واع / إغلاق الحقول النفطية في ذي قار يدخل يومه العاشر والخسائر بملايين الدولارات

واع / متابعة

دخل اغلاق شركة نفط ذي قار وحقل الناصرية النفطي يومه العاشر بعد اقدام متظاهرين من الخريجين وابناء العشائر على الاعتصام امام بوابة المنشأتين النفطيتين للمطالبة بالتعيين، وفيما انتشرت قوة قوامها فوج من مغاوير الجيش العراقي قادمة من العاصمة بغداد في محيط حقل نفط الناصرية لتأمين الحماية بعد اغلاقه رسميا من قبل شركة نفط ذي قار، كشفت الشركة عن تعليق 3 شركات اجنبية عملها في تطوير الانتاج النفطي.

وتشهد محافظة ذي قار ومنذ عدة ايام اغلاق للمنشآت النفطية وتصاعداً في وتيرة العنف العشائري تجاه الشركات العاملة في مجال تطوير الانتاج النفطي اذ بلغ الامر حد اطلاق النار على العاملين في احد المشاريع النفطية ومصرع مهندس في موقع العمل اثر اعتراض العشائر على مرور انبوب نفطي في اراضيهم، فيما حذرت شركة نفط ذي قار من آثار التهديدات العشائرية على الانتاج النفطي وعمل الشركات الاجنبية العاملة في هذا المجال الحيوي.

وقال مصدر مسؤول في شركة نفط ذي قار تابعته (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع) ان “المعتصمين امام شركة نفط ذي قار يواصلون اغلاق الشركة منذ اكثر من اسبوع وكذلك الامر مع حقل الناصرية النفطي الذي تحيط به جموع من ابناء عشائر البدور”، مبينا ان “احد الناشطين وعدد من ابناء العشائر المطالبين بالتعيين اخذوا يلوحون بحرق الحقل المذكور”.

واضاف المصدر الذي ارتأينا عدم ذكر اسمه لضرورات ادارية ان “ادارة شركة نفط ذي قار قررت اغلاق الحقل رسميا ووقف الانتاج وتسليمه الى شرطة حماية المنشآت النفطية تحسبا من مخاطر محتملة قد تتسبب بكارثة كبيرة”، مبينا ان “اغلاق الحقل سيتسبب بحرمان الاقتصاد العراقي ومحافظة ذي قار من ما يقرب من 80 الف برميل يوميا في ظل ارتفاع الاسعار الذي تشهده اسواق النفط”.

وكانت مصادر امنية في محافظة ذي قار قد اكدت وصول قوة قوامها فوج من مغاوير الجيش العراقي لتأمين الحماية لحقل الناصرية النفطي، وبينت ان الفوج الثاني التابع الى اللواء الثالث من الجيش العراقي وصل الناصرية قادما من العاصمة بغداد واعاد الانتشار حول الحقل المذكور.

وعن تداعيات اغلاق الحقل قال مصدر مسؤول في شركة نفط ذي قار ان “اغلاق حقل الناصرية النفطي عطل خطوط انتاجية للنفط والغاز ولاسيما تلك التي تمد محطة الطاقة الكهربائية بالوقود”، مؤكدا “اقدام 3 شركات اجنبية تعمل في مجال تطوير الانتاج في الحقل النفطي المذكور على الانسحاب من بينها وذر فور وبيكر هيوز وشركة نفط ايطالية”.

واشار المصدر الى ان “مطالب المعتصمين تتعلق بمجملها بقرارات مركزية كالتعيين واعادة المفصولين ممن لا يمتلكون شهادات دراسية وغيرها”، لافتا الى ان “جميع المطالب تم رفعها الى المركز وننتظر قرار حسمها”.

وبدورها اصدرت شركة نفط ذي قار بيانا في هذا الصدد جاء فيه “قررت إدارة شركة نفط ذي قار، إيقاف العمل في محطة عزل غاز الناصرية، وإيقاف عمليات الإنتاج النفطي فيها”، مشيرة الى “تعذر دخول العاملين والمنتسبين لمزاولة مهامهم، بفعل استمرار حالة المنع والمضايقات وحجم الضغوط التي تمارس والتحديات التي تواجه الكوادر الوطنية العاملة”.

واكدت الشركة في بيانها ان “عملية اغلاق الموقع النفطي جاء بسبب التظاهرات والاعتصامات من بعض المحيطين به، وان هذه الممارسات أصبحت تشكل خطراً، وعائقاً حقيقياً امام ديمومة العمل في هذا المفصل الاقتصادي الوطني”.

وبالمقابل رد المعتصمون من عشائر البدور على بيان شركة نفط ذي قار في بيان مماثل جاء فيه “ننوه لأبناء محافظتنا العزيزة اننا امهلنا الجهات المعنية حتى يوم الاثنين اكراما لاستشهاد الامام الكاظم عليه السلام”، واضاف “نخلي مسؤوليتنا عن اي غلق يلحق بالشركات النفطية العاملة في منطقة الگطيعه في الوقت الحالي”.

وتابع البيان “اكدنا على السلمية في التظاهرات منذ اليوم الاول ومازلنا محافظين على سلميتنا وقد دخلنا في اليوم العاشر من الاعتصام ولم يحدث اي تصادم مع القوات الأمنية بل كنا متعاونين معهم جدا”، مشيرا الى انه “لم يحدث اي غلق للشركة او منع للموظفين وان خيام الاعتصام تبعد 2 كم عن مقر الشركة”.

واوضح بيان عشيرة البدور ان “ما تم ذكره في البيان الذي اصدرته الشركة هو عارٍ عن الصحة وهو بيان استفزازي لا اكثر”، محملين “قائد شرطة ذي قار الفريق سعد الحربية والمهندس علي خضير (مدير شركة نفط ذي قار) مسؤولية ابنائنا المعتصمين وكل ما يحدث لهم”.

وشدد البيان على ان “التظاهرات مستمرة وفي حال عدم الاستجابة سنتخذ خطوات تصعيديه اخرى”.

ومن جهتها تحركت الحكومة المحلية في ذي قار باتجاه العشائر وقال محافظ ذي قار الدكتور محمد هادي عقب لقاء ابناء عشائر البدور في مضارب العشيرة بناحية البطحاء ان “اعتصام الاخوة البدور اعتصام سلمي والكطيعة من المناطق المهملة منذ سنوات”، داعيا “الراغبين بالحصول على الوظائف في قطاع النفط الى التسجيل في مكتب التشغيل في ناحية البطحاء كونه جهة رسمية حاصلة على الموافقات الاصولية من وزارة العمل”.

واشار محافظ ذي قار الى ان “موازنة ناحية البطحاء لعام ٢٠٢١ كانت عادلة ووفق النسبة السكانية ولكن تراكم حاجة مدن ذي قار من الخدمات لسنوات سابقة لا يمكن انهاؤه بعام واحد من الاعمار”، منوها الى ان “الحكومة المحلية ستلبي احتياجات المنطقة المتعلقة بها وتتابع المطالب المركزية بشكل جدي”.

وتضم محافظة ذي قار العديد من الحقول النفطية من أبرزها حقل نفط الناصرية وهو الأكبر في المحافظة يأتي بعده من حيث الأهمية حقل نفط الغراف وحقل ابو عمود (الرافدين) وحقل صبه، كما أن هناك رقعة استكشافية تحمل الرقم 10 وهذه الرقعة مشتركة بين ذي قار والمثنى وقد أُحيلت في وقت سابق الى ائتلاف نفطي للاستكشاف مكون من شركتي لوك أويل وجابكس اليابانية.