واع / الكيان الصهيوني الإرهابي …وبئس المصير

واع / بقلم / يامنة بن را ضي

تجبر فرعون وطغى على بني إسرائيل الى درجة ادعائه الألوهية عليهم؛ فعبدهم وأذل كبرياءهم وأشبعهم صنوف العذاب؛ حتى أرسل الله تعالى كليمه موسى عليه السلام لينقذهم من بطش فرعون وزبانتيه الظلمة؛ ليأتي العقاب الإلهي مؤلما وحاسما؛ إذ أغرقهم جميعا في اليم فأفناهم عن بكرة أبيهم؛ وبيت القصيد هنا أن الظلم الى زوال مهما امتد عمره وأن الظالم لن يفلت من عقاب الباريء عز وجل حتما. وإذا أسقطنا هذه النتيجة على واقعنا الحالي فإن الكيان الصهيوني المجرم الذي يحتل الصدارة بلا منازع على رأس الظلم والجبروت اليوم .. لاريب سيلقى مصير فرعون موسى ومملكته الآثمة؛ لما يسلطه من عذاب مخزي على أهل غزة في فلسطين العربية التي يسعى فيها الاحتلال الصهيوني الى قتل كل مظاهر الحياة وبكل الطرق تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة ؛ وهو الذي صدر للعالم دائما أن مجتمعه مثالي ومتحضر يقابله آخر عربي متخلف و جاهل تلك النظرية المزعومة التي تحدث عنها أيقونه الأدب الفلسطيني المقاوم ” غسان كنفاني” في كتابه “حول الأدب الصهيوني” …غير أن الإبادة والتطهير العرقي الذي يقترفه هذا المغتصب البغيض ضد الانسان الفلسطيني سيما في غزة مؤخرا فضحه على رؤوس الأشهاد وكشف عورته المشمئزة للنفوس؛ تلك الجرائم المهوولة التي وضعت العالم هو الآخر أمام مسؤولية أخلاقية كبيرة قد تنسف إنسانيته الى الأبد ..وإذا كان الصهاينة المجرمون الذين أبادوا أطفال غزة ونحروا براءتهم على الملأ قد توهموا للحظه أنهم بإجرامهم الفظيع سيخرسون صوت الحق الفلسطيني ويخمدون نار همجيتهم؛ فإن السحر قد انقلب على الساحر كما يقال؛ فتلك الوحشية منقطعة النظير ستكون بمثابة الضربة القاضية لهم لا لضحاياهم …فهيهات أن يفوز الظالم مهما اشتعلت نار ظلمه فتلك سنن الله عز وجل على هذه البسيطة؛ يمهل الظالمين ولا يهملهم حتى إذا اخذهم لم يفلتهم” وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن اخذه أليم شديد” …

قبل قرون خلت قال صاحب “المقدمة” الشهيرة “ابن خلدون” : ” الظلم مؤذن بخراب العمران ” ولقد أصاب هذا العلامة الكبير فالتاريخ يكشف لنا دوما النقاب عن حياة الأمم الغابرة والحديثة التي عرفت بالفساد والظلم كيف التهمها الخراب وانتهت بالفناء الذي تستحقه؛ ومما لا شك فيه فإن ما تمارسه العصابات الصهيونية القذرة من ظلم وقهر وإجرام شنيع أنطق الحجر والشجر قبل البشر سيؤدي لا محالة الى خراب البيت الصهيوني الذي أسس أصلا على أرض فلسطينية مغتصبة؛ كما يقر بذلك بعض بنو جلدتهم من المؤرخين والمفكرين كالمحلل الإسرائيلي “روغل ألفر” والذي أكد في مقال له في صحيفة هآريتس العبرية قبل أيام أن الكيان الصهيوني قد وقع على شهادة وفاته وما عليه الا الإنتظار لمعرفة التوقيت؛ واذا كانت جثث شهداء غزة قد تعفرت بتراب أرضهم المقدسة فإن جبناء الإحتلال الصهيوني سيبتلعهم وحل التاريخ المخزي لظلمهم المروع؛ تلك الحقيقة التي يدركها هم أنفسهم بنو صهيون؛ وفي هذا الصدد يقول المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري في حديثه عن الدولة الصهيونية بين المأساة والملهاة: ” على عكس ما يتصور الكثيرون فإن هاجس نهاية الدولة اليهودية يعشعش في الوجدان الاسرائيلي وهم محقون في ذلك؛ إذ يجب ألا ننسى أن كل الجيوب الإستيطانية المماثلة ( الممالك الصليبية) كالجيب الإستيطاني في الجزائر ..دولة الأبارتايد في جنوب افريقيا قد لاقت نفس المصير ..أي الإختفاء”.

لا جرم أن المؤامرة الصهيونية على غزة العزة لن تنجح وأنا الهلوكوست النازية التي يحرق بها قتلة الكيان الإرهابي أهلها ستكون مقبرة لوجودهم المقيت على أرض فلسطين التي نهبوها بقوة السلاح كقطاع طرق صعاليك واستولوا على جنباتها وخيراتها وغيروا أسماء مناطقها العربية بأخرى عبرية؛ كما شهد شاهد منهم هو المؤرخ المعادي للصهيونية ” شلومو ساند” الذي أثبت في ثلاثيته ” اختراع أرض اسرائيل ” …اختراع الشعب اليهودي” … ” كيف لم أعد يهوديا” عدم احقية اليهود بأرض فلسطين؛ مفندا فيها أساطير وخرافات وأكاذيب الكيان الصهيوني؛ داعيا في ذات الوقت إخصاع المسلمات الصهيونية الكاذبة الى محاكمة تاريخية صارمة ..ويذهب ساند ايضا على غرار بعض زملاءه الرافضين لسياسة الفصل العنصري للكيان المستكبر الى القول:” إن مستقبل هذه المملكة الصليبية الجديدة وكيلة العالم الغربي في قلب الشرق يكتنفه الغموض” …

استخف زعيم الصهيونية نتنياهو قومه فأطاعوه لسنوات كاملة؛ لكن اليوم نجدهم قد غيروا عباءتهم وانقلبوا عليه وعلى سياسته الرعناء الغبية قبل “طوفان الأقصى” وبعده وأيضا بسبب مسألة ذويهم من الأسرى ..مآزق كثيرة تجعل البناية الصهيونية الشاهقة في سماء فلسطين تتآكل داخليا حتى تهوى ؛ كما أن كفة المقاومة الباسلة رجحت الى حد كبير حين أوقعت الإحتلال ضربات موجعة رغم قلة العدة والعدد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ..بات مؤكدا أن الكيان السرطاني الهجين ورغم كل تلك المجازر والممارسات اللاإنسانية بحق الغزاويين والفلسطنييين عموما يعيش أسوأ أيامه وأنه في موقف لا يحسد عليه خاصة في ظل تنامي الرفض له ولإجرامه من قبل الرأي العام العالمي؛ وأن زواله الذي استشرفه الجميع يوشك أن يكون قريبا وفي هذا السياق يقول العبقري الراحل مصطفى محمود:” اسرائيل سوف تخسر معركتها مع الزمن؛ وقد قال القرآن وقالت التوراة وقالت الأناجيل أن العلو الإسرائيلي سوف ينتهي الى دمار “..

تؤكد كل الدلائل السماوية والتاريخية والبشرية إذن على الخسران المبين للكيان الصهيوني؛ فلكل ظالم نهاية وستكون داره ظلاما ولو بعد حين ..يقول شاعر العراق الفذ ” عبد الرزاق عبد الواحد” : ومعقل الظلم أيا كان صاحبه …لابد يوما على أهليه ينهدم ..ستنهدم معاقل الصهاينة المفسدون في الأرض على رؤوسهم ..وسيؤدي الفلسطينيون صلواتهم في محراب الحرية و العزة ..وسيثلج الله صدورنا بهذا النصر العظيم؛ وإن غدا لناظره قريب …