واع / الكريستال… معول اخر يضرب بنيان العائلة العراقية ؟!/تحقيق

واع /بغداد/ ماجد محمد لعيبي

 ظواهر كثيرة وعادات مريبة كنا نسمعها ونحن صغار في بلدان ومجتمعات بعيدة عنا مسافة وسلوكا على الرغم من كوننا نعيش انذاك عزلة ثقافية وارث اقتصادي مشلول يلتحف بعوز مدقع, لكننا كنا متمسكين بنسيج اجتماعي متين اساسه الفطرة والتلاحم العفوي عمل على ابقائنا محافظين على عادات وتقاليد وثوابت اخلاقية من الصعب ان نحيد عنها , او ان نسيء الى محتواها باتجاه اخر.
وبعد ان توالت علينا الحروب والمآسي وماآلت اليه  من ضروب القهر والاستبداد التي اتبعتها الانظمة الجائرة على هذا الشعب المعروف ببساطته وتلقائيته انهالت عليه معاول الهدم لتضرب اولا رأس  نفيضته وطليعته المستقبلية وهم فئة الشباب الواعد والذي حرم  من كل المكتسبات التي يستحقها كمواطن طموح ينتمي الى هذا الوطن .
فمن بين تلك المعاول التي شرخت جسد تلك الفئة هو ادخال المواد المخدرة لتبدء مسيرة التعاطي بين صفوف الشباب ولتهدم ذاك النسيج المتراص لتفتح بعد ذاك مساحة كبيرة وفضاء واسع من الانهيار والاضطراب النفسي وبالتالي الضياع.
لقد تفننت تلك الجهات المسؤولة عن ادخال تلك المواد بان تستخدم مواد مخدرة خطرة جدا تستطيع ان تجعل من متعاطيها مدمنا لاول جرعة ويكون غير مسؤول لاي فعل يرتكبه وبالنتيجة تؤدي لمتعاطيها الموت السريع,ناهيك عن ان تجارة المخدرات تتميز بأنها أسرع أنواع التجارة نمواً وتوسعاً في العالم، خاصة وأنها تجارة متقلبة بين أنواع كثيرة بعضها طبيعي أو مستخرج من النباتات وبعضها الآخر صناعي.
ان هذه المادة المخدرة والسريعة التصنيع  تعرف بالكريستال اوحبوب الشبو.
**ما هو الكريستال؟
 الكريستال هو نوع  من المخدرات والتي تصنف على أنها من الأنواع الخطيرة جداً على الجسم، من خلال التسبب بأضرار مختلفة في الأوعية الدموية والدماغ غير قابلة للعلاج.
تعتبر مادة الكريستال المخدرة أو الشبو كما يطلق عليها الآخرون، من المواد المخدرة غالية الثمن التي لا تتوفر في الدول العربية بشكل كبير، وهي منتشرة بكثرة في دول شرق آسيا.وأن الطلب على مادة الكريستال المخدرة يقتصر على بعض الجنسيات الآسيوية المقيمة فيها.وتكون هذه الحبوب بمثابة مخدر يقصد به قتل الشباب.
ينتج عن تعاطي الكريستال شعور فوري بالنشوة والزهو، ويمكن أن يستغرق مفعول المخدر لمدة 20 دقيقة، وقد يمتد إلى 12 ساعة بحسب الجرعة المتناولة، وغالبا ما تتناقص وتتغير تأثيرات الميثامفيتامين مع الجرعات العالية والاستخدام المتكرر، ويؤدي الإدمان عليها إلى الإضرار بالأوعية الدموية والدماغ.
 
**تجارة المخدرات تهديد لا يقلّ خطورة عن الإرهاب
 
اجتاح وباء المخدرات في السنوات الأخيرة اغلب المدن العراقية ،وبشكل خاص مدن الجنوب والفرات الأوسط، بسبب التضيق على الحريات .
ويعد “الكرستال” من أخطر الأنواع التي يتم تهريبها وتعاطيها، وهو الاسم المحلي لعقار الميثامفيتامين، إذ كان يجري تهريبه بكميات هائلة.
اما في الوقت الحاضر فقد بات يصنّع محلياً بعد دخول الأدوات والمواد التي تدخل في صناعته.
وبحسب الشرطة المحلية في مدينة البصرة فإن استهلاك الكريستال يتضاعف عاماً بعد عام، وربما يوما بعد آخر، ان كان بسبب العوامل الاقتصادية وآثارها النفسية على الشباب العاطل عن العمل بشكل خاص او بسبب قلة الوعي في الأوساط الفقيرة التي يتم تسويق المخدرات اليها إضافة إلى انتشارها بين طلبة الجامعات، وفي الآونة الأخيرة وصل الكرستال الى العاصمة بغداد.
**انحراف الشباب يبدء من ضعف الرقابة الاسرية
الباحث والاستشاري في مركز الارشاد الأسري، الدكتور عزيز كاظم نايف تحدث عن خطر الظاهرة، وكيفية معالجتها قائلا” تعتبر ظاهرة المخدرات آفة العصر وخطر يهدد المجتمع لذا ينبغي ان تتوافر السبل الكفيلة لردعه، ويمكن اجمال اسباب شيوع هذه الظاهرة  بالآتي: ضعف التربية الايمانية فالوازع الديني اساس للحد من انتشار هذه الظاهرة، والبطالة و قلة توفر فرص عمل للشباب هي من الامور التي تدفع الشباب لتناول المخدرات، لاعتقادهم انها تغيب عقلهم لفترة وتمنحهم حالة من الانتعاش غير العقلاني، ولأصدقاء السوء دور في انتشارها، وان قلة اماكن الانشطة الترفيهية والرياضية ونوادي الشباب والمنتديات الثقافية وغيرها تدفع الشباب الى اللجوء الى اماكن اخرى غير مرخصة، يتم فيها استدراج الشباب لتناول المخدرات، وكذلك ضعف الرقابة الاجتماعية والأسرية على الشباب يمكن ان يستغل في انحراف الشباب واقناعهم بتعاطي المخدرات، وضعف سيطرة الاجهزة الامنية على منافذ الحدود للبلد، ومن المحتمل جدا وجود عصابات منظمة لديها اهداف محددة تروج لهذه الظاهرة، وذلك لأسباب اقتصادية او سياسية، ناهيك عن تأثير وسائل الاتصال الحديثة التي تبث الافلام ومقاطع الفيديو التي تشجع على انتشار هذه الظاهرة”.
وأضاف” ان الاسباب التي ذكرناها لها دور اساس في دفع الشباب ولاسيما الذي لديه وقت فراغ طويل نحو الانحدار التدريجي لتعاطي المخدرات، فضلا عن ان بعض الشباب يعاقب ذاته بهذا العمل لنتيجة تعرضه للإحباطات المتراكمة التي لا يستطيع ان يجد لها مخرجا او حلا يرضيه”.
وأجمل الباحث المعالجات لهذه الظاهرة قائلا” ان السبل الكفيلة للتخلص من هذه الظاهرة هو بإيجاد  دراسة ميدانية لها، والوقوف على اسبابها بدقة من خلال الاستعانة بالمختصين بهذا المجال، ومعرفة الاسباب هي الطريق الامثل للحل، وتفعيل دور الرقابة المجتمعية على هذه الظاهرة، ومعرفة اماكن انتشارها للحد منها واستئصالها، وإيجاد فرص عمل للشباب، فضياع الوقت وكثرة اوقات الفراغ عامل اساس في شيوعها كما ذكرنا، وفتح مراكز ثقافية تملئ اوقات الفراغ  لدى الشباب، وتوفير بيئة سليمة وايجابية للحد من هذه الظاهرة، وتفعيل دور التوعية الدينية للشباب من خلال المجالس الحسينية والزيارات المليونية للمدينة اي التثقيف الايجابي ودفع الشباب نحو العمل وبناء ذواتهم بعيدا عن مخاطر الادمان، وضبط الحدود الخارجية مع دول الجوار، وتفعيل القوانين الرادعة والفورية للمخالفين من أجل  الحد من تهريب المخدرات للبد، وتنشيط الرقابة الذاتية في مؤسسات السياحة، ومتابعة الحالات المشكوك فيها والابلاغ عنها”.
**ولنا في القول بقية:
اننا ومن موقعنا ومن رسالتنا الاعلاميه وماتفرضه علينا المهنيه اناشد كل المعنيين والمسؤولين الذين اقسموا اليمين الغليظ بان يحافظوا على أبناء هذا البلد بغيرة وهمة عراقية محضة وان يكون لهم صوتا واحدا لانقاذ شبابه. قبل ان يمسك المعول مرة اخرى من قبضته!!.