واع/ هل تعود الذاكرة البغدادية العراقية الاصيلة الى زمن الخير والبساطة؟
واع /ايمان الجنابي
البغداديين والعراقيين اللذين عاشوا فترة جميلة من ايام زمان ايام الخيروالبساطة والامان الذيرحل عنا .. وخاصة نحن البغداديين اللذين تربوا وعاشوا على تقاليد و عادات جميلة لايمكن نسيانها ابدا، وحتى بالرغم من بساطتها وسذاجتها في يومنا هذا، الا انها دخلت العقل قبل القلب ومنها المعتقدات الشعبية الجميلة والاعتقادات التي كان الناس يؤمنون بها الى اقصي الحدود وكنا اطفالا لانفقه شيئا سوى ان نؤمن بما يؤمنون ونعتقد بما يعتقدون ومرت الايام ودارت السنين واصبحت تلك الايام ذكريات عبرت افق الخيال .. ولكن لاباس من ان نتذكرها اليوم ليعرف هذا الجيل جيل التكنولوجيا والرقميات جيلنا الجديد كيف كان الناس يعيشون وبماذا يؤمنون ويعتقدون وان لحكاياتهم معاني كبيرة وجميلة تعالوا اليوم نستذكر بعضا منها :
ـــ يعتقد البغداديون أن حكة اليد اليمنى تعني أن صاحبها سيحصل على دراهم .
ـــ وأن حكة الخد تدل على مجيء ضيف عزيز تبادل معه القبل على الخدود .
ـــ وأن حكة الخشم (الأنف) تبشر بأكلة سمك .
ـــ وأن حكةالرجل اليمنى تشير الى أن أحدهم ذكر صاحبها قدحا أو مدحا .
ـــ وأن رجفة الكتف تدل على لباس جديد .
ـــ وأن وجود شعراية باللسان ينبىء بوصول صوغة أي هدية .
ـــ ومن عادات البغداديين أيضا أذا سافر أحدهم فأن زوجته لاتتصنع ولاتتزوك (أي لاتتجمل ولاتستعمل أية مادة من مواد التجميل) حتى يعود زوجها .
ـــ وأذا سكنت عائلة بجوار عائلة أخرى فمن واجب الجوارين تكريم الجار الجديد بأرسال (خبز) فحواه أن غذاء يوم الغد سيكون من بيت فلان .( اين هي هذه العادة الجميلة اليوم؟)..
ـــ وهذه من العادات اللطيفة التي تتيح الفرصة للعائلة الجديدة في ترتيب البيت وفرشه وتنظيفه فضلا عن أن أم البيت(تعبانة) ولاوقت لها تصرفه في طبخ الغذاء (صاحب البيت والجهال) وهي كذلك عادة توطد أسباب التعارف الذي لابد منه بين(الجوارين) وهكذا تبقى العائلة الجديدة مدة أسبوع أو أكثر والجوارين يتناوبون في أرسال صواني الغداء الحافلة بكل مالذ وطاب .
ـــ ومن عادتهم أن الأبن لايدخن السجارة بحضور والده حتى لو كان الولد متزوجا وعنده أولاد وكذا الأخ بالنسبة لأخيه الأكبر زيادة في الأحترام كما لايضع(رجل على رجل) أثناء الجلوس في مجلس يجمعه بمن هو أكبر منه سنا كما ينهض هو وجميع الحاضرين عند دخول رجل أكبر منهم سنا وتلك لعمري من الصفات الحميدة .
ـــ وأذا وجد أحدهم قطعة خبز على الأرض فأنه لايطؤها بقدمه بل يلتقطها ويقبلها ثم يضعها في (زرف الحائط) أو بالقرب منه كما أنهم يلتقطون من الأرض كل ورقة مكتوبة ويحرقونها أو يضعونها في ثقب الحائط أيضا خشية أن يكون فيها أسم الله جل جلاله .
ـــ ولايجوز كنس فناء الدار وقت الغروب لكي لاتزول النعمة .
ـــ عندما يأتي شهر صفر فالناس تضع قطعة نقدية في المشربة وتكسره بباب الدار وبعد مضي هذا الشهر ومجيء شهر ربيع الأول تقول (الناس ذهب صفر جانا ربيع يا محمد يا شفيع دفعا للبلاء) .
ـــ أذا خرج أبو البيت للعمل تلقي زوجته أو والدته خلفه الماء أعتقادا بأن ذلك يفيد بالرزق والعودة بسلام وأذا ركبت فردة النعال أو الحذاء يكرم السامعين معناها صاحبها رح يسافر .
ـــ أذا أفترشت الدجاجة الأرض يعني قدوم ضيف وكذلك أذا زقزقت العصافير أو نزل العنكبوت من السقف وأذا زحف الطفل الذي يستطيع المشي وأذا كنس الطفل الأرض وأذا طفر العجين من النجانة وأذا غسلت البزونة .
ـــ ونحكي بتفصيل نوعا ما عن تناثر العجين من بين يدي العجانة فعندما تضع المرأة الطحين في الصحن المعد للعجين وتبدأ بعملية العجن يتطاير بعض العجين الى الأرض من بين يديها فتعتقد بأنه لابد أن يأتيهم في هذا اليوم ضيف(خطار) وبذلك تخبرأهلها معلنة لهم بأنه سوف يأتي أليهم في هذا اليوم ضيف وذلك لأن عجينها يتطاير من الصحن وهو من نصيبهم حسب ما تعتقد .
ـــ تحتفظ الأم بملابس ولدها البكر لتلبسها لأولادها اللاحقين أو أولاد أولادها .
ـــ يتشائم الناس من يوم السبت ويتفائلون بيوم الأثنين أذ يعدون هذا اليوم هو يوم الرسالة وولادة الرسول ويوم وفاته (صلى الله عليه وسلم) .
ـــ يتشائم الناس من عدم تناول العشاء ليلا .
ـــ أذا قلبت ملعقة الشاي في القدح على غير وجهها فدلالة على تنبه الشارب بوجود النقص وخاصة في الريف .
ـــ وقوع العصابة من رأس المرأة .
ـــ يحدث في بعض الأحيان أن المرأة وهي جالسة تنحل(تفتل عقدة عصابتها فتنزل على رأسها فتعتقد بأن نساء أخريات قد أجبن ذكرها (مسكن شدها وهذه الحالة تشبه طنين الأذن فنجدها تقول أن شاء الله خيرا وبعد ذلك تشد عصابتها كما كانت في سابقتها) .
ـــ حزب رجل العزب والعزبة (الشاب والشابة) لدى العروسين .
ـــ عند حدوث زواج في القرى نجد عزاب تلك القرية يأتون الى مخدع العروس (أكوفة ويبدأ العروسان بحك أرجل هؤلاء العزاب وذلك أعتقادا من أن هؤلاء العزاب (الشباب والشابات) بأن حك أرجلهم عند العروسين سوف يسهل ويسرع في زواجهم ويقولون المثل الأتي( أن أنطمرت كاع تتبشر أخوتها) .
ـــ ويحكى أيضا في حك اليدين في بعض الأحيان يحدث أن يدي الشخص تبدأن بحكة فيعتقد بأنه لابد من أن يمسك نقودا أو شيئا غريبا في اليوم التالي وقد يتحقق هذا الأعتقاد في بعض الأحيان مما يزيده أعتقادا في هذه الحالة وهي(صدفة) فأصبح يعتقد بأنه كلما حكته يده لابد من أن يقبض نقودا أو شيئا غريبا فيها .
ـــ رفيف العين ونقصد بالرفيف أي تحرك جفن العين العلوي عدة مرات فيعتقدون أن تحرك جفن العين لابد أن يأتي شخص عزيز وغائب على صاحب العين وهذا الشخص غائب منذ عدة أيام فبأعتقادهم أن العين تعلم لأنها أداة الرؤيا ولذلك نجد النساء يقولن(رفت عيني لابد من أن يأتي عزيز علي) وتوضع غالبا قشة على الجفن لأبطال الرفيف .
ـــ وقوف اللقمة في البلعوم عندما يتقدم الشخص للأكل وبعد أن يأكل لقمة أو لقمتين لاتدخل أحداهما في البلعوم بسهولة أي يلاقي صعوبة في بلعها فيعتقد بأن أحد أبنائه أن كان متزوجا أو أحد المقربين له أذا لم يكن متزوجا جائع وللذلك لاتدخل اللقمة بسهولة وتحدث عادة مثل هذه الحالة عندما يكون ذلك الشخص مغتربا أي بعيدا عن أهله .
ت/ ز.ن