واع/ عن الاحتفاء به في الملتقى الثقافي تحدث الحطاب

واع//جواد الخرسان
في واحدة من اجمل الاحتفاء التي مررت بها، هي احتفائية يوم الجمعة 30/12/2022 والتي جرت وقائعها في الملتقى الثقافي لمقهى رضا علوان الاجتماعي العامر بكل الوجوه الخيرة والنبيلة ..
ربما تستطيع الصور ان تنقل لأصدقائي، أيّ بهاء كان حاضرا ..
الصور الفوتوغرافية التي نشرها الباسل ابو فرات، سيد دار العراب، ومؤسس الجريدة العربية ورئيس تحريرها، والذي كانت رؤيته في احتفائه قمة الشياكة، والذوق، والشاعرية..
وهذا هو عبد الرضا كما عرفته من زمن كلكامش ..
ومؤكد ان ورقته التي تناول مفرداتها بحب سرّبه ارتجاف اصابعه الينا، كان خير دليل على ان فعل المحبة، والعشق للحرف، وللمنجز.. هو هكذا.
امتنان كبير للكبير، عراب اليوميات، الروائي والكاتب والناقد، أمجد توفيق الذي كشف بعض اسباب رفض هذا الكتاب وطوال سنوات التي سبقت احالته اليه، واتفق مع ابي تميم بان ( الخوف ) على الحياة وعلى الرزق، كان وراء الرفض القديم، لأن مثل هذا الكتاب، وبتصدّيه لموضوعة الحرب، بعيدا عن الترويج لها، وعن المباشرية في تناول احداثها كان اعطاء الموافقة على نشره، مغامرة غير مامونة العواقب..
وأشهد ان (أبا تميم) والذي اسمّيه دائما بانه (عرّاب) اطلاق سراح يوميات ابن الهيثم، وداعم اظهارها ، كمنجز وطني وجمالي ، سيقى حامل بصماته الشجاعة والنبيلة..
وللعاشق الأزلي شوقي كريم .. طروحات غاية في الدقة والمسؤولية والتي من المفروض ان تنتبه لها المؤسسات الثقافية المسؤولة، وبيّن الأسباب، لاسيما وان الشاعر الكبير، وصاحب الذوق، مدير عام الدائرة المسؤولة عن طبع المنجز العراقي، الدكتور عارف الساعدي، كان حاضرا وفي الصف الامامي .
ما قاله ابو الشوق، بان على وزارة الثقافة، وعلى المؤسسات المسؤولة عن الرقابة الأدبية ان تعيد قراءة مطبوعاتها القديمة التي سبق طبعها قبل سنوات الاحتلال، والتي حجبت عن المكتبات بعد الإحتلال، وبعضها رشّح للحرق ومنها اليوميات، فليس كل ما كتب عن الحرب سابقا، هو اعلاميا بحتا والقصد منه رفع معنويات الجنود وتبجيل القادة فقط، وضرب مثلا بما يحتفي به الوسط الثقافي في هذه الجلسة، اليوميات، والتي بقيت مطلوبة ومنقودة بالرغم من مرور ما يقرب من ثلاثين عاما على نشرها، كمقالات متسلسلة، او ككتاب ..
اما ( الزعيم ) الدكتور مزهر الخفاجي الذي جاء ومعه (بطانية) المحبة، لأن انتزع نفسه من وقائع الأنفلاونزا، وشارك الاحتفاء بكل ما يملكه من نبل وطيبة، فقد تناول وقائع اليوميات من وجهة نظره التاريخية والاجتماعية، (وابو غيث، استاذ مادة التاريخ العراقي القديم في الجامعات العراقية، مثلما هو اختصاص في تدريس الاجتماع فيها ايضا) .وسأعود الى مداخلته المهمة في منشور لاحق.. لا اريد اختصارها بمرور عابر.
الاساتذة النقاد، والمبدعون شعرا ونثرا ونقدا وسردا، قاسم مشكور الذي طرح رؤيته لليوميات ولإشتغالات الحطاب عبر وجهة نظر “رياضية” اثارت انتباه الجميع، وهو بالتاكيد مطالب بايضاحها وتعميقها، وهو قادر على ذلك ، وليس لديّ شك بهذا على الاطلاق.
اما الناقد الاستاذ إسماعيل ابراهيم عبد، الذي لاحظه الجمهور بانه قد كتب نقاط مداخلته على الصفحة الاولى لكتاب اليوميات، وكانت هذه المداخل من الدقة والموضوعية ما جعلني اعتز بها بشكل شخصي . وسانتظر نشرها سواء على صفحته الفيسبوكية او على ثقافيات احدى صحفنا الغراء.
مدهش ان ننهي هذا العام بمثل هذه الطاقة (الايجابية) التي حاولت ان تكون معادلا لكل الطاقات (السلبية) التي اشاعها بحياتنا السياسيون، والحرامية، ولصوص رغيف خبر الفقراء .
والشكر أخيرا لملتقى رضا علوان، والاستاذ اللطيف، والخفيف ظلا وحضورا، علاء رضا علوان الذي احتفل الحضور معه بمناسبة عيد ميلاده، وعيد تأسيس مقهى رضا علوان قبل اكثر من ستين عاما .. وان افتقدنا الموسيقى الشعبية المعتادة بمثل هذه المناسبات، وحسنا فعل بعدم استدعائها، والا كان انلاصت !!
ولا اريد ان اختم المنشور من دون الإشارة الى من قاد دفّة الأمسية، بكامل البهاء والذوق، وسرعة البديهية، والتحكّم بالوقت الاستاذ الدكتور سعد التميمي، الذي أكّد حضوره الباذخ عبر الكثير من ادارته للأماسي والملتقيات الثقافية المتنوعة، ومنها هذه الإحتفائية .
وما افتقدته، وشكّل غيابه فراغا لافتا في القلب – اولا- وفي الحضور والتداخل ثانيا، هو الشاعر المبدع، والرائع، قاسم محمد مجيد، الذي يمرّ بحالة صحيّة حرجة، تضع المسؤولين جميعا امام مسؤولياتهم بضرورة تقديم الرعاية الصحية، والإنسانية له، وبشكل عاجل
وهذا نداء أوجهه الى اللجنة الثقافية في البرلمان، والى الصديق (ابو مصطفى) دولة الرئيس محمد شياع السوداني، ولي ظن الخير به، وبكامل الثقة..كل عام وعراقنا يستحق السمو ..