واع / المرض النفسي كـنتاج للمرض الاجتماعي

واع / صفا حسين

ترى نظرية واضحة المعالم أن الأمراض النفسية هي نتيجة الأمراض الإجتماعية، فعندما نشخص فردا معيناً على أنه مضطرب نفسياً، فإن هذه الاضطرابات الفردية ليست أكثر من مجرد أعراض لاضطرابات عامة في المجتمع، فالأوضاع الإقتصادية في السنوات الأخيرة تقدم بيانات على صحة هذا الافتراض، حيث أشارت التقارير أنه كلما إرتفعت البطالة كلما زاد عدد المراجعين للمستشفيات العقلية، وحالات الانتحار و حالات الموت الناتجة من الضغوط النفسية مثل أمراض القلب و الكبد، التي ارتفعت إلي مستوى الدلالة الإحصائية.
و لقد أشار المنظرين الاجتماعيون الحضاريون أيضا إلي العديد من الأمور الغير عادلة في المجتمع من قبيل الفقير و التميز ضد الاقليات، و المرأة، و انعدام وجود احترام، أو دور يليق بالمسنين فضلا عن العديد من حالات التحريض الحضاري الاستفزاز و الاستفزاز النفسي، و لهذه الأسباب و أسباب أخرى فإنه من غير المدهش -كما يرى هؤلاء المنظرون- إذا ما تصرف فقير، أو غير متعلم عاطل، أو مراهق بشكل شاذ أو قاسٍ، و عليه فإنه ليس من المجدي أن نشغل انفسنا في البحث عن أسباب الاضطرابات النفسية في داخل من يعاني منها، فالأسباب إجتماعية وهي مكشوفة و واضحة، و بكل اختصار “الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الفرد ما هو إلا انعكاس للمشكلات الاجتماعية بمداها الواسع”.