واع/ ايتـام العـــراق ..السـماء ترعـاهـم قبـل الارض وعلينــا ان لاننســاهم ؟!/ حوار خاص


وكالة ابناء الاعلام العراقي (واع ) / خالد النجار / بغـــداد
قال تعالى في محكم كتابه الكريم: فأما اليتيم فلا تقهر أي لا تسلط عليه بالظلم ،وادفع إليه حقه كما دلت الاية المباركة على اللطف باليتيم وبره والإحسان إليه وان نمسح رأس اليتيم ونطعمه ، ونعرف ايضا إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، هذه مقدمة بسيطة لملحمة كبيرة حين نرعى اليتيم او ننساه ولانشعر به او نتحسس معاناته! نعم..لان الايتام قد ورثوا معاناة وماسي ولم يرثوا اسما ولقبا ولا حسبا ونسبا، وانما ورثوا وصمة اجتماعية تلاحقهم مدى الحياة، وألقت بهم الأقدار ليلا على باب مسجد أو مستشفى أو صندوق قمامة او في علبة ليصارعوا الظلام والبرد والمجهول الذي ينتظرهم اقسى بكثير عندما يكبر هؤلاء الايتام ولايجدوا( ابا او اما ) ينادوهم باسمائهم ،سوى ان يتلقفهم فاعلوا الخير في كل مكان وزمان ، وان حظوظ بعضهم لاتتجاوز ان تنهش أجسادهم الكلاب الضالة او ترمى جثث الاطفال منهم في الشواطى والانهار، وكم حالة من هذه شاهدناها بام اعيينا كصحفيين وهؤلاء هم الأطفال مجهولوا النسب والحسب !والذي تصفهمن المجتمعات ومنهم مجتمعنا بالمشردين او اللقطاء! ولكن الحمد لله حين تم استبدال كلمة (التشرد) او الاهمال الى صفة دور رعاية الايتام في العراق، ومن تلك الدور المهمة في رعاية الايتام هي ( دار زهور الاعظمية للايتام ) والتي يشرف عليه ديوان محافظة بغداد ويقدم لها الدعم اللازم في الاهتمام بشريحة الايتام ورعايتهم ومعاملتهم ضمن برنامج الدار الانساني كابناء لها ، ( وكالة انباء الاعلام العراقي / واع ) التقت بهذه الام ورات ماتفعله السيدة ايمان ناصرحسون مديرة الدار والتي لاحظنا ان معظم اليتيمات ينادوها ( بـ ماما ايمان) لان اليتيمات يشعرن بها كام ومربية فاضلة تعاملهم كابنائها وبناتها بشكل ملفت للنظر..


ـ مراسل ( واع ) التقى الست ايمان لتحدثنا عن هذه الدار وطبيعة التعامل مع شريحة اليتيمات ورعايتهم حيث تقول : بداية نشكر جميع وسائل الاعلام ومنها (وكالة انباء الاعلام العراقي ) التي تسلط الضوء على مختلف الفعاليات الانسانية العامة في المجتمع العراقي ولابد ان اشير الى ان دار زهور الاعظمية للايتام هي واحدة من تلك الدور التي تهتم بشكل كبير بشريحة الايتام من البنات من ولادتهن الى ان يصلن الى السن القانونية وحتى زواجها او تركها الدار بارادتها وظروفها والتي تصل لحين تخرج البنات من الكليات والجامعات العراقية ، ومهمة الدار لاتتعمق سوى بالاهتمام باليتيم بغض النظرعن ظروفهم السابقة ، وجعلهم يعيشون حياتهم الطبيعية التي يعيشها اقرانهم من الاولاد والبنات عند عوائلهم ، وعلينا كمجتمع يقع ايضا انتشالهم من الفقر والمعاناة الى حياة تليق بكونهم بشر وضرورة استرجاع وتعزيزها في دواخلهم كانت واسترجاع حياتهم الكريمة التي كانت لديهم قبل ان تأخذ الدنيا ابائهم وتتركهم بين الحزن والألم ، وفعلا اصبحت الدور الحكومية ملاذهم الامن لتوفير لقمة العيش الكريم والتربية والدراسة والتخرج وحتى الزواج والاندماج بالمجتمع ليصبح هؤلاء عناصر نافعه في مجتمعها ، وان عائدية الدار لديوان محافظة بغداد قد وفرت لهم كل سبل المعيشة والراحة والامان الذي لم يجدوه سابقا..


ــ وتضيف الست ايمان لـ (واع ) : احاول بداية الى اعطاء صورة واضحة عن كيفية ادارة عمل الدارمن وجود وسائل الراحة العامة والرحة النفسيه لكل بنت من هؤلاء البنات التي نعاملهن كبنات لنا ولانفكر للحظة عن نسبهن او اهاليهن، فهؤلاء بنات عراقيات وواجب انساني علينا ان نقدم لهن كل وسائل الراحة من الاكل والمشرب والملابس والخدمات المختلفة والعلاجات الطبية الخ.. كما اود القول بان الدار تشتمل على وجود وسائل الراحة المختلفة والتسلية واجهزة التلفاز الحديث ، ووجود قاعات تدريس وتدريب لمختلف المواد التربوية ، اضافه الى قاعات التدريب الرياضي والبدني والصحي ،وتخصيص ساعات للتدريب، وهناك المواهب التي تكتشف من قبل الدار من تلك اليتيمات اللائي يمتلكن مواهب فنية او ثقافية او ادبية او شعرية والرسم والالقاء والخطابة ,وغيرها من المواهب التي ترعاها الدار وتهتم بها بشكل كبير وتنميها وتدفعها للتطور والابداع ،والايتام اليوم اصبحوا في عهدتنا انسانيا ومجتمعيا وهم قبل كل شئ ابناء وبنات بلدنا وعراقنا وعلينا واجب يحتم ان نكون كامهات واباء لهم حتى يكبروا ويتحملوا مسوؤلية انفسهم ليكونوا قادرين على تحمل المسوؤلية كاملة.


ـ وتضيف :هكذا هو ديدن الحياة منذ تاسيسها حتى يومنا هذا،وان اهمية دور رعاية الايتام وخاصة دور البنات من اعمار13 سنة فما فوق والتي تقع مسوؤليتها على دار زهور ايتام الاعظمية للبنات ، وتلاحظون قدم هذه الدارهذه الدار كبناية قديمة جدا! والتي تاسست في عهد الملكة عالية وهي التي شيدت هذه الدار في الاعظمية وكان في البداية دارا للطفولة اي من مرحلة الحضانة الى اكبرالمراحل العمرية (البنين والبنات )،وبعد فترات زمنية انيط عمل الدار بوزارة العمل والشوؤن الاجتماعية ، ومن ثم قسمت الدار الى عدة اقسام تهتم بالمراحل العمرية من المواليد الجدد الى الصغار والكبار ومن الجنسين( البنات والبنين ) وبعد تلك التطورات والمتغيرات تم تخصيص هذه الدار الحالية فقط للبنات من عمر 13 سنة الى مافوق ذلك ، ونقل الاولاد الى بناية اخرى تضم اعدادهم وحسب مايصل الى كل دارسنويا ، كما انيطت مسوؤلية دور الايتام بديوان محافظة بغداد .


ـ وتؤكد ست ايمان او ماما ايمان لـ ( واع ) : من المهم جدا ان نؤكد على ان معاناة الفرقة والحالات النفسية هم البنات اللائي يعانين من التفكك والعنف الاسري وطلاق الوالدين والمشاكل الاقتصادية والمالية والفقر الذي تعاني منه عوائلهن والمشاكل الزوجدية والطلاق وغيرها من المشاكل الاجتماعية … ألخ هو المؤثر الكبير على نفسيات تلك اليتيمات وصعوبة حياتهم في البداية ، وقد وفرت الدار الكوادر النسوية المتخصصة من موظفات الدارحيث يوفرن نوعا من التماسك والالفة الاسرية بينهم جميعا بحيث لاتشعر الفتيات بوجود فارق كبير هنا او في البيت ، والدوام في الدار مستمر بالرغم من ظهور( كارثة كورونا) ومشاكل حظر التجوال وتقليص الدوام الا انني قسمت جدول العمل لكي لاتشعر البنات بوجود فراغ بسبب ذلك والموظفات عندي ملتزمات بالدوام والتواجد وكذلك توزيع الخفارات بينهم بدون مشاكل تذكر بالرغم من وجود موظفات بيوتهم بعيدة جدا عن الاعظمية.. ولان العمل هنا في الدار يقتصر على العنصر النسوي فقط ولايمكن تواجد الرجال داخل الدار كعمل واشراف وغيره، كما ان الدار توفر جميع الخدمات الظرورية الاخرى من الكهرباء والادامة والصيانة لكل اجهزة الدار والخدمات الاخرى من الاهتمام بالحديقة والساحات والقاعات التابعه للداروحتى مداخل الدار الخارجية وشوارعها وحدائقها وزراعتها وزهورها .
ـ وعن كيفية تعايش اليتيمات في الدار ومايمكن توفيره من ماكل ومشرب وملابس وتجهيزات مختلفة تؤكد ماما ايمان لـ ( واع ) : الدار توفر كل شئ مايخطر في بالكم، نعم انا اديرالدارمنذ سنوات عدة وكان قسم الوزيرية للبنين يهتم بالايتام من البنين ولاتوجد مشاكل تذكر،وهنا اليوم ادير العمل لادارة هذه الدار المخصصة للبنات واعمارهن المختلفة، واعتبر ذلك امرا طبيعيا، كما نربي اولادنا وبناتنا في بيوتنا ،والايتام لهم رعاية خاصة بسبب فقدانهم الوالدين معا لاي سبب كان سواء الطلاق او الموت واسباب اخرى، قد لاتتمكن تلك العوائل من الاستمرار بتربية واعالة اولادهم بسبب الفقر والعوز، ولايمكن تعويض تربية الاهل انسانيا ولكن هكذا هي الحياة ومشاكلها وتبعاتها، ونحن نستخدم وسائلنا التربوية كما نعامل ابنائنا وبناتنا في بيوتنا لانهم مسوؤلية انسانية قبل كل شى ،واذكر ظروف بعض اليتيمات حين تمر مناسبة عيد الام مثلا يجهشون بالبكاء لانهم محرومين من الام بالدرجة الاولى ومن الاب ومن الاسرة بالكامل!! ،واقوم باحتضانهم كانهم بناتي قلبا وروحا وعاطفة وهم يجدون في شخصي امهم الوحيدة وهذا حاصل فعلا لان تواجدنا اكثر اهمية من زيارات بعضا من الاهل سواء الام والاب اوالاقارب! ولايفوتني ان اذكر زميلاتي اللائي يعملن في الدار واهتمامهن الكبير بالبنات وتصرفهم كامهات وليس كمسوؤلين اداريين فقط .


ـ وعن شروط القبول لدور الايتام وميزاتها تؤكد ماما ايمان لـ ( واع ) :ان العمر المناسب لدخول الدار ومستوى العمرهو سن الثامنة عشر لانه السن القانوني ، واود ان اشير الى ان التعليمات السابقة وفق المادة (15 الفقرة 5 ) كانت تنص على ان اليتيم او اليتيمة تخرج نهائيا من الدار بعد بلوغها سن الـ( 15 عاما)وقد تم تعديل الفقرة الخاصة ، وانه يبقى اليتيم او اليتيمة في الدار حتى اكمال دراسته او حتى الزواج او الامور الاخرى المتصلة بكل يتيم ، وحتى لو تم تعيين البنات فان يحق لهن البقاء في الدارحسب رغبتهن ولدي بنات اعمارهن فوق سن القانوني وهناك ا20 سنه فما فوق ايضا ، وهذه الفقرة ايضا ساهمت بشكل كبير ومفيد من القضاء على ظاهرة التشرد ،ومع الاسف الشديد هناك بنات لدية لديهم اخوة واخوات واهل لايقومون بزيارتهم او السؤال عنهم لاي سبب كان وكما اشرنا الظروف تختلف من انسان لاخر، وحتى ان مصاريفهم على الدار وليس على اهاليهم، واود الاشارة الى ان كل يتيمة تتسلم مكافاة شهرية او راتب كما نسميه مقداره ( 50 الف دينار عراقي ) يتم توفير 20( الف دينار) لحساب كل يتيمة في صندوق التوفير وتسليم مبلغ (30 الفد دينار) لكل يتيمة كمصرف يومي تتصرف به كما يحلوا لها او حاجتها الشخصية .
ـ وعن برنامج السفرات والنزهات داخل بغداد اكدت ماما ايمان لـ ( واع) : بلا شك ان توفير وسائل الراحة والمتعه والتسلية لاتختلف عن بقية الخدمات الاخرى التي تمنحها لهم الدار كما هي الحال بالنسبة للبنات الاخريات غير اليتيمات الدار توفر جميع وسائل الراحة من كل جوانبها وكان اليتميات يعيشون في بيوتهم مثل السفرات الداخلية الى المرافق السياحية والحدائق العامة ومدن الالعاب التي ننظمها ونشرف عليها ونتفق على الاماكن التي يقومون بزيارتها المجمعات الترفيهية والحدائق العامة ومدن الالعاب وغيرها من المراكز المنتشرة في العاصة بغداد وهي كثيرة ومتنوعه ويتم تخصيص السيارات التي تقلهم من والى الدار وباشراف العاملات والمشرفات جميعا مع توفيركل مستلزمات الراحة والتسلية المختلفة ،كما تتصرف بحرية كل يتيمة في شراء ماتحتاجه من السوق كاشياء محببة لهن شانها شان كل بنت عند عائلتها، لكي يشعروا ببهجة الحياة كانما يعيشون بين اسرهم الحقيقية .
ـ الباحثة الاجتماعية الست رغد عبد العزيز اكدت لـ ( واع ) : الباحث الاجتماعي كما تعرفون موجود دائما في كل الخطوات التي تهتم بالجوانب النفسية للبشر اينما كانوا وحتى في المحاكم او في المنتديات النفسية ، لانه لها الدور الثاني اللاحق في تعمنيق فكرة الاستقارا النفسي لليتيم وهو في ظل ظروف لم يتوجب ان يكون عليها ولكنها حكمت بان يكون او يعيش في دار للايتام او الدور الاخرى التي تتبنى هؤلاء الذين حرمتهم الحياة من الحنان الاسري ، وتاتي اهمية هذه الدار في توفير مختلف وسائل الراحة ومنها الجانب النفسي الذي يتعلق بكل واحدة من اليتمات في الدار ومراعاة ظروف كل بنت عن اخرى وكيفية معالجة حالات التي تعاني منها كل فتاة وكل حالة تختلف من واحدة الى اخرى ،اضافة الى ان الدار وفرت مركزا داخليا لطبابة لمختلف الحالات الطارئة والحرجة وكذلك تم تخصيص قسم لطب الاسنان وتشرف عليه دكتورة مختصة وتم توفير كل المستلزمات الضرورية والطبية والعلاجية المختلفة ، وفي الحالات الحرجة يتم تحويل اليتيمة الى المستشفى المختص مع وجود مرافقه معها واعادتها للدار بعد علاجها وتوفير الادوية المختلفة لهم بحيث يشعرون باهمية الدار لهم بكوادرها ومنتسبيها ، اذن وبكل بساطة فان برنامجنا التربوي والاجتماعي ، يهدف إلى تعويض الأيتام الذين لم تسنح الفرصة لاحتضانهم من عوائلهم الاصلية بأن تكون الداروالعاملين فيها هم اسرهم واهلهم ..