واع / مغامرات في بستان جدي

واع / بقلم:علي رضا علي راضي العامري

كنا براعم صغار نجوب بستان جدنا ندور حول النخيل
ونرفف مثل الطيور فكل يوم نلعب أنا وأخوتي وأولاد عمي في البستان حيث الأشجار والأنهار الصغيرة، كان لبيت عمي دجاج كثير و بط كبير الحجم متوحش

ذات يوم في المساء فتحت اختي ذات الست سنوات باب الحظيرة وإذا بالبط المتوحش يهجم عليها صرختْ اختي بصوتٍ عالٍ، هرولنا نحوها كي ننقذها من هجوم البط ؛ ولكن عندما وصلنا إلى باب الحظيرة وجدنا البط قد انقضَ عليها مستهدفاً وجهها وهي تصرخ بفزعٍ تجمعنا حولها بشكلِ دائرة لم نستطع ابعاد البط عنها، فهرعنا مستنجدين بزوجة أبن عم والدي، جاءتْ مسرعة لنجدتها بعد أن ابعدت البط عن وجه أختي كان البط قد غرز منقاره في خدها،
وفي اليوم التالي خرجنا إلى البستان نلعب كعادتنا كان في البستان سعف نخل كثير مجمع على شكل أكوام نستعمله كحطب لتنور الطين فكنا نلعب حوله بكل سعادة كنتُ أنا الطفل الصغير في المجموعة وكان لنا جار مريض عقلياً فأخذ يركض وراءنا فهرب الجميع إلا أنا لم يكن باستطاعتي الركض بسرعة، فسقطتُ على كومة الحطب-سعف النخيل- دخلت شوكة في قدمي اليمنى كانت شوكة السعف قوية جداً ومؤلمة اختبئت بين تلك الأكوام إلى أن ذهب جارنا المريض، عدتُ إلى البيت اصرخ من شدة الألم، حاولت أمي اخراج الشوكة ولكن دون جدوى؛ لأنها أصبحت في اعماق الجلد ويصعب اخراجها
فخافت أمي عليّ من أن تأخذني إلى الطبيب خوفاً من أن يقوم الطبيب بفتح قدمي بالمشرط، فأخذت أُمي تعقم رجلي كل يوم وتضع لها زيت الزيتون وأنا أبكي و أتألم استمرت على هذا الحال لمدة ثلاثة أيام وفي الليل بعد مرور هذه الأيام الثلاثة انتظرت أمي موعد نومي وما أن غفوتُ حتى احسستُ بألم يفوق قدرة تحملي جعلني اصرخ وأنا نائم، فلما استيقظتُ وجدتُ أمي قد أخرجت الشوكة بالضغطِ على مكانها بقوة بعدها تماثلتْ قدمي للشفاء يوماً تلو الأخر وعدتُ للعب مع أخواتي في بستان جدنا الكبير، الأم لا تستلم حتى ترى أولادها بخير، الأمهات نعمة حافظوا عليها .