واع /”طريق التنمية الاستراتيجي” اكبر مشروع سككي يربط الخليج بتركيا والعالم ويعزز الاقتصاد العراقي / تقرير

واع / بغداد / ليث هادي أمانة  

تحتضن العاصمة بغداد يوم السبت المقبل (27 أيار الحالي) مؤتمر طريق التنمية بمشاركة عشرة دول هي (السعودية، تركيا، سوريا، الأردن، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، عُمان، إيران).

وفي هذا الاطار أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني حرص العراق بالانفتاح على دول الجوار وإقامة علاقات شراكة اقتصادية.

وذكر رئيس الوزراء في تغريدة تابعتها (وكالة انباء الاعلام العراقي/واع) أننا “التقينا بالرئيس رجب طيب اردوغان وعقدنا معاً مباحثات مثمرة وبنّاءة”، مضيفاً أننا “أكدنا حرص العراق بانفتاحه على دول الجوار وإقامة علاقات شراكة اقتصادية تعزّز التكامل الثنائي، كما اتفقنا على المضي قُدماً بطريق التنمية الذي يربط الشرق بالغرب ويمرّ بكلٍّ من العراق وتركيا، ما سيعود بالمنفعة على شعوب المنطقة”.

وتابع أننا “أكدنا أيضاً توجيهنا للسفارة العراقية في أنقرة بتسهيل منح تأشيرات الدخول إلى أصحاب الشركات التركية؛ رغبةً من حكومتنا ببدء مرحلة جديدة من التعاون”، خاتماً بأننا “نقدّم شكرنا لرئيس الجمهورية التركية على استجابته بزيادة إطلاقات مياه دجلة، في بادرة تعبر عن نية طيبة تجاه العراق”.

من جهته كشف مدير عام الموانئ العراقية، فرحان الفرطوسي، في تصريح متلفز ،أن “مشروع طريق التنمية سيربط ميناء الفاو بموانئ البحر المتوسط والطرق البرية والسككية بأوروبا ودول القوقاز”، موضحاً أن “الطريق سيشمل خطين: الأول سككي ذهاب وإياب، والثاني طريق بري جديد يختلف عن الطريق السابق، إضافة إلى أن هناك حقيبة كبيرة من المشاريع الاستثمارية سوف يكون لها الحظ الأوفر مع المباشرة بطريق التنمية”.

واضاف، ان “المعطيات الاولية تشير الى تسلم 10 شركات عالمية متخصصة بالقطاع السككي وانشاء الطرق للمشروع الذي سيجزء الى 10 اجزاء ورؤية رئيس الوزراء ان يسلم الى شركات متعددة ليتم انجازه في فترة قصيرة”.

واشار الفرطوسي، الى انه “لم تحدد نوع الشراكة مع الشركات العالمية لتنفيذ طريق التنمية الذي هو عبارة عن جسر بري بين الخليج واوروبا”.

وبين ان “المسار العراقي هو الاقصر من ايران بالاضافة الى الارض المنبسطة التي تجعله بكلف اقل بالنسبة للنقل مما يشجع المستثمر لهذا الطريق، كما سيختصر طريق التنمية وقت نقل البضائع الى اوروبا بحدود اسبوعين”.

واردف الفرطوسي “طريق التنمية لن يواجه التعقيدات كما كان ميناء الفاو واليوم هناك تغير كامل بالتنفيذ وهو محسوب مسبقاً من قبل الحكومة ورئيس الوزراء”، مستدركاً “ميناء مبارك متوقف نهائيا عن العمل بعد اعلان العراق عزمه على انشاء الفاو واليوم اصبح عبارة عن كاسر للامواج”.

ونوه الى “المباشرة بانشاء بنى تحتية استراتيجية في منطقة الفاو والمتضمنة ميناء الفاو والمنطقة الصناعية ومصفى كبير جدا بطاقة 300 الف برميل نفط يوميا وانشاء محطة للطاقة الكهربائية ومعمل لانتاج الانابيب ومعمل مكمل للبتروكيمياويات وبمسافة تبعد 100 كم عن طريق التنمية”.

واكمل الفرطوسي “طريق التنمية مخطط له نقل نحو 14 مليون مسافر سنويا من الشرق الى الغرب، والموانئ العراقية مؤمنة بالكامل كذلك ميناء الفاو ونحن موجودن كادارة عامة للشركة ولا سلطة لمتنفذين او احزاب على الموانئ الجنوبية”.

واوضح، ان “هناك نظام المدونة الدولية كان غائبا اليوم تم تفعيله ولا دخول لاي شخصية الى الموانئ دون الحصول على الموافقات الرسمية”، خاتماً “السنة القادمة سنشهد الارساء التجريبي للارصفة الخمسة والتخصيصات المالية في موازنة 2023 سنستكمل جميع المشروع”.

من جهته أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء هشام الركابي، أن “مشروع طريق التنمية سيربط ميناء الفاو بموانئ البحر المتوسط والطرق البرية والسككية بأوروبا ودول القوقاز”، موضحاً، أن “الطريق سيشمل خطين: الأول سككي ذهاب وإياب، والثاني طريق بري جديد يختلف عن الطريق السابق، إضافة إلى أن هناك حقيبة كبيرة من المشاريع الاستثمارية سوف يكون لها الحظ الأوفر مع المباشرة بطريق التنمية”.

وكان الرئيس التركي رجب طب أردوغان قد اعلن في وقت سابق في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني  في انقرة بدء العمل على مشروع “طريق التنمية” الممتد من البصرة في العراق إلى تركيا، والذي وصفه بأنه “طريق حرير جديد”.  مضيفاً”لقد أكدنا عزمنا على العمل معا لإنجاز مشروع طريق التنمية الرامي لبناء ممر نقل بري وسكة حديد يمتد من البصرة إلى الحدود التركية. واتخذنا خطوة جادة تظهر إرادتنا للعمل معا لتحقيق هذا الهدف، من خلال إعلان أنقرة الذي اتفقنا حوله. إن طريق التنمية لا يعتبر مشروعا استراتيجيا مهما لتركيا والعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها”.  ولفت أردوغان إلى تكليف الوزراء المعنيين بالعمل على تحقيق مشروع طريق التنمية الممتد من البصرة إلى تركيا. 

الى ذلك قال مدير عام الشركة العامة للسكك الحديد التابعة لوزارة النقل يونس خالد الكعبي في تصريح صحفي: إنه “جرى الانتهاء من رسم خارطة خط سكة حديد العراق-تركيا، الذي يبدأ من الفاو في البصرة جنوبي العراق ويدخل إلى الأراضي التركية ماراً بإقليم كردستان العراق شمالي البلاد، وإن 15 شركة عملاقة ستعمل على مد خط السكة الحديدية “.

وأضاف خالد أن “العراق سيجني أربع مليارات دولار كعائدات جمارك وأجور نقل سيؤمّنها هذا الخط، إضافة إلى 750 مليون دولار من نقل المسافرين، و”سيكون هذا المشروع نقطة تحول للعراق، وسيصبح بديلاً للنفط”.

وبيّن أن “الخط يبدأ من مدينة الفاو ويمر بعشر محافظات عراقية قبل أن يصل إلى تركيا”، وذكر أن “تكلفة المشروع هي 17 مليار دولار، منها 10.5 مليارات دولار كلفة شراء قطارات كهربائية متطورة، و6.5 مليارات دولار كلفة مد السكة الحديدية التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر”. مؤكدا أن “المشروع كبير واستراتيجي، وهو واحد من أكبر المشاريع في العراق، وسيحول العراق إلى مركز لوجستي مهم”، معلناً أن المشروع سيتم إنجازه سنة 2028.

ويعدّ مشروع طريق التنمية إضافة كبيرة ومردوداً لخزينة الدولة، فهو مشروع استراتيجي مكمل لمشروع ميناء الفاو الكبير كونه يضم خط سكك حديد مزدوجاً، فضلاً عن طريق بري سيتم إنشاؤه بأحدث التقنيات، طريق ينظر إليه الخبراء والمختصين على أنه ثورة اقتصادية كبيرة ستغير شكل العراق والمنطقة.

وفي هذا السياق قال الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه إن “طريق التنمية سيغير وجه المنطقة، كونه سيربط الشرق بالغرب وهو طريق مهم وحيوي يكون بمثابة المشغل الحقيقي لميناء الفاو ومحقق التنمية في المنطقة كافة”.وأضاف أن “تكلفة المشروع تقدر بنحو 17 ترليون دينار، ويعد من المشاريع العملاقة والمهمة لتحقيق تنمية مستقبلية للعراق وتزيد من فرص العمل، بالإضافة الى تنمية المناطق من الفاو الى الحدود التركية وهي المناطق التي يمر عليها الطريق”.

بدوره ذكر الخبير الاقتصادي والأكاديمي أسامة التميمي  أن “هذا المشروع يعد أحد متغيرات عالم ما بعد النفط، ويجب استغلالها جيداً للقضاء على الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، لاسيما أنها ستوفر الكثير من فرص العمل وستعود بالمردودات الاقتصادية الكبيرة وواحدة من أهم العناصر الأساسية توفير النقل المناسب والذي يكون عبر العراق بواسطة الربط السككي والقناة الجافة لربط جنوب العالم بشماله عبر العراق”.

بدوره، قال المحلل السياسي والأكاديمي غالب الدعمي: إن “مشروع طريق التنمية سيوفر ملايين فرص العمل وسيحسن من موارد العراق وتخفيف الزخم عن المدن الجديدة”.

يشار الى ان المؤتمر سيعقد في القصر الحكومي داخل المنطقة الخضراء ليوم واحد وسيشهد تغطية اعلامية واسعة. ويرأس اللجنة التحضيرية الخاصة بالمؤتمر، وزير النقل رزاق محيبس السعداوي.

ت / ل . هـ