واع / الجميلي: قفزة في إيرادات هيئة السياحة العراقية بعد تنشيطها

واع / متابعة

يقول مدير عام دائرة المرافق السياحية في هيئة السياحة العراقية، عبد القادر سعدي الجميلي،في مقابلة له تابعتها (وكالة انباء الاعلام العراق ي/واع) إنّ الاتجاه السائد اليوم هو تطوير القطاع السياحي في البلاد وتوسيعه، في إطار خطة استثمارية جديدة..

وهنا نص المقابلة:

كيف تصف الوضع السياحي في العراق؟ وهل من استراتيجية جديدة معتمدة؟

تعتبر هيئة السياحة العراقية الناظمة للقطاع، من الرئيس إلى المديرين العاميين، من أهل الاختصاص، بعدما كانت الهيئة تُدار من قبل إدارة غير متخصصة، وبالتالي أنتجت الكثير من الأخطاء الإدارية والمالية، إذ كان ملف السياحة “ميتاً”.

اهتمام الهيئة كان منصبّاً على السياحة الدينية فقط، وفي الحقيقة العراق فيه أنواع مختلفة من السياحة منها الترفيهية والآثارية والتراثية. وبالتالي فإنّ الهيئة الجديدة وضعت خطة عمل منذ نحو عام للوصول إلى تنشيط السياحات المتعددة المذكورة سابقاً، لا سيما أنّ العراق البلد الوحيد الذي يجمع كلّ هذه السياحة عكس غالبية دول المنطقة. ووضعت الهيئة خطة مشتركة مع هيئة الآثار للانطلاق نحو عمل مشترك لتطوير قطاع السياحة في المدن الآثارية المنتشرة في العراق تتمثل في تنفيذ أماكن استراحة ومطاعم، وفعلاً تمت المباشرة في عدد من المواقع الآثارية.

ما هو حجم الإيرادات المالية لهيئة السياحة؟

الإدارات السابقة لم تحقق إيرادات مالية بمستوى الطموح والمخطط له، على العكس من إدارتنا الحالية التي حققت قفزة نوعية ولأول مرة في تاريخ الهيئة منذ 2003، إذ وصلت إلى 12 مليار دينار للعام 2021 (8 ملايين دولار)، بينما الإيرادات السابقة لم تتجاوز 3 مليارات دينار سنوياً (مليونا دولار) في أفضل الأحوال.

كما أنّ رواتب موظفي الهيئة كانت تدفع في شكل منح مالية وتوزع رواتب من قبل وزارة المالية، أما الآن أصبحت هيئة السياحة رابحة بعدما كانت خاسرة، وتُدفع رواتب الموظفين من قبل الهيئة، خصوصاً أنّ عدد موظفيها هو 1300 في بغداد وباقي المحافظات العراقية.

العراق أمام أزمة كهرباء جديدة: إيران تنكث التزامات توريد الغاز

في الواقع، فإنّ أغلب السياح يدخلون مجاناً إلى البلاد، في حين كان السائح يدفع 10 دولارات سمة دخول للعراق، والآن توقفت بسبب قرار حكومي. لكن، وضعت الإدارة الحالية آلية جديدة تُحدد من خلالها رسوم معينة على السائح الأجنبي للدخول للعراق، وستُعلن هذه الضوابط والمبالغ لاحقاً.

ماذا عن واقع الفنادق في العراق اليوم؟

الهيئة لديها تجربة “غير ناجحة” في هذا الملف بسبب مشاكل في الإدارات والضوابط، وهذا انعكس سلباً على السياح القادمين إلى بغداد. هناك 6 فنادق في بغداد وهي الميرديان، والشيراتون، والمنصور ميليا، وبغداد، والسدير، والرشيد، التي تقع وسط العاصمة بغداد، أغلبها حقق خسائر لدينا، لكن اتجهت الهيئة نحو استثمار فندقين هما بغداد وبابل، ونجحت الخطوة ووفرت لدينا مبالغ وإيرادات مالية كبيرة نتيجة الاتجاه نحو الاستثمار، وفي الحقيقة نتجه إلى إعلان باقي الفنادق كفرصة استثمارية لتطوير القطاع السياحي بشكل أفضل.

ما هي أبرز العوائق التي تواجه الهيئة؟

من أبرز العوائق التي تواجه عمل الهيئة ملف التجاوزات على أملاكها وعلى المناطق السياحية، إذ هناك أراض وأملاك وبنايات متهالكة ومواقع آيلة للسقوط في بغداد وبعض المحافظات. أذكًر هنا بملف “جزيرة الأعراس” الواقعة على ضفة دجلة في منطقة الجادرية، حيث تتواجد أكثر من 300 عائلة متجاوزة القانون ومسيطرة على جزء كبير وحيوي من المنطقة، وهو الذي يطل على النهر بشكل مباشر، علماً أنّنا وضعنا خطة لإعلان هذا المكان كفرصة استثمارية والعائق هم المتجاوزون، وأبلغنا السلطات الأمنية بالعاصمة بضرورة وضع حد سريع وإزالة المخالفات لغرض تنفيذ خطة الهيئة.

ما هي أبرز المشاريع السياحية التي يتم العمل عليها؟

تسلمت الهيئة مخططات من قبل مستثمرين لإطلاق مدن مائية، وهذه المخططات عن مدن ألعاب في بغداد وبقية المدن، وهناك رغبة وإقبال على هذه المشاريع من قبل مستثمرين تم استقطابهم للعمل على تطوير القطاع السياحي وفتح المجال أمامهم، بعدما كان موصداً بسبب المشاكل الأمنية التي ضربت بغداد وبقية المحافظات الغربية والجنوبية.

موقع زقورة أور، في مدينة الناصرية جنوبي البلاد، يحظى باهتمام من قبل لجان عدة، تم تشكيلها أخيراً من قبل الحكومة لغرض بناء الفنادق والمولات التجارية وأماكن استراحة، لا سيما أنّ موقع الزقورة يشهد إقبالاً كبيراً للسياح الأجانب ومن مختلف الدول. وهذا يتطلب جهداً استثنائياً لإكمال بناء المخططات التي وضعت لهذا الغرض، وهذه الآلية ذاتها سيتم العمل عليها وتطبيقها على موقع الاهوار في مسيان جنوب العراق، والذي سيكون نافذة غير تقليدية في التطوير السياحي.

40% من الموظفين العراقيين “بطالة مقنعة”: فساد ومحسوبية

كذلك، هناك منتجعات سياحية مهمة مثل الثرثار، ومواقع سياحية في ديالى ومدن أخرى، كثير منها بات مناطق عسكرية وأمنية، وهي تابعة لوزارة المالية، وبالتالي، لم تخضع لذمة هيئة السياحة حتى تطاولها خطط التطوير والتنمية.

ما سبب إغلاق عدد كبير من مكاتب السياحة والسفر؟

الهيئة أغلقت 200 مكتب للسفر والسياحة، من أصل 1000 مكتب في عموم العراق، وقرار الإغلاق جاء بعد مخالفات عدة، كما عدم الالتزام بالضوابط المحددة من قبل الهيئة.