واع / تويتر- ووترغيت / آراء حرة / ليث هادي أمانة

منذ أيام وأنا اتابع على مواقع الصحافة الأميركية فضائح وتسريبات تثير الاشمئزاز بطلها “النسيان”، هكذا سخر القدر من الإدارة الفضائحية لجو بايدن ونجله هانتر البالغ من العمر 52 عاماً حينما نسي حاسوبه المحمول في ورشة إصلاح تقنية في ولاية ديلاوير Delaware في نيسان 2019. صاحب الورشة، بعد أن فشل عدة مرات في التواصل مع هانتر بايدن، سلم الحاسوب إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) الذي فتح بدوره تحقيقا ضد هانتر بشبهة التهرب الضريبي مراسلات بينه وعدد من شركائه السابقين بشأن أنشطة شركة “بوريسما” Burisma الأوكرانية العاملة في مجال الطاقة (وكان هانتر عضوا في مجلس إدارتها) ويتقاضي راتبا 83 الف دولار شهريا رغم انه لا يمتلك اللغة الاوكرانية وليست لديه خبرة في البترول أو الطاقة ؟ فقط لان والده كان نائبا للرئيس في وقت حكم باراك اوباما ومشاريع أخرى في الصين وكازاخستان. وكل ذلك جاء في تقرير نشرته صحيفة  New York Post قبل أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية الأميركية تضمن عدداَ كبيراَ من الرسائل الإلكترونية وصور ووثائق مالية تبادلها هانتر مع عائلته وشركائه ووسائل استغلال النفوذ. وحين وجد هانتر نفسه وسط فضيحة متصاعدة، حيث أكدت وسائل إعلام كبرى في الأيام الأخيرة صحة البيانات الواردة في التقرير صدرت تعليقات سخرية بهذا الخصوص عن عشرات المسؤولين السابقين في الاستخبارات الأميركية ومسؤولين ديمقراطيين وصفوا التقرير بأنه “تضليل روسي”. كما فرضت مواقع التواصل الاجتماعي منها “تويتر” و”فيسبوك” قيودا لمنع تداول الأنباء عن محمول هانتر بايدن.

المتابع للشأن الأميركية شهد حدثاً مرافقاً لمباريات كأس العالم الجارية الآن بل وتفوقها إثارة إذ أعلن الملياردير الأميركي ومالك تويتر الجديد “ايلون ماسك” عن بدء نشر ملفات من إدارة موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” السابقة تتناول فضيحة بايدن وحاسوب ابنه هانتر بايدن وكيف ساهم تويتر في تغيير نتائج الانتخابات في عام 2020 لمصلحة الحزب الديمقراطي وكيف ان إدارة تويتر السابقة كانت تمسح أي تغريدات بشأن توغل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية  أو تمسح أي موضوع يرد فيه أسم هانتر بايدن يتم تناوله بشكل سلبي. 

انتهت معركة إيلون ماسك مع “أبل” بجولة ودية مع رئيسها التنفيذي في مقر الشركة، إلا أن معركته مع إدارة جو بايدن التي أطلق شرارتها، الجمعة الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، لا يبدو أنها ستنتهي بنفس الودية مع سيد البيت الأبيض.

هذا الموضوع شغل الرأي العام الأميركي من سياسيين واعلاميين عن فضيحة اطلق عليها فضيحة (تويتر- ووترغيت) وانها تشبه تلك التي حدثت في زمن الرئيس الأمريكي نكسون حيث ان ووترغيت water gate أشهر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة لأنها أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد من منصبه ليصبح الرئيس الوحيد المستقيل في تاريخ البلاد، وتصبح هي رمزا للفضائح السياسية في أميركا والعالم. بدأت قضية ووترغيت بعد إعادة انتخاب الجمهوري ريتشارد نيكسون رئيسا للولايات المتحدة، وفوزه على منافسه الديمقراطي هيبرت همفري، ففي 17 حزيران 1972 تم اعتقال أشخاص اتهموا بوضع أجهزة تنصت سرية في مكاتب الحزب الديمقراطي داخل مبنى ووترغيت بواشنطن، وتسجيل 65 مكالمة لأعضاء الحزب.كشفت التحقيقات الخاصة بالفضيحة أن لجنة التحقيق طالبت بالأشرطة لكن الرئيس نيكسون رفض تسليمها، وذكرت أن البيت الأبيض سلم الأشرطة بعد حذف بعض المقاطع منها مدعيا أنها حذفت عن طريق الخطأ، واتهمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) بعرقلة التحقيقات بحجة أن “المقاطع المحذوفة تتضمن أشياء تمس أمن البلاد”، وفي 30 حزيران 1974 تم الكشف عن محتويات الأشرطة كاملة. وأقرت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية استخدام الرئيس سلطته التنفيذية لحجب أجزاء من الأشرطة، وأدين بثلاث تهم، هي “استغلال النفوذ، وعرقلة مسار القضاء، وعدم الانصياع له”، إضافة إلى تهمة “الكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي”، حيث اعتبره القضاء مشاركا في القضية، وبدأ الكونغرس مناقشات لعزله من منصبه قبل استقالته فأعلن نيكسون استقالته من منصبه في 8 آب 1974 وبدأت محاكمته في أيلول من العام نفسه قبل أن يصدر الرئيس جيرالد فورد -الذي خلفه- عفوا عنه “لأسباب صحية”.

وانتشر في اليومين الماضيين هاشتاك اسمه عزل بايدن #ImpeachBiden ، إلى جانب المطالبة بمحاكمة بايدن ونجله وسجنهما والنواب الاميركان يرون ان ما حصل أسوأ من فضيحة ووترغيت ، وهنا بالطبع أن نرى الهجمات المرتدة من الإدارة الأميركية على ماسك منها مثلا ما قالته وزيرة الحزانة جانيت يلين” انها قلقة من تصرفات ماسك”.

ومن التسريبات التي لفتت انتباهي التي اظهرها تقرير صحيفة new york post ان مكتب المحامي الذي يعمل مهه هانتر بايدن أخذ من الإدارة الأميركية وقت جائحة كورونا مبلغ 10 مليون دولار وتبرع بمليون دولار من هذا المبلغ للحزب الديمقراطي. تلوح في الأفق فضائح جديدة لبايدن وهانتر وربما يصل الأمر إلى فضيحة عالمية محرجة جداً ويمكن أن تؤدي إلى العزل أو الاستقالة لو استطاع الحزب الجمهوري استغلالها بعد حصوله على الاغليبة في مجلس النواب في الانتخابات النصفية التي جرت الشهر الماضي وخصوصاً ان الحديث الدائر الآن يشير إلى اتهامات للادارة الأميركية مرتبطة في حرب اوكرانيا وصفقات السلاح التي تدعم بها كييف والتي تواجه رفضأ سياسياً واسعاً.