واع /الاهوار العراقية .. في عيون اجنبية .. كتاب جديد لمؤلفه خبير الترجمة العراقي الاستاذ علاء خليل ناصر.

.
وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار / بغداد
عرض ونقد : الاعلامي الرائد الاستاذ فلاح المرسومي
صدر للكاتب وخبير الترجمة العراقي الاستاذ علاء خليل ناصر كتابه الجديد ( الاهوار العراقية في عيون اجنبية ) والذي ضم العديد من المواضيع المهمة الخاصة بالاهوار العراقية والتي تتميز بها اهوار العراق وجاذبيتها ،ولابد ان نستذكرمعا الاهوار التي جعلت السومريين يعتبرونها سر الخلود حين أراد جلجامش معرفة هذا السر وذهب من بيئة الأهوار التي تحاذي حافات آخر المسطحات المائية في أوروك إلى مزارع الأرز لمكان غير معروف لينتصرعلى خمبابا ،ويحول دون خلود البشر في الرواية السومرية الأولى في التاريخ التي وجدت مكتوبة بخط مسماري في أحد عشر لوحاً.. وقد نظمت بهذه المناسبة دار الحكمة محاضرة واسعه حول كتاب الاهوار العراقية في عيون اجنبية حيث التقينا الكاتب والمترجم المبدع الاستاذ علاء خليل ناصر حيث اعلن لـ ( واع ) : ان هذا الكتاب ياتي ضمن سلسة من الكتب التي اصدرتها وترجمتها لتكون بين يدي قرائنا الاعزاء والمترجم بعنوان (الاهوار العراقية في عيون اجنبية) وقد شهدت المحاضرة حضورا كبيرا لمثقفي ومبدعي العراق ،وجمع نخبوي من المثقفين والاكاديمبين والمهتمين بالموضوع وشملت المحاضرة في منصة اليونسكو،المدن الابداعية في بيت الحكمة ،وركزت المحاضرة على اهمية الاهوار وتاريخ نشوءها واهم الاحداث التي شهدتها عبر مراحل التاريخ وضرورة الاهتمام بها حاضرا ومستقبلا وتفاصيل كثيرة اخرى لايسع المجال لسردها الان ، كما ستكون محاضرتي القادمة قريبا في بيت الحكمة ايضا حول الترجمة الفورية والتعاقبية واهميتها.
(الأهوار العراقية في عيون أجنبية.. طبيعة خلابة ..)
ـ ولتسليط الضوء على اهمية هذا الكتاب التقينا الاعلامي الرائد الاستاذ فلاح المرسومي حيث تحدث لـ ( واع ) قائلا : كتاب الأهــوار العــراقيـة فــي عيـون أجنبيـة لمؤلفـه خبير الترجمـــة علاء خليـــل ناصـــر وجدت أنه قد حـــدق في العيـــون الأجنبية التي حدقت في الأهوار وهو الذي حـــدق فيها من قبل طويلاً عند زياراته لها ومن خلال مناسبات عديدة كان قد حضرمحورها الثقافي في العديد من الجلسات التي اقيمت في داخل العراق وخارجه وكانت قد حفزته ليصل الى ما يريد في أن يكتب عنها ويوثق تاريخها الذي يزيد عن خمسة الآف سنة قبل الميلاد وما زاد في تحفيزه لهذا بشكل أكبر على اصداره كتابه هذا هي المناسبة العالمية لإدراج منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ( ملف أهوار العراق ) في لائحة منظومة التراث العالمي هذا القرار الذي يشيراليه وينبه عليه المؤلف بانه لم يكن مثيراً ومفاجئاً بقدر ما كان قراراً منتظراً ومطلوب إتخاذه منذ زمــــن بعيـــد ..
ـ واضاف المرسومي لـ ( واع ) : وبلا شك فان هذه الأهوار التي تشكل إرثاً تاريخياً بارزاً في خريطة وادي الرافدين والحضارة العراقية في بلاد ما بين النهرين وهي التي يطلق عليها البعض كما وردت في التاريخ ( جنات عدن ) وبكونها تمتد الى مساحات واسعة من الأرض والمياه تكاد تكون فريدة في طبيعتها وعالمها وشكلها على الأصعدة الجغرافية والتاريخية والبيئية وتنفرد بصفات ومزايا قل نظيرها على مستوى العالم اليوم ، كما وأنها حافظت على مكانتها الطبيعية والبيئية والبشرية منذ عهود طويلة وقديمة من الــزمن ، وإنها تشكل مصدر ثروة حقيقية لأبناء الرافدين خصوصاً تلك القوى البشرية التي تستوطن الأهوار منذ أزمان قديمة ولا زالت وتعيش على ثرواتها خصوصاً الثروة السمكية والبردي وكثير من الأحياء المائية والبرية ، تمتلك الأهوار من سحر الطبيعة وجمال البيئة وتنفرد به من صور العيش والعمل والانتاج مما يشكّل هذا حافزاً مهماً ونجاحاً للسياحة بكل اشكالها وروادها وايضاً ملاذ آمــــن وجاذب للسياح من مختلف بقاع الأرض مما يوجب هذا على المعنيين الأهتمام الكبير والبالغ بها وفي توفير مستلزمات العيش والراحة والأمان فيها ،
ـ واكد المرسومي لـ ( واع ) : كل هذه الحقائق حفزت المؤلف علاء خليل ناصر لماسة الولوج في عالم الأهوار من أوسع أبوابها للتعريف بها وتقريب صورتها الأخاذة أمام القراء والجمهور ويكون بذلك أيضاً قد وضع بصمة بإسمه مشاركاً الحدث العالمي في التراث من خلال الأحتفال بيوم صدور قرار منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بادراج ملف الأهوار العراقية على لائحة التراث العالمي مستعيناً بذاكرته التي تحتفظ بخزين لسنوات ماضية كان يحلو له فيها من زيارة الأهوار والاستمتاع بجمالها إضافة لذلك كان المحفّز الأكبر له أيضاً في كتابه هذا حين توفرت أمامه الفرصة الأعمق والأوسع بعد ترجمته لصفحات مهمة من كتاب (العودة الى الأهوار) لمؤلفه الصحفي البريطاني ( كيفن يونغ ) وفي قراءته لصفحات وأبواب مختارة من كتاب (المعدان .. عرب الأهـــوار ) لمؤلفه ( ويلفر ثيسكر ) كون هذين الكتابين وما استعرضاه مؤلفاهما من صور وحقائق ومعلومات كثيرة ومثيرة وواقعية عن عالم الأهوار العراقية جعلا صورة هذه الأهوار تبدو مرئية أمام نظره بشكل أوسع ووفرت له الفرصة لأن يعيش أجواءها ويعيش ويتمتع بعالمها الفريد ويشاهد معالم الطبيعة فيها ويعيش واقعها لحظة بلحظة كأنه يشاهد فيلماً سينمائياً حياً وجميلاً على وفق وصفه ..!
ـ مضيفا : لقد كان المؤلف حريصاً على ترجمة واعداد صفحات وتفاصيل وصور محددة من كلا الكتابين المذكورين لأهمية عرضهما أمام القراء لإشباع رغباتهم في التعرف على عالم الأهوار العراقية هذا العالم المليء بالسحر والغموض والخطورة من جهة وبالمتعة والجمال من جهة أخرى ولوضع الصورة بكل جمالها أمام أعينهم وأعين المهتمين كل باختصاصه الرسمي والمنظماتي المدني والشعبي جماعات وأفراد للإستفادة من كل ثرواتها الاقتصادية بكونها تشكل مصدر دخل مهم من خلال جذب السياح الوافدين اليها من مختلف بقاع العالم وهذا ما يدعوا الى توفير مستلزمات السياحة والعيش والراحة والأمان فيها على مدار السنة ، جاء المؤلف على نبذة تاريخية مشوقة ومهمة عن الأهوار وأماكنها باسمائها ومحافظاتها العديدة والأشهَرُ من فيها بمساحاتها ومسطحاتها المائية القديمة العهد التي تغوص في عمق التاريخ القديم حين يبدأ تاريخ الإنسان العراقي زمنياً من ضفاف الهـــور حيث يعود الى الألف الخامس قبل الميلاد وهي أي الأهور شهدت هجرات واسعة متتالية لأقوام مختلفة قبل الميلاد بدءاً بالسومريين الذين يعرفون اليوم بأنهم من أول من أسس ما يعرف اليوم بأول حضارة للبشرية على وجه الأرض لتندحر بعد ذلك وتبزغ حضارة بابل عام ( 628) قبل الميلاد ثم ليأتي الآشوريين ليكتسحوا هذه الحضاره ويعثوا فساداً وتخريباً بها ولم تدم سلطتهم حيث اكتسحهم (الميديون ) عام ( 606) قبل الميلاد حيث تحولت هذه بفعل هذا الاجتياح والغزو الى مدينة أشباح ومنطقة مهجورة تسكنها الحيونات الوحشية ولم يدم ذلك طويلاً حيث عاد الزمن الجميل من جديد عليها ليلقي ضلاله المضيئة على مدينة بابل التي ازدهرت ثانية في ظل الحكم الكلداني..
ـ واخيرا اكد المرسومي لـ ( واع ) : بلاد الرافدين كانت ساحة مفتوحة للمعارك من أجل السلطة والسيطرة عليها للحكم الأجنبي وتلاه غزوات لأعراق أخرى فكما دمر (الغووثيون ) بوحشيتهم مدينة وحضارة سومر قام ( الكيشيون ) بالفعل نفسه فيما بعد وكذا من بعدهم من جاءها غازياً من بلاد الهند (الحيثيون الميتانيون ) حتى وصل الدور الى ( العيلاميين ) ليفعلوا نفس الأفعال التخريبية لمن سبقهم ببلاد سومر.. لقد مرَّ الإغريق والفرس والسلجوقيين والفرثيون والرومان ومن ثم عودة أخرى للفرس ثانية بجيوشهم الغازية لهذه البلاد ليحتلوها ويعيشوا فيها أو ليغادروها مهزومين مدحورين بعد صراع السيطرة على المدينة حتى تغيّرَ الحال شيئاً ما حين انطلق العرب من الصحراء ليحكموا العراق بداية القرن السابع الميلادي لينشروا الاسلام وطمعاً بالثروات الغنية التي يملكها العراق ، لقد شكلت الأهوار منذ زمن بعيد ملاذاً آمناً لبقية جيوش وثورات فاشلة ومهزومة ، وفي الفصل الأخير من الكتاب عرج المؤلف علاء خليل ناصر على سكان الأهوار ومساحاتها الشاسعة وتكوينها وعلى أوصاف من وصفها من الرحالة الأجانب من خلال كتبهم أو من خلال المحاضرات في المراكز الثقافية وبأماكن عدة من دول العالم ومنها المركز الثقافي العراقي في لندن وفي لقاءاته ببغداد مع الصحفيين الأجانب وزياراتهم للأهوار لقد وثق الكتاب كل ذلك بالصور المعبرة أيضاً ..