واع / ماذا قدم الحسين للإسلام!؟/ اراء حرة / مزهر المحمداوي

في الذكرى السنوية لإحياء مراسم استشهاد الامام الحسين وأبناءه وصفوة من المؤمنين معه عليه و عليهم السلام، ازدادت الهجمات هذا العام خاصة على صاحب الذكرى واتباع ال البيت الذين يحيونها، بشكل كبير وشرس وبسخرية فاقت الوصف و اتخذ الأعداء من بعض السلوكيات الصغيرة المرفوضة لنفر ممن يحيي هذه الذكرى مادة للطعن والتشكيك بجدوى إقامة هذه الشعائر واثيرت اسئلة ملغومة كثيرة لعل أبرزها هو:(ماذا قدم الحسين للإسلام حتى تحيي ملايين الشيعة ذكراه!؟) ..غالبا ما يتجاوز البعض توجيه اسئلة مماثلة لأنفسهم و عن من يتبعونهم من السلاطين والحكام والرموز الدينية التي خلعت على نفسها صفات الحاكم والخليفة والوالي وأصحاب الاجتهادات والمذاهب ويرمون التهم والشكوك على بساط الذين يختلفون عنهم في العقيدة والاجتهاد..سأجيب بسؤال ينطوي على جواب ضمني: هل يحسب لما يسمى قادة الفتوحات الإسلامية أنهم قدموا للإسلام شيء بحروب اجبرت ب ..(السيف) اعتناق معظم الذين تم احتلال بلدانهم للإسلام قسرا؟والله تعالى يقول: (( ولو شاء ربك لأمن من في الارض كلهم جميعا،
افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ..سورة يونس ٩٨-٩٩)) ولهذا رأينا أن معظم هؤلاء ارتدوا عن الإسلام بعد أن اصاب الضعف والوهن والتقهقر الدولة الإسلامية وخلفاءها و بعد ان تم تحرير بلدانهم ، وخير دليل على ذلك (الاندلس) التي هي الآن دولتين نصرانيتين هما اسبانيا والبرتغال..الامام الحسين قاد ثورة إصلاحية تصحيحية وقف بشجاعة على قلة اصحابه ومريديه بوجه الطغيان الأموي الذي كان يمتلك الجيوش والاتباع والأموال والسلاح والسلطة الذي انحرف عن مبادئ دين محمد صلى الله عليه وآله في وقت كانت الكلمة ضد الطاغية تعني العذاب و الموت، وبثورته جعل الامام الحسين هذا الموقف وهذا الصرخة المدوية خالدة إلى يوم الدين ضد كل الطغاة السابقون واللاحقون وانتشرت هذه الدعوة في أكثر بقاع العالم اليوم بلا (سيف)يوضع على رقاب الناس انما عن قناعة وإيمان وحفظ للكرامة والحرية والجهاد الحقيقي و الأهداف السامية. وهكذا يشاهد الأعداء والمريدين على حد سواء تدفق هذه الملايين كل عام صوب كربلاء كعبة الاحرار من كل جنس ولون طوعيا لا قسرا أو كرها.