القاصة السورية فاديا عيسى ل( واع) تفتح قلبها بأجوبتها لأسئلة عراقية …

واع / بغداد / كريم ياسر


فاديا… الفرد السوري اصبح متسول ببلده بسبب الحصار الظالم …
العراق بلد النخيل اتمنى زيارته …
المرأة تمارس الرومانسية لكن الرجل يكتب عنها فقط …
تعرضت للانتقاد والتهجم والتكفير والتعهير …

فاديا عيسى قاصة وكاتبة روائية تكتب بعض الخواطر والنثر الشعري كأنها ترسم لوحة .. هي من الشقيقة سوريا الحبيبة كرست حياتها للأدب منذ الطفولة هي عاشقة للأدب بالشكل العام وللكتابة عن القصص والروايات ووصف الرجل بخواطرها وكأنها الوجه الآخر للشاعر الكبير الراحل نزار القباني الذي عرف بعشقه للنساء ووصفهن بأجمل صورة شعرية.. هكذا هي فاديا تعشق كتابة سطورها لتجعل منها قصيدة مصورة عن الرجل وما يعنيه للمرأة ..
تارة تمدحه وتعمل منه وكأنه ملاك وتارة أخرى تذمه وتتحداه وكأنها تحاكي واقع حال يمر علينا في هذا الزمان حيث رجال الأمس ليس كما هم رجال اليوم وكما قيل لكل زمان رجاله…
عموما فاديا اشتهرت برومانسيتها ومشاكساتها على مستوى التواصل الاجتماعي وأصبحت وجبة غذائية دسمة لكل مدمني صفحات التواصل وكاتب هذه السطور احدهم..
لذا ارتأيت ان ادخل عليها وأكلمها واستأذنها لاتشرف بإجراء مقابلة صحفية معها فيها بعض الأسئلة التي أود مشاكستها بها فقبلت الفكرة بروح فنية ورياضية حيث إن الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة وخرجنا بهذا اللقاء …
*_ لماذا اخترت الأدب والكتابة تحديدا ومن شجعك هل لوالديك إثر في ذلك ؟؟

ج — لا أدري من اختار الآخر .. كل ما أعرفه أن الكتابة أدركتني منذ الطفولة .. وكانت دفاتري سطح البيت مثل المجانين الذين يكتبون على الجدران .. اكتب أحلامي الصغيرة بكسرات البلوك .. وكان لأختي روزيت الفضل بانتشالي من دفاتر السطوح إلى الدفاتر الورقية الناعمة والأقلام الحنونة ..
ثم جاءت فترة المراهقة والقراءة ..
في الصف التاسع الإعدادي قرأت ديستويفسكى ولم أفهم كلمة مما قرأت ..وقرأت جبران الذي سحرني .. وفي مرحلة الشباب أصبحت الكتابة هدف حياة ..
ونلت عدة جوائز كانت بمثابة الحافز ..
والآن تحولت الكتابة إلى رسالة يجب أن نتقن تحديد الهدف فيها وانتقاء المرسل إليه سواء كانت امرأة أو رجل أو طفل .. أو كرسي .. أو اي تغصيل في الحياة

*_ من أين لك هذه الجرأة وانت تكتبين بحرية مطلقة دون تقيد وتدخلين في العمق مما يثير هذا فضول القارئ لك ليعرف كل شيء عنك ؟؟
ج— ربما البيئة التي أعيش فيها، اعطتني أكثر من هامش للحرية والتحرك دون خطوط حمراء .. وهذا لا يتوفر للكثير من المبدعات .. وكان أن وظفت هذه الحرية في الغور بأكثر مشاكلنا الحاحاً ألا وهي الكبت الجنسي لدى الرجال والنساء أو ما يسمى المسكوت عنه .. واشتغلت على هذه القضية فكانت الخط الدرامي لقصصي ..
طبعاً لا أخفيك سراً بأنني تعرضت للانتقاد والتهجم والتكفير والتعهير .. وهذا أسعدني جداً، فقد أكد لي كل من هاجمني بأن سهامي القصصية قد أصابت أهدافها .

=_ هل سببت جرأتك في الكتابة بعض الاحراج لك من بعض القراء ؟؟
ج— كما أسلفت في جواب سابق أعيد بأن الكتابة بهذه الحقيقة الفاقعة سببت الكثير من ردود الأفعال المستنكرة والرافضة فكيف تتجرأ امرأة الدخول إلى المناطق المحرمة .

=_ كيف تعيشين اليوم وانت محاصرة من قبل العالم أسوة بكل الشعب السوري الذي ظلم كثيرا ؟؟
ج- شكراً على هذا السؤال ..
الحصار بدأ منذ اكثر من عشرة أعوام ..
الحرب .. الثورة … الديكتاتورية .. الإرهاب
كل هذه التفاصيل سرقت اعمارنا ..
وجاء الحصار الاقتصادي كنتيجة لكل ما ذكرت كي يكمل اغراق السفينة المثقوبة أصلاً ..
والناس إن لم تمت بالحرب، ماتت بالحصار وكورونا ..
هذه هي حالنا بشكل مختصر جداً جداً جداً.

=_ اسمع بل العالم أجمع يسمع ان الوضع الاقتصادي عندكم مدمر كيف تتعايشون معه حيث سمعت من صديق طبيب هناك انه يتقاضى مرتب شهريا لا يتعدى ال ٤٠ دولار فقط !!!
ج— نعم .. تماماً ..
تحوّل السوري الى متسوّل في وطنه ..
وليس عندي ما أضيفه لأن هذه الحقائق تزيد الجراح والقهر .

=_ هل تعتقدين أن هذا الحصار الظالم إثر ويؤثر على الفن والأدب في سوريا ؟؟
ج— هل تعتقد أن الحروب ستُبقي على شيء
لقد أكلت الأخضر واليابس ..
لقد نمت طبقات لزجة قريبة من اصحاب القرار وأنشأت ما يسمى بالمنتديات الأدبية واستفحل الوضع لدرجة الخراب ..
أما المبدع الحقيقي فهو في الظل يمارس الكتابة بصمت بانتظار معجزة ما .. ولولا منصات التواصل الاجتماعي لكنا انتحرنا على البطيء ..

=_ لنخرج عن هذه الأسئلة التقليدية .. ماذا يعني لك الرجل والحب والعلاقة بين المرأة والرجل في مجتمعاتنا الشرقية ؟؟
ج— الرجل هو الماء والمرأة التراب ومن مزيجهما كان الخلق ..
دون رجل لا يمكن ان نستمر كنساء .. ودون امراة، حياة الرجل جحيم ..
الحب هو فعل مقاومة .. هو الدليل الوحيد على أننا ما زلنا على قيد الحياة ..
لكن الدين والموروث الشعبي المقيت نفخ في الرجل لدرجة الانفجار وقزّم المرأة لدرجة الضآلة فاختلفت المعادلة. وأصبحت أحادية الأطراف فالرجل فاعل والمرأة مفعول دون أن تفكر الأخيرة بأي حل لتغببر موقعها وتحسين ظرفها .. كما أن ما يسمى بالعرف والسائد استنكر التصريح بالحب وشجّع على الكراهية والتنصل من فعل الحب ..

=_ هل تعتقدين أن المرأة في مجتمعاتنا مظلومة ولماذا ان كانت فعلا مظلومة ؟؟

ج— طبعاً مظلومة ..
لكن لكل مظلوم ثورة ولكل ظالم حساب ..
أستغرب لماذا لا تنتفض المرأة على من ظلمها .. ولماذا لا تحسّن وضعها ..
كيف تتمكن أم الزوج على ظلم كنتها وهي المظلومة أصلا ..
كل هذه التراتبية صنعتها المرأة وارتضت بها .

=_ الرومانسية عشق لا ينتهي لمن ؟؟ هناك كثير من الرجال والنساء يعشقون الرومانسية وكأنها ملاذ أمن يلجئوا له عند الضيق هل انت مع هذا الرأي ؟؟

ج— أعتقد أن المرأة تمارس الرومنسية، بينما الرجل يتكلم أو يكتب عنها فقط ..
نعم نحن نلجأ إلى واحة الحلم كلما ازداد الضياب ..
وربما الرومنسية نوع من المازوخية نستعذبها ونتلقاها كهدايا سماوية .

*_ ماذا تعرفين عن العراق ؟؟ *_
ج—
العراق آه يا عراق ….
أعرفه كما أعرف وطني سوريا ..
الناس الجميلة .. الشعر .. القصة .. مقامات الأولياء .. مواسم كربلاء .. دجلة .. الفرات ..
شارع المتنبي ..جسر المسيب .. ناظم الغزالي ..
أصدقائي الاحبة ..
المعاناة واحدة ..
الألم يجمعنا .. الفرح يجمعنا مهما تعددت تصنيفاتنا

تصنيفاتنا ..
العراق سيد النخيل من قلبي سلام وأتمنى زيارة العراق (بس مو بالصيف هههه) .

=_ هل من كلمة أخيرة تودين قولها؟؟
ج—
أشكرك على هذه الأسئلة الجميلة
دائماً أقول السؤال أهم من الجواب …
تحية لك و لكل الأصدقاء