واع/ تقرير استقصائي: الشركات الأمنية الأجنبية تتلاعب بأمن مطار بغداد وبعضها وهمية

واع/بغداد

كشف تقرير استقصائي او سي سي ار بي المتخصص بالجريمة المنظمة والفساد ، الخميس، ان موظفي مطار بغداد اعربوا عن مخاوفهم بشأن شركات الامن الأجنبية العاملة في المطار وخصوصا ان امن المطار تشرف عليه شركة بيزنز انتل الكندية شبه الوهمية التي سيطرت على امن المطار منذ تشرين الأول عام 2022 .

وذكر التقرير ان ” عددا من الموظفين الأجانب العاملين في الشركة لم يتسلموا رواتبهم منذ عدة اشهر فيما قال  إينوسنت أودار، وهو مقاول أمني أوغندي وخبير في الكلاب يبلغ من العمر 37 عاماً، إنه طُرد من العراق في أواخر أيلول الماضي بعد أن كتب هو وخمسة من زملائه رسالة إلى الشرطة يشكون فيها من ظروف عملهم ويحاولون إخبارهم بأن أكبر مطار في البلاد معرض للخطر”.

وأضاف ان ” الموظفين قالوا انهم لم يتسلموا رواتبهم منذ شهر أيار الماضي من الشركة الكندية وقد أيد الصحفيون شهاداتهم باستخدام وثائق من الشركة قدمها الموظفون الحاليون والسابقون، بما في ذلك جدول بيانات مسرب لرواتب الموظفين، وكشوف المرتبات، وعقود العمل، والرسائل التي طلبت الشركة من الموظفين التوقيع عليها للتنازل عن مطالبهم بالراتب المستحق”.

واعتبر اودارا إن ” عدم دفع الرواتب يعد خرقا امنيا فقد أصبحوا ضعفاء ومحبطين ولم يتمكنوا من التركيز في العمل، كما ان ذلك يجعلهم عرضة للرشوة والسرقة وإدخال المواد الممنوعة مقابل مبالغ مالية “.

من جانبه قال  آندي هيجينز، وهو متخصص طيران بريطاني عمل في شركة بيزنيس إنتل الكندية  لأكثر من ستة أشهر، إن “عدم الدفع قد يعرض أمن المطار للخطر”، مضيفا انه  “بمجرد أن تتوقف عن دفع أجور موظفيك، يصبحون عرضة للرشوة والإكراه، الأمر بسيط للغاية، و هذه تهديدات مباشرة للطيران”.

وأوضح التقرير ان ” شركة بيزنز انتل الكندية التي تتولى امن مطار بغداد مسجلة في اونتاريو بكندا حيث أدرجتها مواقع الويب التابعة لجهات خارجية على أنها شركة سياحية أو شركة إلكترونيات، كما ان الرئيس التنفيذي للشركة هو حفيظ أوكي، وهو رجل أعمال أفغاني كندي كان عمله السابق يشمل بيع الفراش للفنادق وإدارة منظمة غير حكومية لتقويم العظام تصنع الأطراف الاصطناعية في قندهار في التسعينيات مما يعني ان اختصاص الشركة غير أمني بالأصل”.

وتابع ان ” عضوة البرلمان عالية نصيف اشارت إلى مشاكل تتعلق بالطريقة التي تم بها منح العقد ، وطلبت من هيئة النزاهة العراقية التحقيق في عقد شركة بيزنيس إنتل، قائلة إن الشركة لم تقدم الاعتماد لأصولها الرأسمالية أو خبرتها أو أعمالها الأمنية السابقة، وأن لديها موظفين اثنين فقط”.

وأشار التقرير الى ان ” الشركة زعمت انها لديها خبرة في جميع أنحاء العالم، وأنها “لعبت دورًا رئيسيًا في أمن” أربعة مطارات في أفغانستان، لكن أربعة من موظفي بينهم ثلاثة أفغان من الشركة الكندية  قالوا انهم لم يسمعوا قط عن الشركة في بلادهم”.

وقال عدد من الموظفين الحاليين والسابقين  إنهم” عندما وصلوا إلى بغداد لأول مرة، كان الموظفون الوحيدون الذين التقوا بهم هو أوكي، ابنه في سن الجامعة، وفراس هاشم العزاوي مدير الفرع في بغداد وسلطت الوثيقة، التي قال هيغينز إنها قدمت إلى رئيس الوزراء العراقي، الضوء على السير الذاتية لعشرة من المتخصصين في مجال الأمن، الذين زعمت أنهم يشكلون “الفريق الإداري” لشركة بيزنز انتل  كما عثر الصحفيون على تفاصيل اتصال لخمسة من الأشخاص المدرجين في القائمة، لكن الأشخاص الذين تم الوصول إليهم لم يرغبوا في التعليق خوفا على انفسهم”.

واختتم التقرير بالقول ان ” مكتب رئيس الوزراء العراقي لم يستجب لطلبات التعليق، وامتنعت وزارة النقل العراقية عن التعليق قائلة إن أمن المطار يتولى إدارة الطيران المدني الدولي”.