واع / العراقي نيلسون مانديلا

واع / بقلم : الدكتور محمد اكرم آل جعفر
مرت اغلب البلدان في مختلف بقاع الارض بأزمات متعددة منها الطبيعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية وحروب داخلية بين افرادها او خارجية مع بلدان اخرى بتيارات متنافرة حد القتل ومحاولة دثر الآخر ومحوه من الوجود بشتى الاساليب عنفاً وبشاعة وفقا لمعطيات ازماتها وتوجهاتها في عدم التجانس ورفض قبول الآخر سواء اكانت بين فرقاء الوطن او مع المحتل وقد عانت من الاشدين الفقر والتخلف والمرض ، فكان هذا الواقع حافزا كبيرا لبعضها من ان تنهض من وسط هذا الركام لتنفض عنها غبار التنافر والعداء وتنتهج حب الوطن والمواطنة الصالحة وتنمي روح التسامح والمحبة والتصالح مع الآخر وتحقق معطيات نجاح عبر الايثار والتضحية للفرد امام حاجة المجتمع في تجارب سارت على الدرب الصحيح وجمع الفرقاء تحت خيمة الوطن فواقعنا العراقي يعيش في رؤى متنافرة تقترب من بعضها في حين وتعود لنقطة البعد تارة اخرى على حساب الوطن والمواطنة الصالحة في ضوء تداعيات لمجتمع يجابه اخطار جسيمة من شتى المحاور سواء الاقتصادية او الامراض الاجتماعية التي اخذت بالانشطار والتوالد بشتى العناوين والمسميات ، فضلا عن الاخطار العاصفة بالمجتمع كالفقر المائي واندحار المساحات الزراعية الخضراء امام التصحر والجفاف والفقر الصناعي المحلي امام الغزو الصناعي من شتى المناشئ والكثير الكثير مع خطورة تدهور الامن الغذائي المحلي تزامنا مع الازمات العالمية ، ولكن هل انتهى المطاف ونقبل بالواقع المرير فالتجارب العالمية لبلدان مرت بأحداث ومشاكل وعقبات فاقت ما مر به العراق واستطاعت ان تنفض الغبار عنها وتحقق العجائب تحت مظلة الوطن والمواطنة الصالحة ولنا في جنوب افريقيا اسوة حسنة فكان البلد يرضخ تحت الاستعمار وعدم التوافق بين شعبه باختلافات عرقية وقومية ودينية وطبقية فمنذ هجرة الهولندين وصولا الى الاحتلال البريطاني التي رسخت التمييز العنصري والفرقة بين سكان جنوب افريقيا لتعصف بها كل المشاكل والاحداث فتتحول الى ركام من كل الجهات ومن بين هذا الركام ينهض الثائر نيلسون مانديلا ومن خلف قضبان السجون ليحقق التحول الكبير من الاستعمار الى الاستقلال واعلان مبدأ المصالحة الوطنية والتي ضمت الجميع بعد الاذى والالم لشعبهم وما جلبه لهم الاستعمار فكان لهم ان اختزلوا الطريق الصعب والطويل لركوب عجلة التفاني والاخلاص والوحدة الوطنية المتجسدة بشخص مانديلا قائدا لثورة كانت مثالا لتكون درسا للأجيال والشعوب ولترتقي من قاع الاقتصاد صعودا الى قمته في افريقيا وتغادر التفرقة العنصرية وتنتهج الديمقراطية الصادقة منهجا يحقق التكافل الاجتماعي والاقتصادي والصحي للفرد والمجتمع في تجربة تنموية نقلا البلاد الى مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة كيف استطاع نيلسون مانديلا ان يزامن اسمه مع انقاذ بلاده وتقدمها ،،،،الم يحن الوقت لانبثاق نيلسون مانديلا العراقي فالعراق يستحق التضحية لإحلال الجمال في كل ارجائه . فلترقد روحك بسلام مانديلا