واع / الوقوع في المحظور / اراء حرة / سيف الصالحي
لم يشهد العراق مسبقاً أي معرفة فيما يسمى بالمخدرات سوى من خلال السماع بها ومشاهدتها عبر الاعمال التلفزيونية والافلام السينمائية ، ولكن مع التطور الحاصل والانفتاح مع الدول الاخرى ودخول التقنيات الفنية وانتشار القنوات التلفزيونية شهدت هذه الظاهرة انتشاراً خطيراً جداً واصبح لدى تجار النفوس الضعيفة نزعة خاصة نحو خلق رغبة لدى فئة الشباب والفتيات بنشر هذه الظاهرة من خلال التعاطي بها وبعد ذلك الايقاع بهم واستغلالهم بغية المتاجرة بارواحهم باعتبارهم الفئة الأكبر والغالبية العظمى من المتعاطين وهذا هو الصيد السهل الذي يبحث عنه عصابات المتاجرة بالمخدرات .
وبعدها بدات عملية التعاطي للحبوب المخدرة وغيرها من المواد بالانتشار ونالت حيزاً كبيراً من في نفوس المتعاطين وسيطرت على المؤثرات العقلية للنساء المتزوجات والفتيات المراهقات والذي بات يشكل خطراً بالغاً على المجتمع واصبح الكثير من الشباب يواجه تحدياً كبيراً ويدخل في صراع مع نفسه جراء سقوطه في هذا المنحدر الخطير والشرس بعد ما القى بنفسه الى التهلكة وبالنتيجه يرى المدمن بنفسه تسقط في دائرة ارتكاب الجرائم كالقتل والانتحار والسرقة وغيرها ،
واذا ما اردنا البحث في معرفة المسببات الحقيقية لدخولها وانتشارها ومن ثم العمل على القضاء عليها نرى هنالك اسباب جمة ابرزها ما يسمى بالاستعمار الفكري أو الغزو الثقافي الذي توغل بسرعة داخل مجتمعنا والغاية منه العبث في المعتقدات الدينية والجذور العقائدية وعلى نطاق واسع وكما فعلت بعض البلدان العربية عندما شجعت على زراعة الافيون في دول الهند ومصر : اما في العراق فعمدت الجهات المعنية بتشكيل فرق خاصة لمكافحة هذا الوباء الفتاك واستئصاله من جسد المجتمع في عموم البلاد وايقاع المتاجرين به ومن يساندهم في المصيدة فضلاً عن ذلك الاستعانة بالاكاديميين والخبراء في مجال علم النفس لعقد الندوات الثقافية والتوعوية التي من شأنها خلق نوع من الوعي لمواجهة هذه الظاهرة ومكافحتها مجتمعياً مع اصدار قوانين صارمة تجرم المتاجرة بها وتعاطيها ، فمن الواجب على والجهاء ورؤساء القبائل والاسر التعاون ورص الصفوف مع المنظمات والمؤسسات كادارات المدارس ووسائل الاعلام وغيرها للمساهمة قدر المستطاع في حماية الابناء والاجيال المستقبلية من خطر المخدرات التي تصل بهم في النهاية الى العزلة والفشل ومن ثم الضياع .