واع / شهد .. المدرب السحار !!

واع/د.منذر العذاري

اطلعت بالصدفة على منشور كتبه أحد حملة الدكتوراه ممن يعملون  في التدريب  كما يبدو ، تهجم فيه بشكل سافر على المدرب المجتهد الكابتن عبد الغني شهد متهما إياه باللجوء للسحر والعمل في بيع ( الطليان ) وبأنه لا يعرف تنظيم وحدة تدريبية ولم يضع خطة تدريبية ولا يفرق بين الحمل والشدة وغير ذلك .

في البداية أود أن أقول بأن الكابتن عبد الغني شهد  من أسرة مترفة  معروفة في النجف الأشرف وهو ( غني ) اسما على مسمى ، ويمتلك أخلاقا رفيعة ومحترم جدا في الوسط الاجتماعي والرياضي في المحافظة والعراق ، ومذ عرفته قبل أكثر من 30 عاما كان من أكثر اللاعبين اهتماما بمظهره وأناقته . وبالرغم من إن العمل شرف إلا إنني لم أسمع يوما بأنه عمل في مجال بيع المواشي التي اتهمه بها جناب الدكتور رغم إنها ليست تهمه ، فأنبياء الله صالح وهود ويونس ولوط وسليمان وإسحاق ويعقوب وشعيب وموسى والرسول الأكرم محمد عليهم السلام كلهم عملوا في مهنة الرعي كما تذكر الروايات   ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم  إنه قال « مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ » أخرجه البخاري برقم  2143 [ البخاري  2/789) ] .

ما كتبه الدكتور أعده أخر مسمار في نعش الكرة العراقية ، فعندما يصل بنا الحال لأن يتكلم حملة شهادة الدكتوراه بهذا المنطق ويرجعون ما يحققه المدرب – أي مدرب – إلى السحر فهذه هي الكارثة الحقيقية ، لأن الوسط الرياضي انتقد قبل عدة أشهر  بقوة   تصريحات مدرب بسيط  لا يحمل أية شهادة أكاديمية حول نفس الموضوع ، فأين ذهب التكتيك والتكنيك والحمل والشدة وووو وغيرها من مصطلحاتكم  ، وأين حديثكم عن العلمية والأساليب الحديثة في التدريب ( أيها الدكتور )  ؟!

لنسأل أنفسنا : ماذا يريد الشارع الرياضي من المدرب ؟ .. هل يريده أكاديميا يتحدث اللغة الانكليزية ويستعمل مصطلحاتها في الوحدات التدريبية ويخرج على الفضائيات شارحا طرق التدريب والأساليب العلمية الحديثة في تدريب كرة القدم  ، ولا يهتم لما يحققه هذا المدرب من نتائج مع الفريق الذي يقود تدريباته ، أم يطالب بمدرب يحقق له الانتصارات ويؤهله لمنصات التتويج في البطولات المحلية والقارية والعالمية بغض النظر عن شهادته الأكاديمية ؟.. الجواب كما أعتقد معروف .

لقد حقق شيخ المدربين الراحل عمو بابا نتائج باهرة في البطولات المحلية والخارجية أصبحت مصدر فخر لكل عراقي دون أن يكون من حملة  الشهادات الأكاديمية العليا ، وكثيرا ما كنا نسمع من بعض – الأكاديميين – بأن عمو بابا يدرب على الفطرة وليس لديه علمية وهو مدرب متواضع فنيا ، لكنهم  لم يحققوا أي شيء في مجال التدريب وفشلوا مرارا في قيادة الفرق التي أبهر ( تنظيرهم ) إداراتها .

السحار عبد الغني شهد حقق انجازات كثيرة في سنوات عمله التدريبي الذي يعود إلى موسم 98-1999 ، فقد قاد نادي النجف لإحراز بطولة كأس المحبة عام 2003 بعد فوزه على فريق القوة الجوية الذي لعب بكامل نجومه ، وإحراز المركز الثاني في بطولة القدس العربية الرابعة عام 2002 ، و المركز الثاني في الدوري الممتاز لموسم 2005-2006 بعد أن خسر فريقه بالركلات الترجيحية ( ليس إلا ) أمام الزوراء ، وقاده لإحراز المركز الثالث في موسم 2006-2007 بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من اللقب ، وبقيادته تمكن نادي النجف من تقديم مباريات كبيرة في النسخة الخامسة لبطولة دوري أبطال آسيا عام 2007 ويكفيه فخرا إن فريقه هزم نادي السد القطري على أرضه وبين جماهيره بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في ملحمة تاريخية لا تمحى من الذاكرة ، وعاد ليهزمه في مباراة الإياب بهدف واحد دون مقابل رغم إن ميزانية نادي السد كانت أكبر من ميزانية محافظة النجف الأشرف بأكثر من الضعف .

في موسم 2013-2014 كلف السحار عبد الغني شهد بقيادة أحد فرق الدرجة الأولى غير المعروفة واسمه نادي نفط الوسط وتمكن من إحراز المركز الأول في بطولة دوري المظاليم والتأهل لدوري الكبار دون أن يخسر في أية مباراة ، وفي الموسم التالي حقق الإعجاز وتمكن من قيادة نفط الوسط لإحراز بطولة الدوري الممتاز بكرة القدم . 

 السحار عبد الغني شهد كان وراء تأهل منتخبنا الوطني للتصفيات الحاسمة لمونديال روسيا بعد أن تمكن من قيادته للفوز على منتخب فيتنام  اثر إقالة المدرب السابق الكابتن يحيى علوان في ربيع عام 2016 .

السحار عبد الغني شهد أحرز المركز الثالث في بطولة آسيا تحت سن 23 عاما التي أقيمت في قطر عام  2016  بعد أن هزم منتخب قطر  على أرضه وبين جماهيره بهدفين مقابل هدف واحد في الوقت الذي كان الجميع يراهن على فوز القطريين الذين أعد خصيصا للتصفيات بمعسكرات تدريبية طويلة استمرت لعدة سنوات وصرفت عليه ملايين الدولارات ، ليضمن منتخبنا التأهل لنهائيات دورة  ريو دي جانيرو في البرازيل .

السحار عبد الغني شهد قاد المنتخب الأولمبي في نهائيات دورة ريو دي جانيرو عام 2016  ولم يخسر في أية مباراة رغم صعوبة مجموعته التي ضمت منتخبات البرازيل و  الدانمارك وجنوب أفريقيا ، وكان  منتخبنا الأولمبي  حديث النقاد والمتابعين بعد تعادله مع منتخب البرازيل بقيادة النجم العالمي نايمار بدون أهداف في ملحمة تاريخية لن تنسى  وبحضور 71 ألف متفرج ، رغم إنه لم يتأهل للدور الثاني بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى  ، ليصبح السحار عبد الغني شهد  أول مدرب يقود منتخبا عربيا وعراقيا للتعادل مع منتخب برازيلي في مباراة رسمية أو ودية .

السحار عبد الغني شهد كلف في شباط الماضي من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم بتدريب المنتخب الأولمبي للاستحقاقات المقبلة رغم وجود نخبة من المدربين المميزين في العراق .

السحار عبد الغني شهد  خريج كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد ويحمل شهادات التدريب الآسيوية  A  & B & C   بالإضافة  لشهادة تدريبية عالمية من انكلترا عام 2004 ، وحاليا مشارك في  دورة دبلوم المحترفين (برو) للمدربين في العاصمة الأردنية عمان .

إذا كانت كل هذه النتائج  مع الأندية والمنتخبات الوطنية قد حققها الكابتن عبد الغني شهد بواسطة السحر والسحارين  فأنا أدعو الاتحاد العراقي لكرة القدم  أن يركز على المدربين من فئة ( السحارين ) لتدريب جميع المنتخبات الوطنية بعد أن أثبت ( الأكاديميون ) فشلهم في تحقيق النتائج التي ترضي الجماهير الرياضية .