واع / الفيس بوك وسيلة للتواصل ..ام للنفاق الاجتماعي؟!

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع/ خالد النجار/ بغداد

( النفاق الاجتماعي ) و( الفيس بوك) هل اصبحت منظومة واسلوب اوطريقة اوسلوك منحرف وفشل أخلاقي غالباً ما نُنظر إليه على أنه أحد أسوأ الإخفاقات الأخلاقية، ومع ذلك نصادف كل يوم هؤلاء منافقون الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر، سنصادف أناساً غير صادقين وأناساً غير أمناء، لكننا بالتأكيد سنصادف أيضاً أناساً عظماء وعقولاً نزيهة وعظيمة ، وبصراحة الذي دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو ( النفاق الاجتماعي في الفيس بوك) اصبح ومع الاسف الشديد سلوكا عاما للمجتمع ولانه طغى على حياتنا في العمل والعلاقات وحتى في الصداقات، بدأنا نثق بالمظاهر ونهمل الجوهر الحقيقي ونحارب الصدق ونفخر بالأكاذيب، والأخيرة تسود هذه الأيام بأسماء وألقاب مختلفة، والغايات تبررالوسيلة!! بمعنى آخر أصبح اغلب المنافقين والمنافقات أساتذة في النفاق والتملق عن طريق (الفيس بوك ) ومع الاسف الشديد فقد تخلينا عن قيمنا الإنسانية والدينية النبيلة في سبيل تحقيق مكاسب مختلفة على حسب القيم الاخلاقية والانسانية ..

ـ الاعلامي الرائد الاستاذ فلاح المرسومي اول المتحدثين عن منظومة الفيس بوك والنفاق حيث اوضح لـ ( وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع ) : في الحياة الاجتماعية المعاصرة يغلف النفاق بمسميات وأنواع عدة لإكسابه قبولًا مجتمعيًّا بتأطيره ضمن المجاملات المجتمعية والبروتوكولات الرسمية، مما زاد في انتشاره وأصبح من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المجتمع كأنه سلوك مقبول لاستمرار العلاقات الاجتماعية ، ونحن بصراحة أمام ظاهرة اجتماعية غير مستحبة يتحدث عنها الناس باستمرار فيما بينهم وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة، وبدأت أبعادها تطال مختلف المستويات والفئات الاجتماعية على اختلافها، ظاهرة يؤسف لها ومسؤول عن ازديادها (الجميع) على اختلاف مسؤولياتهم وأدوارهم الاجتماعية ؟! والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال والذي يحتاج لاهتمام وتفكير من قبل الجميع قبل أن تصبح سلوكًا مسلمًا به..وما الآثار المترتبة على شيوع مثل هذه الظاهرة السلبية على قيم وأخلاقيات الناشئة أجيال المستقبل، وهم يرونها ماثلة أمامهم في العلاقات الاجتماعية كسلوك مقبول؟.

ـ الاعلامي الرائد الاستاذ غازي الشايع قال لـ ( واع ) : لقد اكتسبت مواقع التواصل الاجتماعي شهرتها في الشرق الاوسط كما هي الحال في المجتمع الغربي، حيث لعب فيسبوك على وجه خاص دور الوسيط السري بين النشطاء في غفلة من خبراء التقنيات ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي !حيث يرتدي الجميع الأقنعة بمرور الوقت التي طغت المشاكل الاجتماعية العربية بما تحمله من نفاق ومشاعر مزيفة على طبيعة فيسبوك ليتجاوز حقيقته كوسيلة للتواصل الاجتماعي، ويتحول إلى نافذة لتبادل المجاملات والنفاق الافتراضي !! كما ان النفاق موجود وبكل اشكاله وللاسف استثمرت التواصل الاجتماعي عند البعض لضخ النفاق والفتنة بين الاهل والاصدقاء وليس هذا فحسب بل ان هناك نفاقا من نوع خاص ومؤثر وهو النفاق على الوطن وهذا بالتاكيد نابع من حقد وكره خونة البلد ومن اعدائه لاجل اثارة الفوضى .فكان من المفروض ان تكون رقابه شديدة على مثل هذه الحالة التي تسببت ومازالت تسبب الكثير من المشكلات بين الاهل والاصدقاء والمعارف وحتى بين العاملين في دوائر الدولة .فالنفاق مرضا اجتماعيا وخبيثا وقد اتسع من خلال النشر من قبل اسماء وهميه لاجل الهروب من القضاء .نتمنى ان تكون هناك امورا رادعه وتشخيص كل من يحاول بث النفاق والفتنة عبر ليس فقط الفيس بوك انما في تويتر والواتس اب والفايبر وغيرها من وسائل السوشيال ميدا في العراق والعالم..

ـ اما ألاستاذ سامي العبيدي رئيس الصحافة الدولية الحرة ـ الامم المتحدة اكد من جانبه لـ ( واع ) : بداية اقول حياكم الله زميلي المخضرم خالد الن اروزهرة الاعلام في الصحافة الدولية المهنية الحرة ، نعم هذا الموضوع الذي تتناوله اليوم مهم جدا ، وخاصة موضوع مواقع التواصل الاجتماعي ومنها ( الفيس بوك) وبمختصر شديد ..التواصل الاجتماعي ومن باب الحقيقةان نكون عادلين هو ( موقع حضاري) وثقافي ايضاولكن احب ان اشير الا ان هذه المواقع استخدمت استخدام سئ !!ترك الصالح والنافع والجيد واستخدمت لاغراض غير حضارية وتسئ للاخرين !وتسئ للاخلاق..كمثل ( ان اي شئ هو نافع وضارالنار تحرق وتنفع والسلاح يقتل ولكن ينفع ايضا!)..وكل شئ خلقه الله عزوجل فيه النافع وفيه الضار !وهذه التطبيقات العلمية المعاصرة فيها النافع وفيها الضار ؟ولكن مع الاسف الشديد اتت هذه المواقع لتستخدم بالطريقة السيئة وادت الى سقوط اشياء كثيرة منها الاخلاقية والتسقيطية ومحاربة الاخربغير حق !وهو جالس في مكان ما ليهاجم ويسقط الاخربغير حق ، واستخدمت لاساليب رذيلة ابتزاز الاخرين وهكذا!
ـ واضاف العبيدي : وخاصة ونحن في العراق والشرق الاوسط بشكل عام، حين جاء الانترنت وخدماته الاجتماعية واحدثت انفجار كبيرا كزجاجة باردة حين تصب فيها ىالماء الحار!وينبغي علينا ونحن لانمتلك سلطة منع هذا الشئ العالمي المسوق ، وان نجهد كل النوافذ الثقافية والتربوية والاعلامية الحقيقية والمهنية لتثقيف الشارع وخاصة ارباب الاسروتوجيههم كما ينبغي حول الاهتمام باخلاقياتنا المعروفة في العالم ،وان هذه المواقع وخاصة الفيس بوك ادت الى نشؤء ثقافة وطروحات لاشخاص لهم ثقافتهم وميزاتهم المفيدة ،اذن هناك طرفان ( طرف مفيد وطرف سئ ومؤذي )!؟ والله المستعان !

ـ اما الزميل الاعلامي رياض جابر فيقول لـ ( واع ) : وسائل التواصل الاجتماعي بكل انواعها واشكالها واتجاهاتها ورغم ايجابياتها الكثيرة الا انها ومع الاسف الشديد خلفت عدداً من الظواهرالسلبية التي لايمكن انكارها ومنها ظاهرة النفاق الاجتماعي ّ! وهي حالة ينبغي الإنتباه لها لما فيها من ضرر باطن على مصداقية العلاقات الإجتماعية وطبيعة التعامل بين الأفراد، وهي حالة مزعجة تفضح تكوين المشاعر المرتبكة لبعض مستخدمي تلك الوسائل ، ومن الأمثلة على ذلك هو التباهي والاستعلاء وابراز مظاهر الجاه والثراه، او توزيع الألقاب والصفات العلمية والإجتماعية على شخصيات لاتمتلك اي مؤهل من ذلك ،واعتقد جازما أن الفطرة السليمة في التعامل الإنساني هي الطريق الاسلم للحفاظ على التوازن الإجتماعي.

ـ ولايذهب بعيدا الدكتور عبد الحسين الطائي فيوضح موضوعة الفيس بوك والنفاق الاجتماعي بالقول : لـ ( واع ) :الفيس بوك وسيلة للنفاق الاجتماعي ،الفكرة السامية الأساسية للفيس بوك هي خلق روابط جديدة للتواصل الاجتماعي بين الناس لتبادل مختلف القضايا الثقافية والأخبار الهامة التي تمس حياة الناس. ولكن للأسف الامور اخذت مجريات اخرى لا تخلو من النفاق والرياء والسخرية والتملق وأحيانا فيه نوعاً من التحريض السلبي سواء على الصعيد الفردي او المجتمعي ،وهناك الكثير من الكتابات التي أوضحت بان هذه التقنيات الحديثة أصبحت تستخدم بشكل سلبي وبأساليب خالية من كل المشاعر والقناعات الحقيقية ،لا تخلو من النفاق الاجتماعي لتحقيق مصالح ذاتية احيانا او للخداع احيانا، وخاصة حالات التملق لبعض اصحاب النفوذ بالمبالغة في المديح والثناء من اجل الوصول الى الأهداف الضيقة والمناصب الادارية ، ومع تزايد الالتصاق بهذه التقنيات الحديثة للتواصل الاجتماعي التي أصبحت بوضعية لا غنى عنها. والمفروض ان تستثمر بايجابية عالية، ولكن ظهور الهويات الافتراضية زاد الطين بلة، حيث انتشرت بشكل استفزازي لانها الأكثر انتشاراً لسهولتها، هذا النوع من النفاق له عواقبه السلبية في توطين الظواهرالمرفوضة اجتماعياً.

ـ استاذ اللغة العربية في جامعة السليمانية جينو عبد الله يقول لـ ( واع ) : بصراحة ان هذه الظاهرة( النفاق الاجتماعي للفيس بوك ) تستدعي حقيقة الرقابة على الفكر والتعبير أصبحت من المستحيلات وأن لا مناص من دخول الحضارة العالمية من أوسع أبوابها ومن يفكر بغلق بوابات التعبير ينبغي عليه كما تعلمنا الأحداث من حولنا أن يستبعد هذه الفكرة فثمة معالجات عاجلة لأمراض الواقع يجب أن تنفذ ولا سبيل الى تغطية الفشل بأغماض العين وعدم الرؤية أنه جيل الفيسبوك والماسنجر وبحر الأنترنت المتلاطم هذا الجيل الشاب يدخل يوميا الى مدن العالم كافة ويدرك ما يدور في بلدان أخرى ويتأثر بما يرى وهو جيل يرصد ما يستجد في قريته الضيقة ومنطقته ومدينته كي يبثه في ثانية واحدة الى جمهور كبير من الأصدقاء والمعارف ليطلع عليه عالمه الخاص والعام !!

ـ من جانبه أوضح أستاذ الصحافة بجامعة القاهرةالاستاذ محمود علم الدين لـ ( واع ) : أن الموضوعات الاجتماعية والترفيهية تكون غالبا مدخلا لتملق شخص ما، مقارنة بالمنشورات السياسية أو الاقتصادية، التي يتفاعل معها المنافقون فقط بتسجيل الإعجاب وليس التعليقات لأنهم لا يقرأون المحتوى ! وهناك عبارات باتت متكررة تستخدم في كل وقت ولكل الأشخاص كنوع من المجاملة وهذا يساهم في جعل مواقف الأشخاص مصطنعة ولا تعبر بالضرورة عن شعورهم الحقيقي / وبصراحة فإن النفاق بكل صوره يتجلى بوضوح عندما ينشر شخص مشهور تدوينة ما، وينهال عليها البعض بإعجاب وتعليقات مؤيدة وكلمات ثناء ومديح في خلال دقائق رغم أنها قد تعارض أسلوب وطبيعة المُعلق نفسه”.كما ان ظاهرة النفاق الاجتماعي تزايدت مع انتشار مواقع التواصل ( الفيس بوك) خاصة في المجتمعات الشرقية التي تعتمد على المحسوبية والمحاباة كأسلوب للحياة !؟ وان هذه الصفحات أصبحت شاهدة على (التلوّن الاجتماعي ) كما أن الخواص الجديدة التي أضيفت للتفاعل مع التدوينات ساعدت على تغذية النفاق، حيث يرتدي المُستخدم جميع الأقنعة، الحب والحزن والفرح وهكذا؟!!

ـ اما السيدة اطياف الشمري فتقول لـ ( واع ) : هناك من اتخذ أعداد الإعجاب والتعليقات كمؤشر على نجاحه، ووظفها من أجل الترويج لنفسه كشخص ناجح له معجبون، كذلك وسيلة للانتشار وزيادة رأس المال الاجتماعي في زيادة عدد العلاقات والصداقات على الفيس، ولكن من جانب اخر هناك من وظفها للنفاق الاجتماعي والدجل والمساومات وغيرها من الافعال السيئة التي ترفضها القيم الاجتماعية التي تربى عليها المجتمع العراقي برمته !وبصراحة فان ظاهرة النفاق تشكلت على (الفيس بوك )بوجود طرفين في العالم الافتراضي، الأول يكون مصدر قوة ونفوذ وهيبة ولديه قدرة على بناء علاقات اجتماعية ولديه مكانة مميزة في المجتمع ، أما الطرف الثاني فمواقفه متلونة ومهزوزة وليس مرتبطا بدور مجتمعي، لذلك يسعى إلى النفاق لتلبية رغباته وحاجاته من الطرف القوي.!!

ـ فيؤكد المحامي علي المياحي لـ ( واع ) : لقد انتشرت الصفحات الوهمية في الفيس بوك والغاية منها ابتزاز المواطنين وزرع الفتنة والنفاق الاجتماعي ايضا ،بين افراد المجتمع العراقي بشكل خاص ، كما يظهر لدينا اشخاص كثيرون غير معرفين للاخرين يدخلون في صفحات وهمية يدخلون لاسقاط سياسي او مجتمعي والسبب يعود لعدم وجود رقابة حقيقية لها سياقاتها واصولها المعروفة ،ولم يعالجها اي قانون واضح بذلك ؟! ومع الاسف الشديد موقع الفيس بوك فيه التهديدات وفيه التسقيطات وفيه الفتنة والنفاق الاجتماعي الذي لايمثل ارثنا واخلاقياتنا كعراقيين معروفين بالاصالة والغيرة !! كما تجسد النفاق في البداية في طلبات الصداقة اليومية التي ترد من أشخاص لا يعنيهم ما تنشره ولا يحرك فيهم ساكنا، والهدف من طلب الصداقة امتلاك أكبرعدد ممكن من الأصدقاء ،والنفاق بكل صوره يتجلى بوضوح عندما ينشر شخص مشهور تدوينة ما، وينهال عليها البعض بإعجاب وتعليقات مؤيدة ،وربما يفسر هذا وجود مثلا 500صديق لشخص ما على الفيسبوك، في حين أن عدد علامات الإعجاب على أي تدوينة له لا يتجاوز الخمسة، ولا يوجد أي تعليق عليه بالرغم من أهميته ورقيه. !!

ـ اما المذيعة عذراء الركابي فتعبر عن وجة نظرها عن الفيس بوك ومشاكله لـ ( واع ) : الفيس بوك فعلا اصبح وسيلة منتشرة بشكل كبير اكبر من المجتمعات والعوائل ,والآن الواقع الذي يحفل بأشخاص تقوم حياتهم على النفاق والكذب، انتقل إلى العالم الافتراضي، وطور نفس الأشخاص أساليب نفاقهم التي لا تعكس حقيقة مشاعرهم، لكنها تحقق مصالحهم، وتُمثل ما يرغبون في تصديره للطرف الآخر،وخبراء مواقع التواصل الاجتماعي رأوا أن توفير أساليب متنوعة للتعليق على التدوينات فاقم من انتشار آفة النفاق الافتراضي، وأن بعض المستخدمين اتخذوها أسلوبا لتحقيق مصلحة ما، بصرف النظر عن أفكارهم وقناعاتهم الشخصية.