واع / ( سبع عيون .. وشحم ولحم ..) وعلاقتها بالحسد ومااكثرها في اســواقنا اليــوم ؟


واع / السليمانية/ ايمان الجنابي
موضوع استوقفني كثيرا وانا اجوب الاسواق التجارية وارى انتشار التحف والانتيكات الحديثة ذات العلاقة بمفاهيم ايام زمان في العراق ومنها ( سبع عيون .. وشحم ولحم تلك الخرز السوداء والبيضاء ) وغيرها من انتيكات ايام زمان التي اصبحت اليوم تحفيات توضع على جدران الغرف والصالات المنزلية، واتذكر معها ايام ماكانت والدتي وجدتي ايضا تعتقد بها كثيرا شانها شان الاخريات ، ونعرف جيدا ان الرؤى والأحلام تعتبرمن الظواهر الروحية التي تثير دائمًا فضول الإنسان، إذ يسعى دومًا لفهم معانيها وتأويلها. ومن بين علماء تفسير الأحلام والمعتقدات الذين أسهموا في تبسيط هذا الأمر، وهذا له علاقة وطيدة في ظروفنا المعيشية وتقارب الدور السكنية مع بعضها البعض حتى ان الكثير منا كان يسمع صوت جيرانه داخل الدار وذلك بحكم التقارب كما اشرنا , الذي يؤدي بدوره الى معرفة الكثير من الامور بدون اللجؤء والاستفسار من الجار نفسه ومن ذلك يكون الحسد دائما نتيجة المقارنة الاجتماعية مابين تلك العوائل ..
واع ـ ان الذي جلب انتباهي كما هي الحال لاسواق بغداد ان الاحظ الكثير من المحلات التي بدات بعرض قلائد وسيراميك واشكال متنوعه من ( ام سبع عيون) لاغراض تجارية من المعقول ان يكون هناك الكثير من الناس يؤمنون بهذا الاشياءالان وانا شخصيا اؤمن بالحسد ولكن من دون استخدام ( ام سبع عيون ) او ( تعليق الاحذية او النعل فوق باب الدار ) وقد اكتفي بوضع اية قرانية عن الحسد او المعوذات .
كاك سوران صاحب محل تحفيات وانتيكات حديثة قال لـ واع : ام سبع عيون في محلي تكاد تكون هي السلعة الاولى في المبيعات , والسبب يعود بذلك الى المعتقدات عند الكثير من الناس وقد استفسرت مرة من احد المواطنات عن سبب شرائها ام سبع عيون قالت : بسبب والدتي التي اشترطت على شراء سيارة حديثة واشترطت ان اضع ( ام سبع عيون في مقدمتها ) فرضخت للامر الواقع , وهناك مواطن يضع ام سبع عيون من معتقده الحقيقة بهذ المسالة والاخر يضعها من باب التقليد لان الاخرين يضعونها داخل السيارات او خارجها ( امام شبكة التهوية الامامية ) وهكذا اصبحت مثل المودة او صرعات الملابس او صرعات الشعر وغير ذلك .. وليس هذا الامر فقط فان الاكسسوارات والميداليات وقطع من الايات القرانية والقلادات التي يعلقها الكثيرين وخاصة الشباب على صدورهم ،وعلى واجهات المحلات والبعض الاخر راح يبحث عن الـ ( تي شيرت ) الذي يحتوي على العبارات والرسوم حسب المعتقد ! وبالنسبة لي فالامر لايتعدى سوى التجارة فقط ..
وسالنا احد الشيوخ رفض اعطاء اسمه عن ذلك قال لـ واع : ان للناس معتقدات وقناعات تختلف من واحد لاخر ! وهو امر طبيعي جدا وخاصة بين صفوف الشباب الذين لايقيمون اعتبار لاهمية الشي وبالنسبة لهم الموضوع لايتعدى سوى المودة , ولكن الدين الاسلامي قد اقر بالحسد بين الناس لان الناس هكذا تنظر للامور , وقد بينه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : ( ان الحسد ياكل الحسنات , كما تاكل النار الحطب) وقد فسره بالقول : هو تمني زوال النعمة من الغير .. كما واشار الى لعلاجه من خلال قراءة سورة المعوذتين ( الفلق والناس ) من القران الكريم , وهناك تجارب خاضها الناس في كل مكان ولدت لديهم قناعات ايضا بعيدة حتى عن الدين وهي قناعات شخصية حكمتها ظروفهم الشخصية ونفسية، وبات من المؤكد ان تكون تلك القناعات مختلفة مابين( المثقف والجاهل) ؟ ولكل نظرته بالحياة , لذلك نجد ان الكثيرين من الناس راحوا يعلقون ( ام سبع عيون امام واجهات مساكنهم او محلاتهم ! وحتى ان الكثيرين منهم يعلقون ( احذية او نعل او قرون الثور او قرون الغزال ) وهناك الكثيرين ممن يخشون حتى التحدث عن ابسط امورهم لاقرب الناس اليهم , كما ونجد الكثير من النسوة يعلقن ( ام سبع عيون على صدور اطفالهم الرضع وخرز ( الشحم ولحم ) التي توضع على معصم الاطفال وقسم اخر يعلقها على راس الاطفال ظنا منهم ان تلك الوسيلة تبعد العيون والحسد !!
الحاجة امينة امرة بسيطة تحب نشرالبخور وتقرا القران يوميا داخل الدار لتبعد الحسد فتقول لـ واع : لقد تعلمت من والدتي المنذ الصغركثير من الاشياء ومنها قراءة القران الكريم في المساء واقوم بعد القراءة بنفخ الهواء من فمي وبعد كل اية قرانية لكي تبتعد روح الشر من الدار وتخرج الارواح الشريرة كما تعتقد ! وانتم قد تعيبون ذلك او تعتبرونه تخلفا ولكن الحقيقة اننا جربنا ذلك طيلة السنين ولااتمكن من ترك هذه العادة ابدا وحتى ان ابنائي لايتدخلون بما افعل وقد علقت كذلك ام سبع عيون وانا اقرا يوميا ( اية الكرسي من القران الكريم ) مساء وقبل النوم ليطهر الدار من الانفاس الشريرة ..وخاصة ايام الخميس اقوم ( بحرق الحرمل ) اما عتبة الدار بعد ان اجمع تلك الكمية من الحرمل في صحن صغير واحرقه واتجول بين اروقة الدار وغرفه وممراته لان ذلك يجنبنا الحســد لان الحسد ياكل الحسنات , واخاف على اولادي من الحساد وهم كثيرين وخاصة الحسد من الاهل واقرب الناس !!
امراة اخرى كبيرة في السن التقيتها قالت لـ واع : انت تعرفين كيف كان العراقيين ايام زمان وخاصة البغداديين يفعلون ذلك ،عندما يبني احدنا دارا سكنية جديدة فانه يقوم ( صاحب الدار) قبل الانتقال للسكن فيها بذبح ( ماعز ) ويخرج احشائه والراس ايضا ويقوم بدفنها امام عتبة الدار مع مجموعة من بسامير ودنابيس وقطع من الحجار؟! وذلك لتجنب الحسد والحساد لانهم كثيرين ! واعتقد ومع تغير الزمان والتطورات التي حصلت على حياتنا تغيرت الكثير من العادات والتقاليد المتخلفة ولكن ومع هذا وذاك لايزال الكثير من الناس متمسكين بتلك العادات وحتى ان البعض منهم قد وصل مراحل كبيرة من تلقي العلم والمعرفة الا امن ذلك لم يغير قناعته بتلك المعتقدات , والحسد موجود في كل وزمان ومكان !!
ـ وماذا يقول علم النفس عن هذه الاراء والقناعات المختلفة حيث تقول الدكتورة اطياف الحديثي استاذة علم النفس بجامعة صلاح الدين لـ واع : بصراحة ان المعتقد عند الناس راسخ لايغيره ملاحظة او توجيه ؟ لان العادات القديمة اصبحت ارثا متوارثا من اجدادنا وابائنا وخاصة فيما يتعلق الامر بالحسد واستخدام ( السبع عيون ) وغيرها من التعاويذ او الخرز او الحجر .. وان التاريخ يؤكد ان اول من استخدم سبع عيون هم ( البابليين ) القدماء لانهم عن قناعة تامة انها تبعد عنهم الشر والاذى من خلال قناعتهم بان النفس الشريرة او الشعاع الذي تطلقه السبع عيون , وكانوا ايضا يستخدمونه في اروقة قصورهم وممراته والسراديب والساحات المحيطة وغيرها من الاماكن , واما اللون الازرق ( الذي تتميز به هذه التعويذه ) فتؤكد الدراسات العلمية والتي جائت بعد مخاض علمي كبير ان هذا اللون له قابلية وفاعلية قوية على (امتصاص الاشعاع) المنبعث من العين البشرية وتشتتها كي تكون في المحصلة بلا فاعلية وتاثير، لهذا نرى ان هذا اللون اصبح شائعا في انتاج هذه ( السبع عيون ) والتي اصبحت في يومنا هذا من التحفيات التي لايخلوا منها دار او حتى السيارات واصبحت من المقتنيات الشخصية الذائعة ..
الدكتورسرتيب اغا يؤكد لـ واع : الناس على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية لهم معتقداتهم وهي موجودة في كل مكان من العالم , وحتى في ارقى المجتمعات العالمية التي نعرفها , فاستخدام ( سبع عيون او قرون الثوراو الغزال) وغيرها!! كلها تريد ان تذهب الحسد بعيدا عنها وعن محبيها من الاهل والابناء , وان التفسير العلمي لظاهرة الحسد هي ان تخرج الطاقة من الجسم البشري حيث ان هناك نوعا من الطاقة الكهربائية تخرج من الجسم البشري وتخرج من القلب و المخ او العضلات والاعصاب ، وان هناك نوعا شريرا من الطاقة يخرج من العينيين لان العينيين هي الجزء الوحيد الذي يرى منه جزءا من مخ الانسان واعني قرص العين للعصب البصري , وان هؤلاء الناس تنشط عندهم مساحة من الصمت في المخ البشري والموجودة لدى كل الناس , وهي طاقة الحاسدة وقد تدمر او تحرق اصحابها من الوعي الذي ينمي الحقد والكراهية ويدمر النفس البشرية وهي تعتبر من الظواهر النادرة ؟!
المواطن كاك سركوت يحدثنا عن قناعته بالموضوع فيقول لـ واع : انا ليس لي علاقة بما يرتدي الناس اومايرتدونه او يعتقدونه ! لقد اشتريت سيارة حديثة وقد اقسمت والدتي بان لااسير بها في الشارع لحين ان تشتري لي ( سبع عيون) افيقول : انا بصراحة وجدت الكثير من اصحاب السيارات وقد وضعوا هذه التعويذة في سياراتهم ولانها عن قناعة تبعد الحسد والحاسدين ولان سيارتي حديثة وقد تصاب بالحسد والعين الشريرة ، فاقتنعت براي والدتي ومجاملة لمشاعرها وهي كثيرة في زماننا هذا والعياذ بالله .. وانا اتذكر ايام كانت والدتي تضع هذه السبع عيون على راسي منذ كنت طفلا صغيرا وايمانها بان تطرد العيون الحاقدة ؟!
اما الحاج قادررجل ستيني بسيط هو الاخر وضع الكثير من الاكسسوارارت وتوجها بسبع عيون في سيارته التكسي فيقول لـ واع : والله بصراحة نحن في زمن االموبايل والستلايت والبلوتوث .. وكما تلاحظون فانا اضع الكثير من ( الملاعيب ) في السيارة وليس لي علاقة بالحسد او الحقد( والستار الله ) لان الحسد والحقد لاتحجبه بتقديري وقناعتي هذه السبع عيون لانها قطع من الزجاج والبلاستيك ولاتختلف عندي عن بقية الاشياء التي اعلقها من باب الجمالية ليس الا؟!
اما السيدة بروين فتقول لـ واع : ان السبع عيون والخرز بقناعتي التامة والله تبعد العين الحسودة والحاقدة واحنا زماننا ( موخوش وموزين )! والناس ماترتاح اتشوف غيرها احسن منها , وهي ياناس رزق من الباري عزوجل ، فاذا رزقنا بولد او بنت جميله او رزقنا بالحصول على دار او راتب زين كلها رزق من الله ولازم نحافظ عليها واحسن شي يمة هو السبع عيون واني اعلكها بكل مكان وخالة وحدة بباب الدار والستار الله .؟!
واع : اذن ويبدوا اننا امام قناعة موروثة وراسخه في ذهنيات الناس وخاصة المراة العراقية في اية محافظة كانت باعتبار ان الحسد موجود في كل مكان وفي كل زمان .. وهي تختلف من مجتمع الى اخر وان الحسد معروف حصوله لان نتيجة مقارنة الشخص نفسه مع اشخاص اخرين وهي تتضمن موقفا ىسلبيا تجاه الاخرين وان الحاسد تنقصه القدرة على تقييم نفسه او تقدير ذاته بعقلانية فيكون متمركزا حول ذاته , بل يذهب الى ابعد من ذلك ليظن ان الاخر ليس افضبل منه سواء بشخصيته او مايمتلكه من كل النواحي فيكون الحسد .. والله يجنبنا الحسد واياكم وعين الحسود بيها عود!!.