واع / الصين تضيّق الخناق على الشركات الأميركية!

واع / متابعة

المنافسة تحتدم بين الولايات المتحدة الأميركية والصين في المجالات الاقتصادية كافةّ لا سيّما في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

بات مجال تخزين المعلومات ومعالجتها والاستفادة منها محور الصراع الذي سيحدّد القوة الاقتصادية الأولى في العالم وبالتالي الحاكم الفعلي له. إنها معركة الجيل الخامس.

وتتعدّد أدوات المنافسة بين القوتين الكبيرتين لتشمل زيادة الاستثمار في قطاعي البحث والتكنولوجيا والعقوبات على الشركات بالإضافة إلى القيود الصارمة على الاستثمارات والرسوم المرتفعة على الواردات لا سيّما من الجانب الأميركي. وأشهرها القيود على شركة هواوي الصينية العملاقة، في محاولة للحد من إمكانية حصول الشركة على مكونات تكنولوجية هامة لمنتجاتها.

لكنّ اللافت هو أن القيود لم تعد أحاديّة الجانب. فالسوق الصينية باتت بدورها تشكّل تحدّيًا صعبًا لأهم الشركات الأميركية حتّى أنها أصبحت أكبر التهديدات للأمن القومي والاقتصاد الأميركي.

بسبب الإجراءات الصارمة التي تفرضها الصين على قطاع التكنولوجيا، انسحبت 5 شركات عالمية كبرى، مقرّها الرئيسي في الولايات المتحدة الأميركية  بحسب تقرير “فوربز” عن شهر حزيران 2022.

أعلنت شركة  LinkedIn  في تشرين الأول 2021 إيقاف الموقع التجريبيّ باستخدام اللغة الصينية المبسطة الذي أنشأته لجذب القوى العاملة في البلد المكتظّ سكانيًّا عام 2014. وعزت السبب إلى بيئة العمل الصعبة بالإضافة إلى زيادة متطلبات الامتثال.

بدورها، خرجت شركة Yahoo في الشهر التالي من العام نفسه للأسباب نفسها خصوصًا مع دخول قانون حماية المعلومات الشخصية الصيني حيّز التنفيذ بما فيها تنظيم تخزين الشركات الأجنبية لمعلومات المستخدمين الصينيين.

التجربة تكرّرت مع شركة تطوير ألعاب الفيديو “epic games” التي لم يبزغ نجم استثمارها في الصين لأكثر من 3 سنوات بسبب تحديات تنظيمية عديدة أجبرتها على تخفيض أوقات اللعب للمستهلكين الشباب بالإضافة إلى مزاعم انتشار برامج التجسس في متجرها عبر الانترنت.

والأمر سيّان بالنسبة إلى شركة “أمازون”، أحد أهم بائعي تجزئة للكتب ومقاطع الفيديو والموسيقى عبر الانترنت.

فأغلقت سوقها في الصين في نيسان 2019 لانها لم تقدر على منافسة الشركتين المحليتين “علي بابا” و”جيه دي” وفشلت في استغلال النجاح المبكر لشركة “Joyo.com”  التي استحوذت عليها عام 2004.

أمّا شركة  Uber التي تأمن خدمة التنقلات حسب الطلب فانسحبت من السوق الصينية عام 2016 بعد عامين على انطلاقتها بسبب المنافسة الشرسة مع الشركة المحليّة DIDI. لم يقف الموضوع عند حدود المنافسة بل باعت Uber ترخيص شركتها وعلامتها التجارية إلى DIDI مقابل حصة أقلية 18.8% فيها بقيمة 6 مليار دولار حتى وقت إجراء صفقة الاندماج.

ويتوقّع كبير مسؤولي الاستثمار في شركة KraneShares التي تركز على الصين، بريندان أهيرن انتعاش الأسهم الصينية في مجال التكنولوجيا خصوصًا مع تحسن أسهم شركات التجارة الإلكترونية الصينية مثل Alibaba، وJD.com، وTencent الشهر الماضي. وهو الأمر الذي يزيد القلق الأميركي فهل تحقّق بكين حلمها بالوصول إلى الريادة في مجال الذكاء الصناعي بحلول عام 2030 كما أعلنت؟