واع / عازف العود العراقي المبدع علي حسن :الة العود العراقية يبقى عبقها واثرها يعزف على اوتار الزمان ؟!

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالــد النجــار / بغـــداد

( الة العود) الأثرية وروعتها التي يعود تاريخها إلى حضارات سومر وبابل وآشور لانها الموطن الأصلي ،وأن أشهر من أبدع في صناعتها والعزف عليها هم العراقيون أما اليوم وبعد ماحصل للعراق من ماسي بعد العدوان الاميركي عام 2003فلايزال بعض حرفيي المهنة يمارسون عملهم ومن امده الله بالحياة ليستمر في انتاجها واذكر منهم زوج خالتي الراحل (محمد فاضل عواد ) وكانت لديه ورشة لانتاج وعمل العود ويعمل في منطقة جديد حسن باشا التي تمتد بين شارع الرشيد والضفة الشرقية لنهر دجلة، في جانب الرصافة، تلك المحلة القديمة التي اشتهرت بصناعة آلة العود منذ ثلاثينات القرن الماضي، حظيت في أزمان مضت بزيارة المع نجوم الفن العربي واذكر منهم سيدة الغناء العربي ام كلثوم والملحن الكبير بليغ حمدي والراحل وديع الصافي وفريد الاطرش وعدد كبير منهم اضافة الى الملحنين العراقيين والمطربين .

( كالة انباء الاعلام العراقي ـ واع )..التقت الفنان وعازف العود العراقي المبدع علي حسن وهو شقيق الفنان صلاح حسن في نادي العلوية واجرت معه هذا اللقاء حيث قال :بداية اشكر وكالتكم الرائعه لاستضافتنا في هذا الحوار، فانا من عائلة فنية فاحببت الموسيقى وعشتها من الصغر وكانت بدايتي من التعود على العزف على العود لان اخي الكبير كان عازفا متمرسا،وانا كنت صغيرا واستغل الفرصة واحاول العزف عندما يكون خارج البيت ، وهكذا بدات الموهبة تكبر يوما بعد اخر،وعلاقتي اصبحت لصيقة بالعود حتى يومنا هذا وشعرت بان مستقبلي ان اكون عازفا، وبعد ان عرف اخي بموهبتي بدا يشجعني بعد ان استمع الى عزفي وبدا يدعوني للاستمرار بالعزف ، وعندما اكملت الدراسة المتوسطة انظممت الى معهد الدراسات الموسيقية ( النغمية انذاك )وقد تتلمذت على ايدي الفنان علي امام والاستاذ روحي الخماش بالموشحات وسالم عبد الكريم وشعوبي ابراهيم وحسين الاعظمي بالمقام العراقي .

ـ ويضيف : وفي عام 1986  اسس الفنان الراحل منير بشير فرقة موسيقية اسماها ( فرقة البيارق) واشرف على تدريبها نصير شمه ، فتم اختيار بعض الطلبة المتميزين انذاك وكنت انا واحدا منهم اعزف على العود ، وهكذا استمر التدريب والمشاركة في العديد من الفعاليات الموسيقية والمهرجانات ، واذكر منها المعهد العالي في فرنسا وفي جرش،وتركيا والاتحاد السوفياتي انذاك ، وبعدها اكملت الدراسة في المعهد ، وعملت على اختيار اسلوب خاص بي في العزف والانفراد به ، وتخرجت عام 1991 من المعهد ودخلت اكاديمية الفنون الجميلة  واول حفل خاص بي هو العزف الانفرادي في الكلية قسم الفنون الموسيقية ،وتخرجت بعد ذلك وسافرت الى عمان ومن ثم الى الامارات واستقريت بها 13 عاما ، وكانت هذه المحطة مهمة جدا في حياتي الفنية لانها كانت مفتوحة على العالم ومن خلالها توجهت الى اوربا وقدمت عروض فنية موسيقية في العزف بشكل متميز حاز على اعجاب الجمهور في سويسرا والمانيا وبلجيكا وكان مقري الثابت في الامارات ، واسست مركزموسيقي هناك تحت مسمى ( مركز الراشد للموسيقى ) وعينت مديرا عليه ..       

 (  واع  ) : هل تعتمد على العزف فقط ام لديك موهبة التاليف الموسيقي ايضا؟!  يقول حسن : بلا شك أنا عازف عود اساسي بالدرجة الاولى وياتي التاليف والتلحين بالدرجة الثانية !ولايفوتني ان اذكر باني قدمت 4 الحان موسيقية لاخي المطرب صلاح حسن .. والتي لاقت استحسان جمهورنا الذواق واذكر منها اغنية ( سحر العيون ) كما لحنت للمطرب رضا العبد الله وماجد المهندس،

اضافة الى تلحيني اغنية ( ليل ياعين ) للفنانة دانيا الخطيب ولاقت نجاحاً طيباً في حينها، ولكني أفكر في التأليف الموسيقي المجرد ، واحاول ان انتج مقطوعات موسيقية لها اصداء روحية تنبعث من الماضي بصيغة جديده ومتناغمة مع الواقع ! لان روحية العود تنتقل من زمن الى اخر  وهو باقٍ على مرالازمان وتبقى الموسيقى غذاء الروح !

ـ وعن اهم الاعمال الموسيقية التي قدمها حسن اكـد لـ ( واع ) :لقد كانت بداياتي مهمة جدا لاني عزفت لاهم الشخصيات الموسيقية العراقية المعروفة انذاك والمؤلفات العراقية كانت مشهورة وعليها اقبال كبير، ومنهم الراحل ( روحي الخماش وجميل بشير وعلي امام وبشير جميل وغانم حداد وكل عمالقة الفن ) كنت اعزف لهم !وكنت ايضا شغوفا بالموسيقى الاسبانية وعزفت على الكيتار الاسباني وعزفت ايضا الروك في اميركا وفي روسيا قدمت مقطوعات موسيقية .

ـ وماذا قدمت في بغداد قال لـ ( واع ) :بغداد هي قبلة الفن والفنون بلا منازع ، وقدمت بعض الحفلات الخاصة بالعزف المنفرد واليوم ستستمعون الى عزفي على اله العود ونغماتها التي لاتزال اصدائها سابقا ولاحقا تدور في العقول والاذواق ،كما قدمت شرحا تفصيليا لالة العود العراقية قديما وحديثا ومستقبلا ،وعرفنا عن مهمتها في ( التخت الشرقي )وانجازات عازفي العود الرواد والجدد ايضا، اضافة الى شرح لصناعتها وصناعها في العراق واذكر منهم العواد الراحل ( محمد فاضل عواد ) الذي صنع لي هذه الالة امامكم عام 1986 واعزف بها حتى هذا اليوم ! وساقدم لكم اليوم عددا من المعزوفات الشرقية ومن التراث والغناء العراقي وتوليفات جميلة ايضا مابين الشرقي والغربي على نفس الة العود الشرقية هذه .

ـ واضاف حسن : يجب ان لاننسى بان صناعة اله العود تستمر لان هناك من تسلموا او ورثوا صناعتها عن ابائهم او اللذين عملوا معهم في هذه الصناعه التراثية ، ولكن تعرفون فان الوضع الفني في البلد قد تغير؟! والاوضاع السياسية والامنية اثرت كثيرا فيها وعلى صناعتها ، يضاف اليها المستورد من تلك الالات التي لاتضاهي الصناعة العراقية للعود وكذلك الصناعه السورية والمصرية ،كما اود ان اشير الى ان الموسيقى الغربية اثرت ايضا على الموسيقى الشرقية ودخول تقنيات تكنولوجيا الاصوات الرقمية والتغيير الكبير الذي حصل في الموسيقى حتى اثر على الموسيقى الغربية نفسها ولم تبقى كما كانت ايام الثمانينات او الخمسينات او السبعينات ! وهو امر طبيعي وتمكنوا ايضا من استنساخ اصوات اية اله شرقية وطبعها ويمكن استخدامها من قبل أي شخص حتى ولو لم يكن عازفا !؟

ـ مؤكــــدا  :اليوم ياتي دورنا من اجل المحافظة على الاتنا الموسيقية الشرقية وادامتها منوطة بنا هذا الجيل وكذلك صناعتها وترويجها كما كانت سابقا ، ومن خلال العروض الفنية للعود في كل المناسبات الفنية والثقافية والموسيقية وغيرها من الفعاليات التي ندعوا اليها ونقدم العزف والتنويع فيها وفي كل مجالاتها ، وانا اليوم اعمل مدرسا في معهد الفنون الموسيقية وزملائي ايضا يحتفظون بالاتهم وخاصة العود لديمومة هذه الالة، وندرب الطلبة سنويا ونزجهم في دورات تدريبية اضافة الى الدراسة في المعهد ويقدمون ايضا اعمالهم في الحفلات المختلفة سواء في المعهد او في المهرجانات، كما شارك طلبة المعهد بتقديم العديد من المؤلفات والمعزوفات الموسيقية امام الجمهور مباشرة واذكر منهم اكثر من 50 عازفا وعازفة  على المسرح من الخريجين ومن الطلبة ايضا وعروضهم نالت استحسان الجمهور، وقدموا معزوفات عراقية ومقامات عراقية وريفية ومقطوعات لمؤلفين عراقيين .