واع / أيَّ مربدٍ …نريد..!!!!/ عبد السادة البصري / اراء حرة

قديماً قالوا :ــ ( العراق عين الدنيا ،والبصرة عين العراق، والمربد عين البصرة ) ، لم يأتِ هذا اعتباطاً لولا المكانة الاقتصادية والثقافية والإعلامية لهذه الأماكن بين الأمصار آنذاك ، كان المربد سوقا تؤمّه الناس من كل مكان للبيع والشراء ، وحلّ النزاعات ، إضافة الى تباري الشعراء والخطباء شعراً ونثراً ، لهذا ذاع صيته وصار علامة فارقةً للبصرة وأهلها ، فمنذ إعادته عام 1971 وانطلاق فعالياته في مكانه التاريخي القديم عبر جلسات وبرامج أوحت الى إعادة الروح لهذا المحفل الإبداعي الكبير وجعله محجّة ترنو اليه عيون المبدعين ومازلنا نحسب له ألف حساب ، انه ليس مهرجاناً شعرياً وحسب ، بل عرساً إبداعياً وثقافياً وإعلامياً لهذه المدينة الطيّبة التي عانت ومازالت تعاني من الويلات بفعل حماقات الطغاة وفساد الحكّام . البصريون خاصة والعراقيون عامة ينظرون الى المربد بعين ثالثة ، إنهم يترقبون هلاله كل عام وعندهم أمنيات لا تحصى ، أمنيات الارتقاء به الى مراتب الأحلام التي تراودهم ، تسمع نقاشاتهم قبل أن يحين موعده بأشهر ، يخطّطون ويمنّون أنفسهم بمربد يليق بالبصرة ــ عين العراق ــ لكن أمانيهم تأتي معكوسةً لما يفرضه الواقع ، حيث يقع تحت مزاجيات وحسابات المسؤولين ومدى رؤيتهم له ، هناك حسابات بعيدة كل البعد عن الطموح البصري دائماً ، كذلك مبنيّة على أفكار لا ترقى للإبداع الثقافي والمعرفي بشيء ، إنها حسابات الموازنة المالية أولا والبهرجة الإعلامية ثانيا والمحاصصة وما افرزت ، أما الثقافة والإبداع وسمعة المربد تاريخاً ماضياً وحاضراً فتأتي بالدرجة الثالثة وحتى العاشرة في حساباتهم ، ربما لأن التخطيط والتنفيذ يأتي سريعا وبلا حسابات للوقت إضافة الى تقنين الصرف المالي وقلّته ، لهذا تجد مَن يعنيهم المربد إبداعياً في شغلٍ شاغل للبحث عن منافذ هنا وهناك لدعم هذا المهرجان بكل شيء والسعي الى إنجاح فعالياته مهما كانت الظروف … ولكن .. وسأقف عند هذه ال( لكن ) !!!
أليس من الأجدر أن نفكّر بشكل جدّي ومدروس ونضع آلية جديدة لهذا العرس بلا مماحكات وخصومات وفرض وجهات نظر قد تكون بعيدة كل البعد عن مايفكّر فيه المعنيون بالمربد تحديدا واقصد الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العر اق واتحاد ادباء البصرة واخوتهم في النقابات والاتحادات الثقافية والفنية ؟؟!!
الأدباء والشعراء العرب ينظرون الى منصته بعيون ملؤها الطموح الى ارتقائها ، والوصول الى النجومية كما يقولون ــ مَنْ يصعد منصبة المربد يصير نجماً ــ حيث نجدهم يطمحون دائماً بالمشاركة والحضور إلاّ مَنْ أعمت بصيرتهم الطائفية والمحسوبية والشعارات الزائفة !!!
علينا أن نضع دراسة وافيةً لإنجاحه من خلال تشكيل لجنة متخصصة واجبها أن تدرس أسباب الفشل والنجاح ومن جميع الجوانب ، إضافة الى تخصيص ميزانية مالية كافية لسد النفقات كافة ــ لا بالقطّارة ــ كما علينا أن نجعل منه عرسا إبداعياً متنوعاً يشمل الفنون والآداب جميعاً ولتكن أيامه سبعة بدلا من ثلاثة ونطلق عليها ــ أيام المربد الإبداعية ــ !!
علينا أن نجعله مربداً حقيقياً بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من ارث تاريخي وثقافي !!
لهذا نجد ادباء العراق والبصريين هذا العام قد تحزّموا وشدّوا أزر بعضهم ليكون مربدا كما يتمنون ويسعون اليه ، رغم كل التصريحات البعيدة عن الطموح ،
ولكل هذا وذاك نريد مربداً يليق بأن يطلق عليه ــ عين البصرة ــ وبصرة تليق بإرثها وتاريخها على مر السنين ،، وعراقاً آمناً مستقراً خالياً من الفاسدين الذين خرّبوا كل شيء جميلٍ فيه !!!!.