واع / التشكيلية اللبنانية فريال الصائغ .. كتلة من الوهج الفني الرائع والمتجدد دوما .. !!


واع ــ ايمان الجنابي ـ السليمانية
كثيرة هي اللقاءات التي اجريناها مع الفنانة التشكيلية اللبنانية فريال الصائغ ،ومن خلال معارضها الفنية الجماعية والشخصية في بغداد وفي السليمانية حيث استقرت فيها، ومع هذا لايزال وهج نتاجها الفني المتالق دوما ربما من صخب الأفكار وكثرة الأحاسيس المفعمه بالحب والأمل والتفاؤل تأتي لوحاتها مزدحمه الأفكار..والصائغ لاتحب اللوحه الصامتة، وكل من ينظر الى لوحاتها يسمع نبض الحياة. فمن هي فريال الصايغ ؟ انها فنانة متالقة ومتجدده ومتفائلة ولدت في بلدة صوفر اللبنانية، قضاء عاليه..وهي تسعى دوما الى تكريس اللون والكلمة لخدمة الجمال والمحبّة والإنسان. اقامت معارض كثيرة في لبنان والعراق ، كما اقامت معارض مختلفة في محافظة السليمانية التي تقيم فيها الان ، كما شاركت في الكثير من المعارض الجماعيه في الخارج مثل دبي وبغداد وأميركا وإيطاليا، وكانت لها مشاركات في مختلف المناطق اللبنانيه. تحرص في أعمالها على استخدام الألوان الزيتيه والأكريليك، وقد أصدرت مجموعه شعريه تحت عنوان «قميصه الأبيض».. انها جوهرة فنية متالقة دوما.
مراسلة ( واع ) التقت الفنانة الصائغ حيث قالت : على الفنان أن يكون طليقاً كالفراشه،وهذا هو مفهومي الذي اعتز به.. واختار ما يناسبني وماارتاح اليه ! ومن الممكن أن يكون الفنان يتميز بأسلوب معيّن أو ينتمي الى مدرسه فنيه محدّدة أو يتأثر بأحد الفنانين الكبار المعروفين، ولكن عليه في الوقت نفسه أن يُبقي على تميّزه من خلال عدم تأطير نفسه في قالب محدد، فذلك يحدّ من موهبته، لذا أرسم أي شيء أشعر أنه يتناغم مع مشاعري وينسجم مع تطلعات ريشتي. أترك حريه الاختيار لأهوائي، لذا لا أخطط لأعمالي الفنية، فهي غالباً تأتي بالصدفة، لكنني أدرسها بدقة لجهة التطبيق وبناء اللوحة ضمن المعايير الضرورية المتعارف عليها ليرتكز العمل على أسس وثوابت. بالنسبة إليّ، الرسم كالكتابة، أي هو وسيله للتعبير عن أفكاري وتحريرها من سجنها، فخروجها من الوجدان لترقص مع اللون على مسرح القماش، متعة لا يشعر بها إلا الفنان.
( واع ) ماهي مساحة الحب في لوحاتك المختلفة ؟ تقول الصائغ : نعم الحب هو سيد اللوحات وهل يمكن تُسأل العصافير لماذا تحب الغناء؟ والفراشات لماذا تعشق النور؟ والزهر لماذا يرنو إلى الحقول؟ والأرض لماذا يُحييها الربيع؟… هكذا خُلقت وسأبقى، وكل شيء يدفعني للرسم وكأن الرسم أساس والباقي تفاصيل. إذا كنت حزينة فالرسم يُبدّد اكتئابي. وإن كنت سعيدة، الرسم يزيدني فرحاً. وإذا كنت متعبة فهو يجدّد طاقتي. لذا أجدني أرسم في كل الظروف والأحوال، ولا شيء يثني موهبتي عن المتابعه والتعبير.
( واع ) .. وهل لشخوصك الفنية حضور بارز في تلك اللوحات تقول الصائغ ؟: نعم وبلا شك وبدون تردد اقول لكم .. ان الإنسان وانسانيته هي أساس في لوحتي كوني لا أرسم التجريدي أو الخطوط المبهمة، كما أنني لم أدخل نطاق الحروفيات وأي شيء آخر له صلة مباشرة أو غير مباشرة بالإنسان، ومعارضي الفنية الخاصة كانت تحاكي الإنسان وعاداته وتقاليده وكأنها تأريخ لحقبة زمنية مضت ولا نريد أن يدركها غبار النسيان. لعبت لوحاتي دور الحكواتي، وكان كل عمل يحكي قصة جميلة غابت عن أذهان الناس فأحييتها بأسلوب الطفولة البريئة وبمسطحات لونية خام لا تخضع لتدرّج الألوان ولا لظل أو نور. فالرسم الواقعي تكون رسالته واضحة هادفة بأسلوب مرن يحاكي المتلقي وواقع حاله الذي يتلخّص بالإنسان ومشاعره ومعاناته ومشاكله.
( واع ).. وجدنا بان اسلوبك الفني الحالي قد انتقل من مرحلة الى اخرى ولاتخلوا من الجماليه والابداع ؟ فما هو هذا الجديد ؟ تقول الصائغ : بلا شك ان التغيير مستمرومتفاعل كيفما يكون نوع العمل الفني واود او اقول وبمناسبة عملي الان كاستاذة ( معلمة ) في احد مدارس السليمانية ، حيث تطلب من الابداع في انجاز وتنفيذ اعمال فنية مختلفة تماما عن اعمالي التشكيلية لكنها لاتبتعد عن اساسيات العمل الفني المتكامل ،وانا قبل كل شيء إنسانة تشعر وتتأثر وتحزن وتفرح. والحياة فيها ما يريح وما يُضني. وكوني فنانة، أشعر أنني أكثر تأثراً، ومشاعري مرهفة الى أقصى حد.وعملي في التدريس يجعلني اتجدد دوما لما هو الجديد فكراوفنا ناضجا ومتميزا ، نعم ولكن أتعامل مع انفعالاتي بإيجابية، ولا أجعل الحزن يتمكن من حركة ريشتي ويُمسك زمام أمور لوحتي وأعمالي الفنية لوقت طويل. قد تظهر أحزاني في أعمالي لكوني ابنة المجتمع، واللوحة مرآة ذات الفنان، ولكن سرعان ما يغلب اللون ويحقق انتصاراته على مساحة لوحتي لغايات جمالية متفائلة
( واع ) .. كيف تجدين الفن التشكيلي مجسدا في لوحاتك المحلية تقول الصائغ : الفن التشكيلي المحلي بشكل عام له مساحته وعشاقه وموقعه لا يستهان بهما… فيه من الرقي والجمالية الشيء الكثير، فهو مواكب للحضارة والحداثة، وفي الوقت عينه متعلق بالجذور والاصاله، بعيدا عن الابتذال والاستخفاف بذوق المتلقي فالساحة التشكيلية المحليه واعدة لا ينقصها الإبداع والخلق او قلّة الجودة او ندرة العناصر، كل ما في الأمر التسويق المعدوم غير مدروس… ويقتصر على بعض الأسماء المعروفة، ولكن عموما التشكيل يمثل قمة الذوق الراقي الذي يوصل اللمسات والالوان في ذاكرة المتلقي ومن ثم تصل الفكرة التي يبتغيها كل فنان من خلال عمله او مجمل اعماله، ولابد من التاكيد على ان اللوحه الفنيه المحليه فيها التنوع والابداع والفن الراقي الشفاف، ولها حضورها وإن الذوق العالمي لا يختلف عن الذوق المحلي..
واخيرا تقول الصائغ : ان الرسم حاله عشق وهُيام، والعاشق الولهان يزوره السهاد ويطيب له السهر لمناجاة الحبيب فيحلو الكلام. هذا ما يعيشه الفنان ليلاً، فعطاؤه يتحول إبداعاً في سكون الليل حيث الكل نيام إلّا هو ومعشوقته الريشة، التي تتحرر من خجلها وتنساب رقيقه حرّة وتتمايل بخفّة بين أنامل الفنان فيطلع الفجر ويولد عمل فني جميل بعد ليله عشق..!