واع / كاوة حسام .. نحات كردي يسخر الخشب والحجر بلوحات فنية؟!

واع / السليمانية / ايمان  الجنابي

في بعض الأحيان يسرح بك الخيال وأنت تركز نظرك على بعض الأشكال العادية كالزخارف الهندسية على السجاد، أو الحجارة التي بالشاطئ، أو غصن شجرة باعوجاج غريبة، و أنت تحدق في ذلك الشيء العادي و إذا بمعالم حقيقية ترتسم في دماغك كصورة مختلفة لما تحدق فيه، فتصبح الزخارف وجه كائن حي، و يصبح الحجر معلمة بنائية، والغصن وحش غريب…باستسلامك للوهم البصري تتشكل عندك تلك الصورة البعيدة كل البعد عن الواقع الملموس لكنها قد تكون أساسا لعمل فني مميز ، وهذا ماعمله الفنان الكرددي من محافظة السليمانية كاوة حسام  حين سخر الحجر والخشب بتلك اللوحات التي استلهمها من الطبيعة ومن الخيال البشري  المتنامي في كل مجال..

استوقفت هذا الفنان في احدى القاعات الفنية بالسليمانية وفي احدى معارضه ليحدثنا عن اعماله وميزتها فيقول لـ (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع): منذ فترة طويلة وانا اعشق الاغصان في الغابات وهي متناثرة هنا وهناك ، وسبق  ان اقمت معرضا خاصا باعمالي النحتية والذي تميز بتنوع افكاره وخاماته الفنية والتي استوحيتها واستمدت منها افكاري من الطبيعه وموادها الاولية وهي اغصان الاشجار القديمة والصخور والاخشاب بانواعها وقد خدمني ايضا ممارستي لاعمال النجارة في منزلي والتي تطورت الى انتاج اعمال فنية جميلة من اخشاب واغصان الاشجار المتناثرة في  غابات السليمانية وطبيعتها الجميلة وبدات اكون منها لوحات جميلة اصبحت تتصدر واجهات بعض الدور او في صالات المنازل وغرفها….

 وعن ولادته وخبرته الفنية اوضح لواع  : لقد ولدت في السليمانية وأنا أحمل معاني الفن وخاصة النحت والحفر على الخشب والحجر وأستفدت من الطبيعة كثيرا ومناطقها كمواد وخامات لأعمالي الفنية ولم أتمكن من أقامة معرض شخصي في ظروف اقتصادية صعبة ،كما وأن عملي كمعلم لمادة الرسم وزواجي وتفرغي لبناء الأسرة وتربية الأطفال هو الاخر كان سببا لابتعادي بعض الوقت، أما الأن فقد أصبحت الظروف مواتية حيث أقمت معرضي الشخصي الأول  للنحت والحفر على الخشب والصخور

وعن طبيعة تكوينات تلك اللوحات اكد حسام لــ(وكالة انباء الاعلام العراقي /واع): انا في االبداية اقاوم بالرسم الاولي من حيث الخطوط والفكرة لبناء اللحة ، وانفذها بشكل مباشر على الواقع حين اجلب معي قطعا من الاغصان المتناثرة والكبيرة الى منزلي وابدا بتنفيذذ ها بشكل مباشر،، واضع لها أفقاً من أوراق مغايرة تحمل جواباً للصدى..! تستقبل الضوء والنسيم، العتم والضوء.. الشمس اللاهبة والريح الصاعقة، هي مملكة الغابة بصمتها وحزنها، برقتها وجبروتها، تتوالد بشكلها وتشاكلها مع بعضها. تنسجم وتتنافر، ومتانة جذوعها لأنها تلثم شفاه أقسى الرياح وأشد العواصف، وسمَّاها الغابة لفرح الأوراق بأغصانها التي تنمو بهدوء وتختبئ تحتها النمور والسباع… ولا تحس إلاّ بحركة أنفاسها تتلاقح مع حركة الريح والشمس.

مؤكدا ل واع : لدي طموح شخصي بأقامة معارض نحتية أخرى في العاصمة الحبيبة بغداد حيث لدي الكثير من الزملاء والأصدقاء وأساتذتي من الفنانين الكبار ورغبة أخرى أن أحصل على شهادة الماجستير وقد حرمت من الحصول عليها بسبب عدم حصولي على شهادة الكومبيوتر وغيرها من المعوقات بالرغم من أن الفن يعتمد على الموهبة وليس على شهادات جانبية ليس لها علاقة بالفنون وهناك الكثير من الفنانين العالميين الكبار لم يحصلوا على أبسط مقومات التعليم الأبتدائي، ومع الأسف الشديد لايوجد من يدعم الفنانين أو يدفعهم الى التطور والأبداع والتشجيع من قبل المختصين ،وحتى الفنانين والناس الأعتياديين لايرغبون بشكل جاد بحضور مثل هذه المعارض ودعم أي فنان أو فنانة نحو التطور أو يلاحظوا أعمالهم ويكون هناك نقاد للفن !!

 وأضاف : نحن نعرف أن النقد الفني البناء هو أسلوب جميل لتقييم الأعمال الفنية وتحديد نوعيتها وأهميتها ولكن مع الأسف الشديد لايوجد نقاد للفن هنا يلاحظون ذلك ولابد أن أذكر أن أعمالي النحتية لم ترى النور الأ قبل سنوات والأن بعد أن تغيرت الأوضاع أيضا تغيرت معها أمزجة البشر وتلونت أفكارهم بما هو سلبي أو أيجابي .ـ

وعن توظيف الخامات الفنية في أعماله يقول حسام الدين : لقد أستخدمت كل ما وفرته الطبيعة في السليمانية لأنني قبل كل شيء فنان عراقي وأعمل من أجل أبناء وطني في كل بقعة فيه وأستخدمت الأحجار والخشب من الطبيعة ولاحظوا أعمالي النحتية من الصخور القوية والأخشاب المتوفرة في الطبيعة ووظفتها فنيا وأخرجت منها أعمالا فنية وقد تجاوزت 32 عملا نحتيا متنوعا بالأفكار والنحت على الحجر سخرت فيه طبيعة الأعمال التي توحي الى تاريخ الحضارة السومرية والأشورية وهناك صخور زرقاء جلبتها معي من منطقة قه ره داغ وصخور من مناطق شار باجير وجلبت صخورا وأخشاب قديمة من منطقة قستيابان فنحت منها أعمال فنية متنوعة.

ت/ ز.ن