واع/ترامب وبادين.. ما الذي تغير بالعلاقات الدبلوماسية بين بغداد وواشنطن؟

واع/ بغداد/ ح . ز      

كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” في تقرير لها، عن اتخاذ العلاقات الأمريكية العراقية مسارًا أكثر دبلوماسية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن مقارنة بعهد دونالد ترامب.

ويرى التقرير انه “بعد ان تم تنصيب بايدن قبل اكثر من عام ،قامت ادارته بتغيير سياسة واشنطن من خلال اتباع نهج أكثر ليونة عند التعامل مع التدخل الإيراني في العراق والمنطقة”.

وقال ريناد منصور ، مدير مبادرة العراق في تشاتام هاوس بلندن، إن “إدارة بايدن لديها وجهة نظر مختلفة تمامًا عن العراق والمنطقة عن إدارة ترامب”.

وتابع انه “سوف يتركز إرث إدارة ترامب في العراق حول السياسة القصوى للغاية ضد إيران في العراق”، مضيفاً إنه “في عهد ترامب ، الذي شغل منصب رئيس الولايات المتحدة لفترة واحدة بين عامي 2016 و 2021 ، تم استخدام العراق كـ “ساحة معركة” لصراع واشنطن مع إيران”.

في أوائل عام 2020 ، تعرضت قافلة تقل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لطائرة مسيرة أمريكية بالقرب من مطار بغداد. قُتل الرجلان على الفور.

وقال ترامب آنذاك إنه أذن بالاغتيال ردا على موجة من الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق ، بما في ذلك هجوم مميت على القوات الأمريكية في 27 كانون الاول 2019.

ووضح منصور: “عندما جاءت ادارة بايدن ، كانوا أكثر اهتمامًا بالتفاوض مع إيران ، مما أدى إلى تراجع خطة العمل الشاملة المشتركة وبرامج الملف النووي مؤخراً ،تم الإعلان عن مرحلة جديدة من الوجود الأمريكي في العراق – وهي مرحلة لا تزال تتضمن التعامل مع داعش”.

بهذا الصدد ، تابع منصور ، انه “على مدى العام الماضي ،فقد تحركت واشنطن نحو الدبلوماسية والمفاوضات من خلال البحث عن سبل للتعاون مع إيران ، ومرة أخرى لا تزال تعني أن العراق لا يزال مهمًا للولايات المتحدة”.

وقال مايكل نايتس ، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن “العراق سُمح له بالتحرر من قبضة إيران بوتيرة أكثر تدريجيًا في ظل حكم بايدن”.

واضاف خلال حديثه لصحيفة “ذا ناشيونال”: “التعديل الرئيسي هو انه كان يوجد مزيدًا من الصبر والتفهم للولايات المتحدة في عهد بايدن”.

ولفت الى ان ذلك متمثلا بـ”الإعفاءات من العقوبات الأمريكية على العراق لاستيراد الطاقة الإيرانية، كما أدت المفاوضات الأمريكية العامة مع إيران إلى خفض التوترات في العراق”

لكن نايتس ، أوضح إن “فريق بايدن شدد على استمرارية السياسة من فترة ترامب وفترة ما قبل باراك أوباما قبل 2017 عندما يتعلق الأمر بالعراق”، مبيناً”لا تزال الولايات المتحدة في العراق ، ولا تزال تنتقم من الجماعات المسلحة عند الحاجة ، وما زالت تدعم العملية الديمقراطية في العراق وإعادة الانخراط مع العالم”.

سنوات من الحرب والتمرد والفساد والفقر اجتاحت العراق. وانتقد المتظاهرون المناهضون للحكومة منذ عام 2019 نقص الخدمات العامة وطالبوا العراق بوضع حد للتدخل الخارجي من إيران والغرب.لكن يبقى من غير المحتمل أن يتخلى بايدن عن العراق بالكامل بسبب تأثير طهران على السياسة الداخلية لبغداد.

وتابع نايتس إن “الولايات المتحدة وإيران تدخلان فترة خطرة في عام 2022 ، حيث أصبحت إيران أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك قدرات أسلحة نووية”.

وشدد على انه “يجب أن تتخذ واشنطن قرارًا بشأن ما إذا كان يمكنها قبول إيران لديها سلاح نووي مخفي أو القيام بشيء حيال ذلك”.

وقال: “بناءً على الطريقة التي ستسير بها الأمور ، ستدعم إيران الاستقرار المستمر في العراق أو تخاطر بإغضابه من خلال مهاجمة القوات الأمريكية”.