واع / التشكيلية ميساء السراي : اعشق التـراث البغـدادي وارسـمه باسـلوبي !


واع /بغداد/ ابراهيم فؤاد / مقال
على هامش مشاركتها في معرض التراث والفولكلور العراق في المعهد الفرنسي في العراق ، والذي اقيم في قاعات المعهد وبمشاركة الفنانات العراقيات ومن مختلف التخصصات الفنية من النحت والرسم والاكريلك والتنقيط والخفر على الخشب والتزجيج والحياكة وتوظيف كل المواد من اجل خلق تحفة فنية رائعه تتغزل بالماثور والتراث والفولكلورالعراق والبغدادي ايضا، التقينا الفنانة التشكيلية ميساء محمد السراي تحدثنا عن اعمالها الفنية المشاركة مع زميلاتها الفنانات الاخريات ..
واع – وبداية اللقاء نرحب بالفنانة ميساء السراي ونسالها عن مشاركتها في المعرض واعمالها الاخرى فتقول : بلا شك ان عددا كبيرا من الفنانين العراقيين ومنهم رواد وعمالقة التشكيل العراقي المعروفين محليا وعربيا ودوليا قد رسموا للتراث والفولكلور العراقي وخاصة التراث البغدادي المرغوب في كل دول العالم وكذلك فان كثير من الفنانين الجدد ومن الشباب قد رسموا ( التراث البغدادي ) ولكل فنان اسلوبه وبصمته كما اني رسمت المرأة البغدادية في حالات نفسية متغيرة، وانفعالات متباينة، فرسمتها بفكرة جديدة، ومتأملة ممعنة، ومغمضة العينين حالمة، وكل باب له لونه الخاص، وكأنها أبواب بغداد، وعليها أن تختار من أي باب تدخل. في كثير من اللوحات جاءت المرأة البغدادية شامخة بين القباب والمآذن تنظر بعيداً وكأنها رأت مخطط بغداد النموذج المعماري للمدينة الجميلة .
واع – وماذا عن مشاركتك اليوم في معرض التراث والفولكلور البغدادي في المعهد الفرنسي تقول السراي : هذه ليست مشاركتي الاولى في معرض فني ،وان معظم اعمالي مختصة بالتراثيات البغدادية ، وانا احاول ان امزج بين الحداثة والتراث وتوليفها في اعمال جميلة بين الماضي والحاضر! ونترك البصمات البغدادية حاضرة في اعمالنا المختلفة ،ونحافظ على التراث باعمالنا كفنانين ومن خلال لوحاتنا ،وهذه اول مشاركة لي في هذا المعرض ،ولدي معارض شخصية ومعارض جماعية وضمن انشطة جمعية الفنانين العراقيين،اود ان اشير لدي لوحات في احد اجنحة معرض القشلة ..
واع – ماذا عن اسعار اللوحات المشاركة تقول ميساء : بصراحة ان الاسعار مناسبة جدا فيما لو قورنت بغلاء المواد المستخدمة في تنفيذ اللوحات المختلفة ،من الزيوت والاكريلك والتزجيج ..الخ..وكل فنان يعرف قيمة لوحته والمواد التي استهلكها وكلفتها ويحدد سعرها حسب المعطيات، وانا شخصيا استخدم المواد الاصلية واسعارها مكلفة ،اضافة الى انها تاخذ وقتا طويلا في تنفيذ كل لوحة من تلك اللوحات ،وهناك لوحات يستغرق عملها شهر او اكثر من ذلك! والسبب في اكثرالاحيان من بعض الخامات التي تجف بسرعة واخرى سريعة الجفاف وحسب نوعية العمل وحجم اللوحة ..
واع ـ اثناء تجوالنا في اروقة المعرض ولوحات السراي وجدنا ان معظم لوحاتها تحتوي على ألوان لها إيحاء خاص ومنها اللون البرتقالي والأحمر للملابس وشرائط ربط الشعرالفيروزي الذي يلون السماء والماء، وهذا اللون يبعث الراحة والطمأنينة في النفس، ويرمز إلى التناغم بين العقل والعاطفة، كما نرى الكف الأزرق في معظم لوحاتها، والذي له دلالة ورمزية في حياة البيوت البغدادية، بل وحتى في ممتلكاتهم من الدكاكين والحوانيت، وفي مايركبون سابقاً من العربات والخيول، ونجده الآن في سياراتهم أيضاً. تتباين ألوان الخرزات الزرقاء في لوحاتها بين السماوي والفيروزي، فأحياناً نجد امرأة بغدادية بعيون جميلة ترنو إلى البعيد من خلف كف أزرق يغطي نصف وجهها وإحدى عينيها، ونصف فمها، وينتصب خلفها عدد من مآذن وقباب المساجد، وبذلك تجسد السراي بيئتها، ومحيطها، واللذان هما عالم لوحاتها الذي تسبح فيه وفلكها الذي تطوف في مساراته.