واع / الايزيديات كشقائق النعماق يعدن للحياة بجذور اشجار الصنوبر/ تحقيقات

واع /تحقيق الصحفية / كواكب علي السراي

مرت أعوام على الاحداث الكارثية التي لحقت جراء احتلال داعش للأراضي العراقية واسر وسبي سكانها منهم الأقلية الايزيدية ، حيث يشهد المجتمع الايزيدي مستوى جديدا” من الانفتاح بعد سنوات طويلة من الانعزال , كـ تقاليد وديانة , عموما” بدأ الايزيدين بالتغيير وذلك بانفتاحهم اكثر على العالم ، وتحديدا” لكي تستفيد المرأة الايزيدية من هذا التغيير , حيث كانت سابقا لا تتمتع بأبسط حقوقها ومنها ( قبل مجيء جماعة داعش ، لم تكن للمرأة حرية في مغادرة قريتها من ولي امرها ) ..

اما الان فقد اختلفت الاوضاع وأصبحت المرأة الايزيدية انسان مولد بحياة جديدة يطالب العالم بحقه كمخلوق ليعيش ويتمتع بحقوقه التي منحها اياه ألله وليست مستعدة ان تتنازل عن حقها في الحياة ( فما ابعد أمس من اليوم ) لكن الاختلاف كبير , اليوم المرأة الايزيدية ان تحدثت عن التجربة المريرة تراها تدمج الامل والايجابية بين كلمات المأساة وهناك قصص كثيرة عن النساء الايزيديات التي تعرضن للاختطاف والاغتصاب والتعذيب من قبل داعش لكن وجدتهم مثال لنبتة استعادة الحياة بربيع جديد وليست مستعدة لتنازل عنه لأي خريف اتي ..

خلال زيارتي لـ قضاء “سنجار” التقيت بعدة فتيات اغلبهم يعملون اعلاميات ومعهم مجموعة من الشباب وأعمارهم الجميع مابين ( 18 – 30 ) بالرغم من كون الاغلبية لا يحملون اي تحصيل دراسي بسبب الظروف التي مروا بها , الا ان الحكومة قررت ان تحيي هذه الفئة لتستعيد الحياة بجميع مكوناتها وتبني واقع بالرغم مما حدث لهم , ليكون عماد بنيانها وأوتادها شبابهم ..

فكانت اول محطاتي شابة اسمها ” سميرة صبري خديدة” العمر 20 سنة من قرية “سنونو” في سنجار , وقد سألتها : عن فترة احتلال داعش والأوضاع الان : فقالت” لقد كنت صغيرة عند دخول داعش الى الموصل وبقية المناطق , وكون قرانا بعيدة , قام والدي بأخذنا الى الجبل هروبا من داعش مع بقية العوائل , صعدنا فوقه , وقد حوصرنا (12) يوم من قبل تنظيم داعش , وطالبونا بتسليم انفسنا والانصياع لدولتهم , لكن العوائل رفضت , حيث لم يوجد لدينا من المؤن والمواد الغذائية والماء ما يكفي , فـ مات الكثير من الاطفال والنساء والرجال , الى ان حضرت المساعدة ..

وأضافت “سميرة” : لم اتلقى اي تعليم بسبب الظروف لكن أنا اليوم حصلت على شهادة الدراسة “ألمتوسطة” بجهودي , وام لطفلين واعمل ضمن منظمة انسانية وأتلقى راتب شهري منها , واعرف كيفية استعمال السلاح لأدافع عن نفسي وعائلتي وزوجي عسكري , لا يتواجد معنا دائما عند التحاقه بواجبه هو يكون مطمئن علينا , كوني اليوم مستعدة ان اكون الزوجة وإلام والسند للدفاع عن عائلتي من اي خطر يأتينا بأي لحظة ..

اما الجميلة “حلا حسين خلف” ذات الــ “20” ربيعا” , فسألتها: من اين لك المهارة كي تعملي , كإعلامية ومراسلة ومصورة في التلفزيون الايزيدي وتتكلمي اللغة الكردية والعربية , وأنت بدون مؤهل : فقد اوضحت” , انا عائلتي هربت مع بقية الاسر عند هجوم داعش الى الجبل ( فوق الجبل ) , كنت وقتها صغيرة في العمر الى تحريرنا من داعش ورجوعنا , فقد طلبوا من الشباب ممن يجد في نفسه القدرة للعمل يحظر لتدريبهم وتأهيلهم للعمل كل حسب اختياره , وقد انتميت للعمل مع مجموعة شباب في الاذاعة الايزيدية في اول الامر وقد ادخلونا دورات تدريبية في الاعلام ( الالقاء , التصوير , المونتاج , الاخراج ) لمدة “3” اشهر بعدها انتقلت للعمل في التلفزيون الايزيدي في برنامج اسمه ” التنور” برنامج يحكي عن التراث الايزيدي وقصص لنسائنا واهلونا , لافتتاحه بالتنسيق وموافقة بأسناد من الحكومة المركزية في العاصمة بغداد ..

كما كان لي حديث مع المصورات “هافيدان” 18 سنة , و “اميرة رفو علي ى” 19 سنة : هافيدان تكلمت نيابة عن اميرة التي لاتجيد العربية , وقد تولت الترجمة بيننا , تقول اميرة انا قدمت برنامج يعايش النساء الايزيديات التي تعرضن للسبي وقد زرت هؤلاء النساء في بيوتهم او في المخيمات حيث , وافق اهلي الموصل على عودة النساء التي اسرن من قبل داعش ولديهن اطفال , بشرط ان يتخلوا عن اطفالهم لمنظمات حقوق الانسان , التي تخلوا عن الاطفال عادوا , اما التي رفضن ترك اطفالهن فقد لازلن في المخيمات ومصيرهم مجهول ..

اما هافيدان”فقد تذكرت : قصة لاحدى السيدات اللاتي عدن من الاسر بعد ان قام امير داعش بقتل ولدها امام عينيها , لانها رفضت ان تسبها وتغتصب وتتزوج من جنودهم فقاومت , لكنه بالمقابل سجن ولدها في قفص لمدة “7” ايام بدون ( طعام وشراب ) الى ان يموت او ترضخ , لكنها رفضت فعادوا بعد (7) ايام ليجدوا ابنها حي يرزق , لكنه أستمر بتعذيبه بالماء البارد ( الماء المتجمد ) وبعدها قاموا بإخراج عينيه وقلعهما من مكانهم وقتله ..

واجمل حديث ختمته مع الشابة “فلك ناس” و”دلي” صغيرات مابين 13 سنة و14 سنة : طموحهم ان ينظموا الى (العسكرية) جيش النساء , وان يكملوا تعليمهم , لان الاهل لايوافقون على اكمل الدراسة لاسباب مجهولة ..

ومن جانبها تضيف السيدة “سهام شنكالي” : كنساء ايزيدات اليوم نحن لا نحتاج عون من أي حكومة او جهة ولا ننتظر الدعم عند تعرضنا لاي هجوم ارهابي , اليوم لدينا القدرة لحماية انفسنا , التجارب كانت لنا خير عون لنكون اقوى من ذي قبل , يكفينا اضطهاد , وهذه الذكريات سوف “تفتح جروحاً”، ونحن هنا “كأشخاص كنا شاهدين على حقبة أليمة , لا بدّ أن ندوّن هذه كرسائل في التاريخ”، مضيفة” لا بدّ للأجيال المقبلة أن تعرف ما حصل تماماً في تلك الفترة , ومدا بشاعة داعش ومن ساعدهم في احتياح العواصم والمدن وابادت الكثير من الاناس والامم ( لماذا ؟ , ومن اجل اي شي لانعرف ) ..

وقد ادرجت كلام لــ “قائد شنگالي” وهو باحث أيزيدي يتحدث فيه عن الماساة الايزيدية : أن الايزيديون دفعوا فاتورة ثقيلة في حرب داعش , حيث تعرضوا في 14 آب 2007 إلى واحد من أكبر الحروب الإرهابية , حيث بلغ عدد القتلى “800” شخص , بتفجير شاحنات في مجمع القحطانية السكني ليوقع عدد مهول من القتلى اثناء سقوط الموصل في حزيران 2014 , تعرضت المدن الايزيدية وعلى رأسها “سنجار” لهجوم من قبل عناصر التنظيم الذين سرعان ما سيطروا عليه بعد انسحاب “قوات البيشمركة” قتل المسلحون عدد كبير من الأشخاص وأسروا آخرى , بعد فرار الآلاف من العوائل إلى “جبل سىنجار الحصين” للنجاة من أيدي التنظيم , واعتبرت الأمم المتحدة أن أفعال التنظيم يمكن تصنيفها “جرائم حرب” ضد الإنسانية ، وأنهم تعرضوا لمحاولة إبادة جماعية تسببت بمقتل “3 آلالاف” , واختطاف “5آلاف” , وتشريد “400ألف” في دهوك وأربيل وزاخو ..

وأضاف” : كما تعرضت “1500” امرأة للاغتصاب الجماعي ، كذلك تم بيع ” 1000″ امراة بالسوق كسبايا , بينما نشر تنظيم داعش فيديو يقولون فيه أن المئات من الايزيديين دخلوا الإسلام ويظهر مجموعة منهم تردد الشهادة وتصلي وهم محاطون برجال التنظيم

فيما ختمنا لقائنا مع “الصحفية” ايمان قاسم اللامي وقد ذكرت : أن عقب الأحداث المأساوية في الموصل , قام الايزيديون في منطقة “سنجار” بتأسيس ( كتائب طاووس الملك ) في 28 آب , وقد اعلنوا عن انضمام “700” إيزيدي وإيزيدية , لهذه الكتائب المسلحة التي تتخذ من جبل سنجار معقلا” لها وهدفها تحرير المناطق الايزيدية من سيطرة مسلحي تنظيم داعش , فيما اوضحت ” ان مجلس النواب العراقي في آب 2012 أقر بتأسيس (( ديوان أوقاف الديانات المسيحية واليزيدية والصابئة المندائية )) ويمتلك الايزيديون مقعداً واحداً في مجلس النواب العراقي ومقعداً واحداً في مجلس محافظة نينوى ومجلس قضاء الموصل , كما يمتلك اليزيديون أيضاً نائباً في البرلمان الأوروبي ..