واع /عامريات.. بسبب الجهل قتلوا (روح) الشباب واستغلوا الرياضة..!

واع / كتب/ طلال العامري

العالم يتغيّر ونحن باقون نراوح في أماكننا، لأننا لا نعرف كيفية اللحاق بالآخرين ممن سبقونا في بناء مجتمعاتهم بملايين السنوات الضوئية.. كلما تتحدّث عن التقدّم أو التخصص بالعمل، يخرج علينا صوت من هنا وغيره من هناك ليزعق و(ينعق) فينا وهو يردد أنّها مؤآمرة تحاك لإفشال العمل.. وحين تسأله عن أي مؤآمرة وعمل تتحدث، يبقى (ملصوماً) لا يعرف كيف يجيب..!
هذا وأمثاله من (ببغاوات) العصر الذين أبتلينا بهم، لا يرحمون ولا يدعون رحمة الله تنزل على أهم وأبرز القطاعات التي تتعلّق بأجيال المستقبل من ذوي الأعمار التي يجب أن يعتنى بها لتتسلّم مقاليد البلد لاحقاً..
لو نظرنا حولنا ونضرب بلدنا العراق مثالاً لذلك ونسأل.. هل فكّرنا حقّاً بأهم شريحتين في مجتمعنا وهما الشباب وأهل الرياضة..؟
سيقول قائل ألا يكفي أن الحكومة خصصت حقيبة وزارية تعنى بالشباب والرياضة..؟
نتوقّف هنا ونسأل.. ما علاقة الشباب بالرياضة.. هنا نقصد كل قطاع على حدة.. لأن من يتواجدون في الرياضة هم من مختلف الأعمار، أما الشباب فهم شريحة (عمرية) معيّنة سلبت حقوقها وأهملت بالكامل حين وضعوها في الوزارة المقصودة صحبة أختها التي تليها بالترتيب (رياضة)..!
لو عدنا إلى كل وزراء الشباب والرياضة من سنة (2003) وما قبلها صعوداً وسألنا عن الذي اهتم بالشباب حقّاً..؟ صدقونا لن نجده، لأننا لم نر مشروعاً واحداً خصص للشباب ونهض بهم، كون كل الوزراء (الشباب والرياضة) يحوّلون اهتمامهم صوب الرياضة ويهملون الشباب ولقلّة خبراتهم ومحدودية تفكيرهم واستعانتهم بمستشارين غير أمناء يساهمون بتحويل بوصلة الوزير نحو الطريق الأسهل للشهرة والتواجد تحت الأضواء ومن غير الرياضة وتوابعها تمنح الشهرة التي لا يحلم بها أحد، هذا إن لم يكن رياضياً.. أما إن كان من أهل الرياضة، فقطعاً يعرف طعم الشهرة التي تذوّقها يوماً، ليبقى الحنين يدفعه إليها..!
ألم تلاحظوا.. لا موقع ولا اهتمام ولا برامج للشباب.. وكل الذي ترونه وتسمعون عنه بالإعلام ليس أكثر من (أكذوبة) يتم الترويج لها كي يصدّقها البعض ممن لا يفقهون شيئاً بالذي يحصل..!
في السنوات ألـ(17) الماضيات رصد لوزارة الشباب والرياضة العراقية ميزانيات لم ترصد لدولٍ كبيرة وليس صغيرة حتى أطلق على إحدى الفترات بالميزانية الانفجارية لأن المال كان حينها ينثر (نثراً)..!
ترى كم كانت حصّة الشباب من تلك الميزانيات المهولة؟ الجواب لا يحتاج للتعمّق والتفكير كي نجيب.. ونقول.. لا شيء وبالدليل الملموس.. حيث ازدادت نسب الجرائم في العراق وكذلك بيع وتعاطي المخدرات وصلت إلى نسبة مخيفة بحسب ما يصدر من جهاتٍ رسمية أو شبه رسمية.. زادت البطالة بين هذه الفئة وانتشرت (عمالة) الأطفال وتسرّبهم من المدارس ودخلت أمور شاذة في سلوكيات نسب غير قليلة منهم ناهيكم عن الحالات النفسية والعنف الأسري وحالات الانتحار والاتجار بالأعضاء البشرية الذي يستهدفهم وممارسة الرذيلة التي زادت مستوياتها لتتجاوز الحد والأعراف..!
أين كانت وزارة الشباب والرياضة من الشريحة التي اقترنت باسمها..؟
وحتى الرياضة المسكينة لم تجد ما يطوّرها، لأن المسؤول غالباً يتدخّل فيها بعد أن يهمل الشباب وحدثونا عن الذي تحقق للرياضيين أو للبلد من انجازات رياضية نتجت عن عمل الوزارة التي رأيناها ليست أكثر من مصرف لسحب المال أو رصده دون درايةٍ وتخطيط..!
يا اخوان لكل قطاع أهميته.. ولأنّ تجربة جمع الشباب بالرياضة بـ(وزارة) فشلت فشلاً ذريعاً وبالأدلة.. لابد من التفكير بالتخصص وهذا لن يحصل إلا بعزل الرياضة عن الشباب نهائياً.. بحيث تبقى الوزارة للشباب حصراً وتقدّم رؤيتها الثابتة للاهتمام الفعلي بتنمية وتطوير واحتضان الشباب ويحق لها التدخّل برسم خارطة طريق لهم تقودهم نحو آفاقٍ رحبةٍ بعيداً عن التحزّبات وتزرع فيهم حب لا يمكن المزايدة عليه وهو حب الوطن.. وتبقى كحقيبة وزارية تتمتّع بمكانتها الاعتبارية على أن لا يسمح لها ولملاكها وفروعها في المحافظات التدخّل بأي شأنٍ رياضي بتاتاً..!
وبالمقابل تدمج جميع القطاعات الرياضية بكل عناوينها أولمبية واتحادات وأندية ومدارس رياضية ومراكز تدريبية وأكاديميات وملاعب وصالات تحت مسمّى هيئة الرياضة المستقلة أسوة بكثير من الهيئات المستقلة الموجودة في البلاد وترتبط رسمياً برئيس الوزراء الذي يرشّح لقيادتها ثلاثة أسماء يتم اختيار واحدٍ منهم عن طريق البرلمان ليدير العمل الرياضي فقط مع منحه صلاحيات واسعة بموجب قرارات صادرة من مجلس الوزراء ومصادق عليها برلمانياً لغاية اعداد قانون شامل و(موحّد) للرياضة العراقية يكون الركيزة الأساس لهيكلتها ومن ثم الشروع ببنائها بعلمية حقيقية غير (عشوائية) وما شاء الله القدرات موجودة وكلها تطالب بفرص للعمل سواء من الأكاديميين أو الرياضيين وكذلك بات لدينا بنية تحتية رياضية مقبولة كلها يتم فك ارتباطها من وزارة الشباب والحاقها بهيئة الرياضة بقانون لننهي الصراع الذي طال أمده بين الحكومة (وزارة الشباب) وأهل الرياضة رغم اجتماعهم بالعنوان فقط..!
حين يحصل ما أشرنا إليه في خطوته الأولى، يكون نيل منصب قيادة الهرم الرياضي وبقية العناوين المساعدة عن طريق الانتخابات الدورية كل دورة انتخابية أولمبية ويمكن تجديد الثقة من عدمها بمن فازوا كل سنتين إذا تطلّبت الضرورة ذلك على أن يتم فصل ميزانية الشباب عن الرياضة نهائياً.. لا تقولوا لنا بأننا (نحلم) لأن هذا موجود بالكثير من دول العالم وأثبت نجاعته التي جعلت من بلدان صغيرة قبلة للناظرين بسبب الرياضة..!!
فهل من راشد أمين يقرأ هذه السطور ويتبنّاها من أجل الصالح العام وعلى رأسهم الشباب العراقي الذاهب للمجهول، لا لسبب سوى أنّه عراقي أهملوه لا أكثر..؟ دمتم ولنا عودة..
رحمك الله أبو هيّا..