واع/ التواجد الاجنبي في العراق استقرار ام زعزعة؟؟/ آراء حرة/ ماجد محمد لعيبي

من خلال معرفتنا وتطلعاتنا عبر المراحل التاريخية ان التدخل الاجنبي للدول وحكوماتها وخاصة العربية منها ياتي دوما لتغيير اوضاع متردية وغير مستقرة لتلك الدول او البلدان بحجة ايجاد حلا للازمة فيستغل ذلك التواجد في ان يتدخل احيانا بشكل مباشر بحثاعن ضمان وتأمين مصالحه في المنطقة ولو كان ذلك بطرق غير شرعية, وبهذا فقد تعرض الأمن القومي للبلدان المحتلة العديد من الهزّات والتّحديات نتيجة التدخل المباشر في شؤونها الدّاخلية ؛ ممّا يزيد إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والأمنية والسياسية في تلك الدول بشكل مقلق للغاية. ولدينا مافيه الكفاية من الامثلة : ففي تونس وفي ليبيا والجزائرواليمن والعراق و دول اخرى.
واحيانا يكون التدخل الاجنبي بشكل غير مباشر بان تستعين قوى سياسية داخل بلدانها والتي تمثل طموحات ومتطلبات شعوبها بجهات اجنبية لغرض تغيير انظمتها السياسية الجائرة.
هنا معادلة التدخل اختلفت كثيرا ففي الاولى كان تدخل مباشر رغم الحواجز والتحديات لارادة الشعوب وحركاتها السياسية والدول المجاورة لها ضد هذا التدخل.
اما في الثانية فكان هناك ضوء اخضر يسمح للاجنبي التدخل
من قبل من هم متصدين لحالة التغيير لانظمتهم وبالتالي فان التدخل هذا سيكتسب الصفة الشرعية في ان يكون عونا ومساندا
لحل الازمة من جميع مفاصلها, دون اي تحديات او موانع من الداخل.
نقول هنا : هل ان التدخل الاجنبي للبلدان بكافة اشكاله ومسمياته يسعى الى استقرار تلك البلدان وجعلها متنامية بكافة الصعد؟؟
ام يزيد من اشتعال فتيل ازماتها كافة ؟
ولكي يكون لنا جواب على ذلك ناخذ ماحدث في العراق وماألت اليه تواجد القوات الاجنبية فيه, حيث اصبح البلد يتسيده تواجد اجنبي له ثقل عسكري وانتشار واسع بعد ماتم القضاء على النظام الديكتاتوري الذي كان يحكم البلاد واحداث التغيير في الخارطة السياسية للعراق.
ومع توالي الحكومات المتعاقبة في العراق كان لكل منها راي وموقف اتجاه ذلك التواجد فمنها من يرى انه بحاجة ماسة لبقاءه
ومنها مايرى خروجه باسرع وقت , وبين هذا وذاك مازالت الاوضاع والازمات في البلاد تزداد سوءا , وفي كل ازمة مفتعلة
نرى ذلك التواجد بمعزل عن كل الاحداث المتردية وهو يقف موقف المتفرج . لكن هل نقول ان العراق وحكومته الحالية باتو من الضروري بحاجة الى وجود الاجنبي؟
يتفق العديد من الخبراء والمسؤولين العراقيين على أن العراق بات لديه القدرة على الاعتماد على قواته المسلحة دون الحاجة لوجود قوات اجنبية.
وعن الأسباب التي قد تؤدي إلى بقاء القوات الأميركية، اكدوا أن جملة من الأخطار محدقة بالبلاد، كتدخل دول الجوار وخطر تنظيم الدولة، وأن العراق لا يزال بحاجة للدعم الأميركي الاستخباري والجوي والاستطلاع العميق, وأن متطلبات الأمن العراقي تتمثل في حاجته للخبراء العسكريين وتطوير القوة الجوية والاتصالات والاستخبارات.
واليوم نشاهد العراق بحكومته الحالية بدأ بمشواره الامني والاقتصادي
والعمراني بخطى متسارعة وبمعالم ملموسه تشي بالشيء الكثير
نحو دوران عجلة التقدم التنموي من جديد اساسه برنامج حكومي
لايتوقف.
كل هذا ومازال التواجد الاجنبي حاضرا في البلاد؟
فهل وجوده لايعيق الاستقرار ام هي النار تحت الرماد؟