دينار عراقي، اما العوائل التي تعيلها نساء والتي تتميز بأقل معدل دخل شهري فقد توزعت في كل من مخيم حسن شام و الخزر والجدعة وعامرية الفلوجة.

وجاء في التقرير ان احد العوامل المؤثرة على قدرة العوائل النازحة بالحصول على فرصة عمل وضمان دخل شهري كافي لتلبية حاجاتهم، هو تقييد حركتهم حيث ذكر نازحون من مخيمات شرق الموصل مثل مخيم حسن شام 3 وحسن شام 2 والخزر وكذلك عامرية الفلوجة، انهم يواجهون تقييدات في تحركهم وتنقلهم خارج المخيم. حيث ان هذه التقييدات تؤثر على مستوى معيشة العوائل المقيمة في هذه المخيمات.

وبين 28‌% من النازحين فقدان وثيقة واحدة على الأقل من وثائق الهويات والاحوال المدنية او بيانات الولادة التي تعينهم على التنقل. 41‌% منهم ذكروا انهم لم يحاولوا إصدار هويات بسبب كلفتها العالية وكذلك صعوبة وتعقيدات عملية اصدار هويات جديدة.

وتشير المنظمة في تقريرها الى ان هذا يسلط الضوء على ضرورة تقديم مزيد من المساعدات للعوائل النازحة للحصول على وثائق أحوال مدنية رسمية والتركيز على معسكرات نزوح معينة حيث يعاني معظم نزلائها من فقدان وثائق مدنية رسمية.