واع / الرد … الدفاع والدفاع الأعزل محمود السعدي  / اراء حرة

ابتداء ثمة فارق كبير في مجالات الرد بين الدفاع والدفاع الأعزل حيث أن لكل منهما شكلاً ومضموناً يختلف عن الآخر سواء من حيث الثوابت المتعارف عليها وكذا الأدوات التي تستند على الحجج والأسانيد التي تدعم الرد وتعطيه القدرة والقوة والتمكن في دحض أو إثبات صحة الرأي أو الرسالة والمنشور ونحوها

فكثيرا ما يقرأ المتابعون ومن يقرأ رؤى ومقالات وأخبار وغيرها …ويهمهم معرفة الردود والتعليقات والتعقيبات بشأنها غير أنهم يجدون في نسبة غير قليلة منها أنهم أمام تركة ثقيلة من الغموض والابتعاد عن حقيقة المادة ومضمونها وربما حتى الفكرة التي بنيت عليها ذلك لأنها ليست سوى عبارات وجمل مجردة بعيدة عن الموضوعية ، تفتقر إلى الأسانيد والحجج ،وتلك أشبه بالمقاتل الذي يدخل ساحة المعركة ولم يتسلح بما يمكِّنه تصويب دفاعاته تجاه الآخر بالشكل المطلوب

وهناك العكس تماماً عندما تكون الأسانيد حاضرة وحقيقية لا يمكن اغفالها أو القفز من فوقها فإنها قادرة لأن تكون قد اكتسبت القوة والامكانية لدحض ما يراد دحضه أو تعزيز ما يراد تعزيزه..

إن الرأي بالرغم من أنه يعبر عن وجهة نظر معينة فإنه لابد أن يخضع لجملة من الموجبات ألموضوعية والواقعية ليصبح منطقياً مقبولاً قادراً على الإيفاء ولو بجزء من مضمونهأما إذا أريد منه قراءة مستقبلية استندت إلى الغور في أعماق أحداث حدثت أو مازالت، وتفحصها بعمق ودقة وغار ما بين مجرياتها وخارطتها وخطوطها العامة والخاصة فذلك شئ آخر