واع/لماذا يكره ( الحجامين ) الصحفيين؟ وماسرذلك ؟!


وكالة انباء الاعلام العراقي (واع) / خالد النجار / بغداد
شخصيا انا لااعرف الحجام او الحجامة بالرغم من معرفتي السطحية كونها من الممارسات الطبيه الشعبية عند الكثير من الشعوب ! ومع تطور الطب الحديث تراجع استخدامها اذ اعتبرها الكثيرين عباره عن تقاليد شعبية قديمة ابعدها الطب الحديث عن المجتمع ،ولكنها عادت في السنوات الاخيرة ومع تردي الحالة الاقتصادية في العراق وارتفاع نسبة الفقرالى درجات كبيرة ..لذلك اصبحت( الطب البديل) المضمون للعلاج الطبيعي لاكبر طبقة من الناس؟! وانتشارها على نطاق واسع لبساطتها وعدم تكلفتها الخيالية لمراجعه اطباء هذا الزمن ! حيث تكلفك ( اجور الكشفية والمراجعات والدواء والعلاج ليضاف اليها الاشعه او المتطلبات الخيالية ) ..الحجامة اختصرها الحجامون بطريقتهم المعروفة ! ومع ربطها في موضوع الدين فقد دعانا نبينا محمد (عليه الصلاة والسلام) للاحتجام والابتعاد عن الكي والفصد، واي ممارسات اخرى.!
ـ الدكتور احمد حمدي مهدي استاذ كلية الطب واختصاصي علم الامراض الباثولوجي تحدث لـ ( وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع) : كما هو معروف فان الحجامة تعتبر احد اساليب العلاج الصيني و تعتمد على وضع كأس الحجامة على المناطق التشريحية الصحيحة وحسب ما يشاع فان الحجامة تقوم باستخراج الدم الفاسد ، وهذا شيء مغلوط فالحقيقة هناك عدة نظريات التي حاولت تفسير عمل الحجامة الطبية ولكن اقربها هي ان الجسم يتعرض يوميا لافرازات الخلايا من الفضلات والسموم والشوارد الحرة فتؤدي الى ضعف وبطء الدورة الدموية وتقوم الحجامة الطبية بتنشيط عمل الدورة الدموية وبالتالي تقليل وابطاء عمل مستقبلات الالم الموجودة في الجسم البشري ،ولعل من بعض القضايا التي دعت بعض رواد الطب الحديث محاربة الحجامة ونقدها، هوالكم الهائل من المخاطر التي تصاحب عمليه (الاحتجام)! ويعود ذلك لممارستها من قبل اشخاص لا يتمتعون بخلفيه طبية مما قد يسبب تمزق الأوعيه الدموية والالتهابات ونقل العدوى وغيرها من المخاطر والمضاعفات، ومع ذلك فحتى اللحظة لم تدرج الحجامة ضمن العلوم الطبيه لعدم وجود دراسات لمعايير الطب الحديث لاثبات تأثيرها الفسيولوجي على الجسم البشري..
ـ ويضيف د. مهدي لـ ( واع ) : ان الحجام بطبيعة الحال هو الشخص الذي نال بعض المعلومات الطبية، واحترف (الاحتجام)! وحصل على شهاده مهنة تخوله بمزاولة هذا النوع من العلاج ،اوالمهنة اذا جاز التعبير،بل ومن الأفضل ان يكون (الحجّام) اختصاصي بالعلاج الطبيعي والطب البديل، وليس كل من( هب ودب)!؟ فالحجّام ياخذ على عاتقه الحفاظ على التعقيم واستخدام الادوات الجيده بشرط ان تستخدم لمرة واحده لتجنب انتشار الامراض الوبائيه، فالحفاظ على خصوصية وحرمة (دم المحتجم) دون تعريضه لاي نوع من الأذى،كما يشترط على (الحجام )ان يمارس عمله في مكان طبي مخصص لذلك ومجهز بانظمه للتعقيم وتوفير الادوات المعقمات الكافية له ولجسم المحتجم !
ـ ( واع ) تسال الحجام الممارس ابو علاء عن مهنته ؟ فيقول : الحجامة ليست جديدة على المجتمع العراقي بالذات لانها مجربة منذ مئات السنين واستخدمها ابائنا واجدادنا شخصيا !واذكر انهم كانوا يستخدمون الـ ( الكلاص ـ القدح) للحجامة، واليوم نحن نستخدم اقداح صحية بلاستيكية جاهزة لمرة واحدة فقط! ولاتستخدم من شخص لاخر؟ ونضعها في مناطق معينة من الجسم بعد تفريغ تلك الاقداح جزئيا من الهواء وذلك لسحب الجلد أو امتصاص الدم من جروح طفيفة في المكان المحدد ..! بعد حرق قطعة صغيرة من القطن أو إشعال قنديل صغير أو شمعة داخلها لانها تؤدي الى استهلاك الاوكسجين داخل الكاس ، ونتيجة لقلة حجم الهواء يرتفع الجلد داخل الكأس مسحوبا ومعه كمية من الدم من منطقته ومن الأنسجة القريبة منها. هذا النوع يسمى الحجامة الجافة، وما يميزها عن الحجامة الرطبة هو تشريط الجلد الذي توضع عليه الكأس بواسطة مشرط بسيط ليتدفق الدم الفاسد منه ؟
ـ اما الحجام ابو لفتة فيؤكد لـ ( واع ) : انا امارس الحجامة منذ فترة طويلة، لاني ورثتها عن جدي لاني كنت قريب جدا منه ،حيث ان والدي كان في الجيش انذاك ، ولدي هذا المحل ( عيادة) كما يطلق عليه !ويراجعني الناس واللذين يعانون من عجز عن مراجعات الأطباء، ومنهم من لا يستطيع دفع تكاليف كشف الطبيب بسبب ضعف إمكانياته المالية، وبعضهم من يتجنب تعاطي الأدوية والعقاقير الطبية المعروفة، وانا والحمد لله لااتقاضى مبالغ كبيرة من العلاج لاني اعرف ظروف الناس الصعبة وخاصة نحن في منطقة فقيرة والناس يعانون صعوبات في المعيشة! وخاصة مرضى الصداع المزمن،وارتفاع ضغط الدم، والسكر!
ـ ( واع) التقت العديد من الحجامين المعروفين وغير المعروفين واصبحت اعدادهم لاتعد ولاتحصى فكان لقائنا كبيربالحجام ابو همام وهو (عسكري متقاعد ) لانعرف من اين تعلم الحجامة فيؤكد مازحا 🙁 يتعلم الحجامة برؤوس اليتامى )!هذا المثل العامي الذي يضرب دائما بين الناس حيث كان بعض الاهالي يتعلمون الحجامة على افراد عائلاتهم ويطبقونها حسب الممارسة وتطبيقها في العائلة الواحدة ،وتعني بان هؤلاء يمارسون الحجامة كخبرة وممارسة ويطبقونها من باب التعلم ليؤكد: لقد تعلمت الحجامة وانا كنت ضابط في الجيش العراقي سابقا،واكتسبت الخبرة ممن اعرفهم في الجيش ،ومارستها على افراد عائلتي ونجحت فيها واطلقت عملي في محل يراجعني الكثير من الناس وحتى النساء لذلك فان زوجتي هي التي تعمل الحجامة لهم وانا اعالج الرجال بها،كون الحجامة تعمل على تنشيط الجسم وتخليصه من لدم الفاسد قادرا على ممارسة عمله اليومي وحياته بدون الام يكون الدم الفاسد سببا فيها!ولابد من الاشارة الى ان الحجامة تراجعت أهميتها بسبب سيطرة صناعة الأدوية على الممارسات الطبية مما جعل العلاج بالحجامة يبدو وكأنه دجل وشعوذة !؟ والآثار الجانبية لتعاطي الأدوية على الإنسان دفعت الأطباء إلى إعادة التفكير في جدوى الطرق العلاجية التقليدية ومن بينها الحجامة؟
ـ ابو نجم رجل كبير السن يقول لـ ( واع) : بصارحة الحجامة كانت ولاتزال نوعا من الممارسات الشعبية التقليدية التي يميل الناس اليها اكثر من مراجعة الاطباء بشكل كبير وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعشها المواطن العراقي ! وحتى من اناس مستوياتهم العلمية كبيرة جدا،ونعرف ايضا ان اكثرالباحثين العرب بشكل خاص والغربيين يناقشون الكثيرمن الامورالمتعلقة (بالحجامة )التي يحاول من خلالها الحجامون الغربيون والشرقيون وضع تفسيرمنطقي لهذه الطريقة العلاجية في تخفيف الألم وشفاء الأمراض، وإن اختلفوا قديما وحديثا في طرح تلك النظريات إلا أنهم يجمعون على أن الحجامة نجحت في تسكين الآلام وتحقيق الشفاء، والتخلص من الأمراض السامة والخلايا الهرمة، والمحافظة على توازن وانتظام وظائف الأعضاء، واخراج الدم الفاسد ،وتنشيط نقاط المقاومة المناعية، وتنشيط الدورة الدموية ! وبالرغم من ان الطب يدحص نتائج الحجامة الفعلية والفاعلة الا انها اصبحت حقيقة ملموسة لمس اليد ولايمكن نكرانها على الاطلاق وخاصة في هذا الزمن !
( وكالة انباء الاعلام العراقي ) تجولت في مناطق من بغداد ومنها الفضل والكرنتينة والكفاح والنعيرية والكيارة والاعظمية والكاظمية ووجدت بان الحجامة لها عشاقها ومستخدميها باعتبارها ممارسة شعبية على نطاق واسع من مجتمعنا ولكن الملفت للنظر، بان اسعار الحجامة ايضا بدات ترتفع مع ارتفاع سعر الدولارالاميركي ضد الدينار العراقي ( رحمه الله ) بان اقل سعر يتعاطاه ( الحجام ) لايقل عن( 10الاف دينار للشخص الواحد ) وهذا مبلغ كبير جدا في ظروف صعبة التي يعيشها الناس هذه الايام !! ،ولايتطلب من الحجام اية اجازة طبية او نقابية وقسم منهم يتصنع المظاهرالدينية في محلة ليبدوا رجل دين او متعبد ،وانا اعتقد بان البعض منهم لايختلف عن أي ( كلاوجي) يتظاهر بعلاج الناس بالحجامة بهذه الطريقة ؟! كما ان وارده اليومي لايقل عن 300الى 400 دولار يوميا ؟! واكثرالحجامين ( لايحبون الصحافة والصحفيين ) بحجة انهم لايحبون الحجامة لانهم ليسوا يتامى ؟!