واع / حب في المقهى

واع / بقلم: ساره بشير سعيد

تلك السيدة التي تجلس على ذلك المقعد المقابل للنافذة
تلك التي ترتدي فستانا زهري وقبعة سوداء قد اخفت نصف وجهها، وشعرها المنسدل على كتفيها، يتطاير مع نسمات الهواء الداخلة من النافذة،
ترتشف قهوتها المرة وفي يدها كتاب تقرأه بين الفينة والاخرى،،
انها سيدة باهرة،،
ترتاد المقهى كل يوم، مع كتاب جديد وصفحة جديدة وذكرى عالقة في ذلك المقعد،،
وما انا الا نادل بسيط اعمل بأجرٍ بخس،، لكنها سيدة رفيعة المستوى والتعليم انها من الطبقة. البرجوازية وانا من الطبقة العامة، أي فارق الذي بيننا وهل يا ترى ستقع عينيها على عيني نادل مثلي؟؟؟
أيها النادل اريد كوبا من القهوة من فضلك،،
هذه الكلمات من أجمل ما تسمعه أُذنيي، كأنه صوت عندليب،،،
كنتُ أُطيل النظر في ملامحها الهادئة،،
لم أكن يوما احب القراءة لكنني احببت تلك الكتب التي تحملها كل يوم تقرأ كتابا جديدا وكلما تأتي بكتاب جديد اذهب مسرعا فأشتريه واقرأه ليلا ،،
كانت تلك الكتب تسعدني كثيرا لا نها الرابط الوحيد المشترك بيننا، في ذات يوم طال انتظاري وبدأ الشك يراودني، لماذا لم تأتي محبوبة قلبي، أسأمت من هذا المقهى؟ أو هي في حالة صحية غير جيدة؟
ام انها قد سافرت الى ابعد مكان؟؟
يا ترى أي من هذه تساؤلاتي قد تكون صائبة؟؟
مرت ايام واسابيع ولم اراها من جديد تدخل الى المقهى مرة اخرى ، ازددت حزنا وشوقا لها وكان شغفي بالقراءة كاد ان ينتهي لكن في ذات يوم، دخلت سيدة جميلة جدا عندما امعنت النظر كانت هي معشوقة قلبي، قد ازدادت حُسنا وبهاء،
لم تغفو ذكراكِ في قلبي لثانية واحدة كنت الأنيس في حياتي النور الذي يضئها، أحببتها في صمت، تلك التي سلبت عقلي وأودتني مجنونا في عشقها،،
جلست في ذاك المكان نفسه وقبل ان تطلب قهوتها احضرتها ووضعتها على الطاولة فتبسمت وقالت يبدو انك لم تنسى قهوتي، جميلة جدا عندما تبتسمين انتِ،، كأنكِ القمر في حالة اكتماله،،
لمحت عينيها البنيتين ذلك الكتاب الذي امسكه بيدي الاخرى فقالت: انت تقرأ ايضا؟؟ نعم احب القراءة بقدر حبي لكِ انه حبٌ مكتسب لم اكن احبها قط لكن حينما رأيتكِ تحبين الكتب كثيرا احببتُ حبكِ لها، وبدأ حديث لا نهاية له ُ عن الكتب واجمل العبارات التي قالها الكتاب ، اصبحت كل يوم تأتي لنتناقش في الكتب التي نقرأها، زادتني تلك الجلسات تعلقا بها ، تلك السيدة التي سرقت قلبي في يومٍ مره صدفه،
تلك السيدة الجميلة قد اصبحت الان خليلتي وانجبتُ منها طفلة كالقمر اسميتها عشق لأنها ثمرة عشق صادق وحبٌ نقي.