واع /مالذي يجعلنا نهتم بوضع اللوحات الفنية على جدران بيوتنا ؟

واع / بغداد / وكالة انباء الاعلام العراقي (واع) / خالـــد النجـــار
لااستغرب حين يكون في بيتنا لوحة او اكثر من لوحة تشكيلية فنية طبيعيه ام شخصية سريالية ام تكعيبية! فالمهم جميعنا يهتم بان يكون لدية لوحة او اكثر ليضعها في المكان المناسب في البيت ، وبلا شك فان صالة الضيوف هي المحطة الاكثر اهتماما لوضع اية لوحة تتصدر الجدار الهام في الصالة، وهنا لماذا نهتم بوضع اللوحات الفنية في بيوتنا؟ وماهي اهميتها ودورها النفسي في استكمال الصورة الذهنية واللونية الرائعه عندما نجلس ونتاملها ، سواء في الصالة او غرفة النوم او غرفة الاطفال او زاوية مهمة من زوايا البيت.

، ومنذ صغرنا تعودنا ان نرى ونلاحظ ان بيوت اهالينا انذاك اهتمت بوضع انواع اللوحات قبل ان تدخل علينا عبارات التشكيل والمدارس الفنية فمعظم بيوتنا كانت تتصدرها لوحةالفتاة الجميلة (بنت المعيدي) التي يعرفها اهالي بغداد وازقتها ومقاهيها الشعبية ودكاكينها ايضا ،

واليوم ومع التطور التكنولولجي والطباعي ووسائل الاتصال انتشرت اللوحات بشكل كبير سواء في بيوتنا ومكاتبنا والمطاعم والكافيهات المختلفة والمدارس وحتى في المستشفيات الاهلية ومن ثم الحكومية وغيرها من الاماكن ومع انتشار طباعتها وخاصة الزيتية منها في الاسواق التي يمكن لاي شخص ان يقتنيها باسعار مناسبة ومنها لوحات لبيكاسو وفان كوخ ورامبرانت وسلفادور دالي ودافنشي وغيرهم ،وهي تنم عن الذوق الخاص بنا والذوق العام للمتلقي سواء ضيوفنا او اصدقائنا وزملائنا..
ـ الفنان التشكيلي العراقي وائل المرعب قال لوكالة انباء الاعلام العراقي (واع): بلا شك لايمكن باي شكل من الاشكال مقارنة اللوحات العالمية الاصليه التي وصلت اسعارها الى ارقام خيالية لايمكن تصورها ، ولكن التطور الحاصل جعل الحصول عليها سهلا من خلال المطابع وتقنية الطباعة وتطورها الرقمي الكبير جعل تقليدها واستنساخها اسهل بكثير من السابق لا بل حتى بالنسبة لترويجها وتسويقها تجاريا في كل بلاد العالم والتي يمكن الحصول على اية لوحة لفنان كبير بشكل سهل وباسعار تكون زهيدة جدا لقيمتها الاصلية ،وهناك معامل تفحص الألوان ودقتها إلى جانب اللجوء لتقارير الخبراء وأساتذة الفن في قيمتها حتى طباعيا ، ولابد من القول ان الفن التشكيلي يعتبر احد اوجه التقدم البشري في العالم الذي يخلق موازين الانتشاروالاستحواذ على اهتمام الناس بان يكون لكل شخص لوحة يزين بها مايريد ومايشاء ، وكما اسلفنا فان روح الفن في اللوحات الاصلية تجعلها بروحية خاصة لايمكن تصورها فيما لوكانت مقلدة او مطبوعه حتى الطباعة الراقية منها كما نلاحظ في الاسواق والمولات والمعارض الفنية المختلفة ، وقد اهتم الناس منذ القدم بوضع اللوحات الفنية المختلفة في بيوتهم او اماكن تواجدهم في العمل والحياة لانه مبعث راحة نفسية وتاملات روحية لايشعر بها الى المتذوقين..


ـ من جانبه تحدث الاعلامي رسول الفزع لوكالة انباء الاعلام العراقي (واع) : بلا شك اللوحة جزء مهم يرسم جمالية المكان، وليست مجرد أداة طيعه لنحشو بها جدران بيوتنا او مكاتبنا او اية اماكن نحتاج فيها وضع اللوحات الفنية والتشكيلية خاصة الجدران الفارغة كما يسود الاعتقاد عند الكثير من الناس للأسف ما زالوا يتعاملون مع اللوحات والصور بأسلوب سطحي يستهين بوظيفتها ومكانتها في رسم ملامح المنزل وهويته، وعن أهم الأسس والقواعد التي يجب اتباعها عند تعليق اللوحات والصور بتقديري وقناعتي ان يهتم بحجم اللوحة اولا وقياسها ومساحتها والوان الجدران المحيطة الذي سوف تعلق عليها اللوحة وعادة ما يتم تعليق اللوحات الكبيرة في المساحات الأهم في غرفة الضيوف (الخطار) بينما يتم تعليق اللوحات الصغيرة في المساحات الفارغة بين النوافذ، وبين قطع الأثاث ، كما يجب أن يكون مركز اللوحة موازياً لمستوى الرؤية بالنسبة للشخص الواقف، وهذا ينطبق على اللوحات الكبيرة والصغيرة، وعلينا الانتباه بالنسبة إلى اللوحات الصغيرة التي غالباً ما يتم تعليقها بشكل خاطئ لتبدو مرتفعة عن مستوى النظر ،ويعني أن نعمل على أن تكون هناك علاقة واضحة وانسجام ما بين اللوحات أو الصور المعلقة على الحائط الواحد بحيث تظهر بشكل فني مثير للاهتمام ،ونقوم بوضعها في المركز لنوزع الأخريات حولها وهذا يؤكد بام وضع اللوحات مهما جدا يمايتناسب مع الذوق العالم لكي لاينتقدنا اهلنا او اصدقائنا وضيوفنا فيما لو زارنا احدهم في بيوتنا واماكن عملنا.
ـ عميد كلية الفنون الجميلة السابق بجامعة بغداد الدكتور اياد الحسيني قال لوكالة ابناء الاعلام العراقي(واع) : فعلا ان ظاهرة امتلاك وتعليق اللوحات والصور في البيوت اصبحت ظاهرة واسعه مع تطور العمران والبناء الحديث وكذلك تطور الطباعة الحديثة وتقنياتها التي مكنت الناس من امتلاك نسخ للوحات عالمية لمشاهير الفنانين والتي تعادل ملايين الدولارات والحصول على الصور للوحات مطبوعه بانسب الاسعار ، وكما تعرفون تكتنز المتاحف العالمية اعمال فنية خالدة متنوعة الاشكال والتقنيات والاتجاهات وشخوصها المنفذة لتلك الاعمال العظيمة والتي خلدت نفسها بنفسها كما هو معروف ،والتي لن تتكرر مهما جاد الزمان بمبدعين …لانها وليدة لحظة تاريخية خاصة مفعمة بالفكر والجمال والثقافة، وهي في الحقيقة ليس حكر على احد وانما ملك للتراث الانساني ولشعوب الارض، بما يحفز الكثير الى اعادة طبعها او استنساخها بتقنيات شتى وبما يؤدي الى اشاعة الجمال وترسيخ قيمه النبيلة التي تنتمي الى عصور مضت والتي ترتقي بوعينا الجمعي دون شك وبما يجعلنا اكثر بصيرة في رؤية الحاضر والمستقبل ، وبعد التطور التكنولوجي الرقمي في العالم وانتشار وسائل الاتصال التكنولوجي ودخول عصر الانترنت الذي وسع عملية نقل تلك الاعمال بكل بساطة لتنتشر بشكل اوسع في عموم العالم ومع انتشار المطابع المختلفة التي اجادت منها نوعية طبع تلك اللوحات العالمية ودقتها لتصل الى كل شخص تعجبه تلك اللوحات مهمه كان مستواه الثقافي في المجتمعات وانتشرت بشكل سريع جدا ، وكما اسلفت لايمكن ان تعوض هذه اللوحات المطبوعه على اللوحات الاصلية التي تشعر بحياتها ورونقها والونها ومحاكاتها الانسانية الوجدانية لكلك لوحة ولكل فنان عاش في تلك الفترة ومع ظروف المجتمع انذاك .
ـ زينو عبد الله استاذ اللغة العربية بجامعة السليمانية قال لوكالة ابناء الاعلام العراقي (واع): بعد تطور تقنيات الطباعة التكنولوجية انتشرت هذه اللوحات الفنية العالمية المطبوعه والمقلدة فنيا ومنها الزيتية التي يقبل عليها الجميع وصور اخرى لمشاهير الفنانين العالميين امثال بيكاسو وسلفادور دالي وفان كوخ ورامبرانت والعشرات غيرهم ، وكذلك كانت لوحة الطفل الباكي في العراق اكثر شيوعا ويتذكرها معظم جيل الاربعينات والخمسينات حتى الستينات وكانت تزين ايضا بيوت البغداديين وانتشرت في معظم الدول العربية ايضا لتنتشر الى عموم العالم الاوربي والاميركي ، ويشتري الناس منها نسخا أُعيد خلق تفاصيلها الأصلية بالألوان الزيتية، وتحيطها إطارات مزخرفة ومذهّبة بشكل كلاسيكي، لكن لا تعرف اللوحة باسم صانعها كما هو معتاد، فهي سلعة تجميلية، جزء من الأثاث أو التحف القديمة (الأنتيكات) التي يتم اختيارها لتزيين المنازل وتوضع على جدرانها المهمة في البيوت والمحلات والمكاتب ، ويقال بان هذه اللوحة من عمل الفنان الايطالي جيوفاني براجولين (1911ــ 1981) وهو ليس معروفا كبقية الفنانين ، وكان يعرف برسومه تلك من خلال رسمه لمجاميع الاطفال الباكين الذين يحدقون في عين المتلقي يطلبون عطفه، فيقوم بتوقيعها بأسماء متعددة مثل أنجلو براجولين أو جيوفاني براجولين. وهكذا كان نصيبها اكثر اهتماما في بغداد ، وهنا لابد من القول بان الذوق العالم لوضع اللوحات في البيوت ليس فيه قانون عام فالموضع يتعلق بالذوق لدى الاشخاص الراغبين بذلك ولاباس من الاعتماد على قناعات واراء ناس مختصين قد يكون زميلا في العمل او صديقا او جار لك .
ـ الفنان التشكيلي المغترب كريم السعدون قال لوكالة انباء الاعلام العراقي (واع) :وضع الصور وتعليقها في البيوت البغدادية ليس جديدا ولكن يمكن الاشارة الى التغيير الحاصل في كينونة المواطن نفسه واقصد بها ثقافته وتطلعاته سواء كان مثقفا او انسانا عاديا ، لفالذوق العام والخاص لايتعلق بالشهادة او المستوى الفكري ، بل هي موهبة وذوق تتعلق بنا اينما كنا ،وعن موضوع اللوحات اود ان اشيرمنذ مطلع القرن السابع عشرتقريبا انتشرت متاجربيع وشراء الاعمال الفنية واصبح تداول الاعمال الفنية يسيرا نوعا ما وفي القرن التاسع عشر كان اصحاب المتاجر يشترون الاعمال مباشرة من الفنانين باسعار يفرضونها لمقتضيات السوق ولكن تطور عمليات المتاجرة بالاعمال الفنية تغيرت نوعا ما بعد افتتاح المتاحف الكبرى حيث تهيأت ارضية لثقافة بصرية جديدة ونمى الحس الفني لدى المتلقين وحتى القرن العشرين وفي مطلعه ظل الفنان المنتج عرضة لابتزاز تجار الفن وظل اقتصاد الفنان متدني بل ان بعض الفنانين لم يجدوا ما يسدوا به معيشتهم اليومية .
ـ مضيفا :نعم هذا واقع حال انذاك ولكن الامر تغير تقريبا في منتصف القرن تقريبا يمكننا تلمس اتجاه الاهتمام بتجميع الاعمال الفنية كنوع من الاستثمار بعد تكدس رؤوس الاموال التي نمت بفعل التطورات الصناعية الكبيرة وخصوصا راس المال القادم من الولايات المتحدة مما شجع على المنافسة التي ادت الى ارتفاع اسعار الاعمال الفنية وهذا الامر باعتقادي ادى الى ظهور نوع من الطلب على اعمال محددة ولاسماء معينة لاسباب تبدوا في بعض الاحيان مبهمة ولكن مارافق ذلك ان الاهتمام بها كان مدعوما بحملة نقدية واسعة للترويج لها وتقيمها وفقا لما قدمته من ابتكارات جديدة خدمت فيها مسيرة تطور الفن ويمكن ان نتذكر ان رأس المال الياباني في الثمانينات ركز استثمارات كبيرة في شراء الاعمال الفنية مما ادى الى ارتفاع الاسعار في المزادات الفنية بشكل كبير، ودخلت الطباعة بتقنياتها الجميلة لتضيف رونقا اخر على اقتناء اللوحات ووضعها في البيوت .
ــ وعن الاذواق الفنية للناس تحدثت الصحفية ايمان الجنابي لوكالة انباء الاعلام العراقي (واع) : لقد اعجبت مرة بلوحة جميلة واشتريتها فورا من شارع الرشيد بـ 10 دولارات وعدت بها للمنزل وكان حجمها كبيرا ولم اعرف اين اضعها او الزاوية المناسبة لها سواء في غرف المنزل او في صالة الضيوف وقررت وضعها في صالة الضيوف، وبصراحة كنت محتارة في ذلك لانه ليست كل الصور مناسبة للتعليق في غرف الجلوس ! وعند زيارة صديقاتي وزميلاتي في العمل لي في احد الايام ضحكت احداهن وسخرت مني بسبب ذلك !! و لعدم خبرتي في تقدير مثل هذه الأمور الفنية والذوقية ايضا ، وهكذا تعلمت أن تعليق الصور أمر حساس يحتاج إلى الخبرة، ولمن لا يمتلكها مثلي في السابق عليه أن يعرف أن تعليق الصور كمجموعة يكون أفضل إذا كان يود تعليقها خارج غرف النوم او داخلها ! ونعرف جيدا ان معظم شركات المفروشات ابتكرت أفكاراً جميلة لتعليق الصورمن خلال توفير إطارات جميلة تتناسب مع الديكور العام ليكون مناسبا جدا انت تضع صور واحدة او عدة صور في المكان المخصص لها حسب قناعتك لتكون مكملا للذوق العام للبيت .
ـ احدى زميلاتي الصحفيات اهديتها لوحة مهداة لي من فنانة عراقية قالت لوكالة انباء الاعلام العراقي (واع) : بصراحة زميلي انا اميل لوضع التماثيل في بيتي والتحفيات كما تلاحظ تكاد تاكل نصف مساحة السكن لانها معشوقة عندي وبما اهديتني هذه اللوحة فاقترح أي مكان تختاره فاخترنا لها صالة الاستقبال ، ووجدت فيها نوعا من التجدد النفسي حسب قولها ! مؤكدة بان هذه اللوحة قد فتحت عليها بابا فنيا جديدا لاقتناء لوحات اخرى تضعها حيث تشاء ..وان اسواق بغداد تعج باللوحات الفنية العالمية ومنها لوحات كبار الفنانين العالميين مثل بيكاسو ودافنشي وغيرهم وسيكون لها مكان في بيتي وفي غرفي العديد وخاصة غرفتي الخاصة لانها بصراحة خاوية من هذه اللوحات، فاللوحات العالمية الزيتية بالدرجة الاولى تعكس ثقافة ورقي صاحب المنزل ، ولم اكن منتبهة لذلك قبل هذا الوقت، ولهذا أعتبر أن هناك فئة قليلة من الناس تجيد انتقاء اللوحات الفنية القيمة التي تعلقها في منازلها، وأن قلة بعد من تجيد تعليق اللوحات وتوزيعها بطريقة صحيحة تجعل الجدران تبدو أكثرحيوية.