واع/العراقيون يعيدون اكتشاف منطقة سياحية نادرة.. أين موقعها؟

يشتهر العراق، بالعديد من المواقع الأثرية والتأريخية التي تمثل نقطة التقاء للسياح ومنها “أطلال بابل”، لكن الظروف الامنية والاقتصادية حالت دون تمتع جميع مواقعه الاثرية بالتحول إلى مناطق سياحية.

تعد أطلال بابل، التي كانت عاصمة إمبراطورية نبوخذ نصر في يوم ما، من بين العديد من المواقع الأثرية في العراق التي تشهد على بعض أقدم وأروع مدن العالم.
وأدرجت أطلال بابل كموقع تراث عالمي لليونسكو في عام 2019، حيث يبعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة جنوب العاصمة بغداد.

و وفقا لموقع “إن بي أر”، فإن عددا قليلا من السياح يزورون هذا الموقع التراثي حتى قبل جائحة فيروس كورونا المستجد التي أحدثت الفوضى في العالم.

في حين أن المنطقة الكردية الشمالية بالعراق هي التي تشتهر بالسياحة عادة، فإن مواقع مثل بابل في منطقة غير آمنة وفقيرة، يتم تجاهلها إلى حد كبير.
ومنذ إعادة افتتاحها عام 2009، كانت أعداد السياح الذين يزورون أطلال بابل متقلبة، ويقول مجلس السياحة المحلي إن أفضل عام بالنسبة للسياح العراقيين كان 2017، عندما سُجلت أكثر من 35 ألف زيارة للعراقيين لهذا الموقع الأثري.

هذا الشتاء، وهو موسم الذروة عادة بسبب الطقس البارد، أثر الوباء على أعداد الزوار، بعد أن جاء حوالى 10 آلاف شخص.

في العام الماضي، ظل الكثيرون بعيدين خوفا من أعمال العنف التي صاحبت التظاهرات في المدن المجاورة.

لكن بعض المستثمرين المحليين يؤمنون بالسياحة المحلية في أماكن مثل هذه والتي لم يتم زيارتها منذ فترة طويلة.

وتنطلق حاليا عدة جولات سياحية من بغداد إلى أهوار الجنوب ذات المناظر الخلابة والتي يقول بعض العلماء إنها ربما كانت حديقة عدن التوراتية، حيث يسبح الجاموس الأملس بين الأعشاب ويعيش الناس على الجزر.

وتنمو السياحة هناك بشكل تدريجي، حيث تحسن الوضع الأمني وفتحت فنادق جديدة.

كذلك، يمكن للزوار أيضا مشاهدة إعادة بناء الزقورة، أحد أشهر وأقدم المعابد العراقية بمدينة أور، إذ افتتحت فنادق جديدة في الناصرية، التي تبعد عن أور 40 كيلومتر.

يقول عماد العطاوي، الذي أطلق مؤخرا فندقين هناك، بحسب موقع الحرة، إن “الناصرية لها مكانة خاصة في العراق”، مردفا بالقول: “لها طبيعة جميلة جدا. فتحنا الفنادق لأننا نعتقد أن الناصرية ستجذب الكثير من السياح في المستقبل”.

لكن هذا الاستثمار لا يخلو من المخاطر، حيث تحولت المظاهرات المناهضة للحكومة في الناصرية إلى أعمال عنف مؤخرا.

ومع ذلك، يقول السائحون الذين يزورون بابل إنهم حريصون على رؤية المزيد من المواقع الأثرية في بلادهم.

تقول فرقان فؤاد (21 عاما) التي تزور أطلال بابل للمرة الأولى: “أتيت إلى هنا وأنا مهتمة جدا بالتاريخ؛ لأنني روائية”.

كانت فؤاد تحمل نسخة من روايتها (عشتار في أرض السلام) ذات الغلاف الأرجواني مثل سترتها وربطة شعرها.

ويقول طبيب الأسنان عبد الله الخطيب: “عمري الآن 25 عاما، وأشعر أنه من المؤسف أنني لم آت إلى هنا من قبل، لأنني هذه الزيارة أشبه بالسحر حقا”.