واع / لمصلحة من يتخلى العرب / عن مناصرة شعب فلسطين / اراء حرة/ نوري نايف الزكم

لقد دفع الشعب العربي الأرواح والدماء من أجل القضية الفلسطينية، على مر عقود من الزمن.. وجاهد الأمهات والآباء في جعل فلسطين حقيقة حية في عقل كل أبناء الامة،
مما دفع آلاف الشباب من مختلف الأقطار العربية، ليكونوا فدائيين في ذروة عصر المقاومة الفلسطينية في ستينيات وسبعينيات وبداية ثمانينيات القرن المنصرم، واليوم سيكون الجحود الأكبر لأولئك للأمهات والآباء، وللتاريخ أن يتراجع الاهتمام الشعبي في أغلب اقطارنا بالقضية الفلسطينية العادلة ،
بسبب عمليات التثقيف التي تقودها بعض الأنظمة والأوساط السياسية العربية، التي تزعم إن القضية الفلسطينية باتت ورقة سياسية بيد ( طهران، )
بسبب العلاقة الوثيقة لهذا الطرف الفلسطيني وذاك معها ،
ثم تطرح خياراتها الرثة والمعطوبة في الذهاب إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتخلي التام عن أهلنا وأرضنا في فلسطين. أن الذي يصعب القبول به ان تندفع بعض الأنظمة ومعها بعض الحركات والمنظمات العربية القومية الاتجاه الى ان فلسطين تابعة لهذا الفصيل او تلك الحركة او هذا الحزب.
ان هذا الفهم القاصر والضيق الأفق يتجاهل حقيقة ليست حماس ولا الجهاد ولا فتح ولا الجبهة الشعبية، ولا أي فصيل آخر. وهي ليست قضية سياسية نختلف عليها مع إيران وغير إيران فنتركها لهم متى شئنا، لمجرد موقف سياسي اتخذه هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك، وذهب إلى الجهة الأخرى.. إنها أرض عربية وشقيق عربي وقضية يجب أن تبقى مركزية في عقل كل إنسان عربي، كما ينبغي الوعي بحقيقة أن التخلي عن فلسطين سيجعل حركات المقاومة فيها طوعا أو قسرا مقطورة بالمشروع الإيراني، الذي سيرسم حتى إشعار اخر مستقبل المنطقة سياسياً واجتماعياً و ثقافياً طالما تخلى العرب أنظمة حاكمة او شعوب مقهورة عن دورهم التاريخي وحقهم في الحياةالحرة بحرية واستقلال حقيقي بعيداً عن هيمنة هذه الدولة او تلك.